اعتقالات في القرم تُنذر بتوتر بين أنقرة وموسكو

أنقرة - تُنذر حملة اعتقالات دشنتها روسيا في شبه جزيرة القرم بمرحلة جديدة من التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة.
وقالت أنقرة إنها تتابع بقلق كبير اعتقال الأمن الروسي لنائب رئيس المجلس الوطني لتتار القرم نريمان جلال في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني.
وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية طانجو بيلغتش، في ردّه خطيا على سؤال حول اعتقال جلال مساء السبت.
وقال بيلغتش إن أنقرة علمت باعتقال جلال بعد مداهمة منزله في شبه جزيرة القرم صباح السبت، ونقله إلى مكان مجهول وإنه لم ترد بعد أي أنباء عنه.
وأشار إلى أن تركيا تتابع التطورات بقلق وتتمنى أن يعود جلال وتتار القرم الأربعة الذين اعتقلوا معه إلى منازلهم وعائلاتهم في أسرع وقت ممكن.
وفي وقت سابق السبت قال رئيس المجلس الوطني لتتار القرم رفعت تشوباروف إن نائبه جلال محتجز حاليا في مبنى جهاز الأمن الفدرالي الروسي في شبه جزيرة القرم.
وأضاف تشوباروف في منشور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه تم اعتقال جلال من منزله في منطقة أكميسيت بالقرم.
موسكو تشعر بالكثير من القلق من تعزيز التعاون العسكري بين كييف وأنقرة مؤخرا خاصة في مجال الطائرات المسيرة
واعتبرت أمينة جبار نائب وزير الخارجية الأوكراني اعتقال قوات روسية 5 من أتراك تتار القرم بمثابة “موجة أخرى من الضغط” في شبه جزيرة القرم.
وأوضحت أن جلال سياسي وصحافي ومدرس ونائب رئيس المجلس الوطني لتتار القرم، الذي حظرته روسيا في العام 2016.
وأضافت جبار “هذه موجة أخرى من الضغط في شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتا”.
وعقب استفتاء من جانب واحد في السادس عشر من مارس 2014، ضمت روسيا إلى أراضيها شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي، وأعقبه فرض عقوبات على موسكو من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول.
وترفض تركيا وأوكرانيا تماما الخطوات الروسية، لكن موسكو تؤكد أن ملف شبه جزيرة القرم خط أحمر حيث حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مرارا أنقرة من التدخل في الملف ودعم كييف.
وتشعر موسكو بالكثير من القلق من تعزيز التعاون العسكري بين كييف وأنقرة مؤخرا خاصة في مجال الطائرات المسيرة.
ويرى مراقبون أن توترا بين أنقرة وموسكو يلوح في الأفق بسبب القرم، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يتردد في وقت سابق في استغلال هذا الملف في سياق التنافس على النفوذ مع روسيا في مناطق أخرى على غرار سوريا وليبيا.