النظام السوري يواصل محاصرة درعا رغم التسوية

أهالي أحياء المدينة يناشدون الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص إلى سوريا العمل على إنقاذ أكثر من 50 ألف من المدنيين.
الاثنين 2021/09/06
آلاف المدنيين في مرمى النيران

درعا (سوريا) - تواصل قوات النظام السوري محاصرة مدينة درعا البلد من محافظة درعا رغم اتفاق التسوية الذي رعته روسيا، فيما ناشد الأهالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمبعوث الخاص لها غير بيدرسون العمل على إنقاذ أكثر من 50 ألف مدني مهددين بإبادة جماعية بسبب تواصل الحصار.

ورغم دخول اتفاق درعا حيز التنفيذ منذ الأربعاء فإن قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية لها تواصل حصار أحياء درعا البلد وتمنع عبور المساعدات والمدنيين من حاجز السرايا، في وقت يتم فيه تنفيذ بنود الاتفاق الأخرى بين روسيا ولجنة درعا المركزية.

ويواجه الآلاف من المدنيين في درعا تبعات الحصار المطبق منذ أكثر من شهرين، مما تسبب في فقدان المواد الأساسية من الطحين والغذاء والدواء، رغم أن أهم بنود الاتفاق الجديد تتضمن فك الحصار والسماح بعبور المساعدات وحركة المرور.

وناشد أهالي أحياء درعا المحاصرة الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص إلى سوريا “العمل على إنقاذ أكثر من 50 ألف من المدنيين، المهددين بإبادة جماعية بعد الحصار القاسي الذي فرضه نظام الأسد على درعا منذ 75 يومًا”.

وقال الأهالي، في بيان الجمعة إن “تعنت النظام السوري، وإصراره على إخضاع المواطنين بالقوة والعنف، وتهديده بالتهجير القسري لكل من يطالب بحقه، وفق مضمون الاتفاقية التي تم عقدها برعاية روسية عام 2018، جعل المفاوضات تصل إلى طريق مسدود”.

ودفع التصعيد العسكري بين قوات النظام ومقاتلين معارضين في مدينة درعا أكثر من 38 ألف شخص إلى النزوح خلال شهر تقريبا، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.

50 ألف مدني في درعا مهددون بإبادة جماعية بسبب تواصل حصار قوات النظام

وأحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان نزوح 38.600 شخص إلى مدينة درعا ومحيطها، فرّ معظمهم من درعا البلد.

ويتوزع النازحون، وفق المصدر ذاته، بين نحو 15 ألف امرأة وأكثر من 3200 رجل ومن كبار السن، إضافة إلى أكثر من 20.400 طفل.

وتوصلت القوات الحكومية السورية ولجان درعا المركزية بوساطة روسية إلى اتفاق الثلاثاء الماضي يقضي بتسليم عدد من مسلحي درعا سلاحهم وتهجير المعارضين إلى الشمال السوري وإنشاء نقاط للجيش السوري في محيط أحياء درعا البلد مقابل وقف إطلاق النار إلا أن قوات النظام لم تلتزم بتعهدها.

وقصفت الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد والمدعومة بميليشيات إيرانية، الأحد، حي الكاشف الواقع ضمن المربع الأمني في مدينة درعا بخمس قذائف هاون.

وشكك مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر المعارض في التزام القوات الحكومية السورية ببنود اتفاق مدينة درعا. وقال إن “القوات الحكومية تختلق الحجج والذرائع لنقض أي اتفاق”.

وشهد الجيب وبلدات أخرى في جنوب سوريا منذ استعادت قوات النظام محافظة درعا احتجاجات متفرقة ضد الأسد. ومثلت هذه الاحتجاجات أمرا نادر الحدوث في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية.

ومع إحكام النظام السوري سيطرته على مدينة درعا البلد لن تبقى أمامه مناطق ساخنة سوى بلدة طفس في الريف الغربي ومدينة بصرى الشام ومحيطها.

وكانت لجان التفاوض في درعا قد رفضت مطالب جديدة للنظام تتضمن إصدار بيان اعتراف برئيس النظام السوري بشار الأسد رئيسًا شرعيًا لكل سوريا، وبعلم واحد وجيش الواحد في البلاد.

وكشفت مصادر أن ضباط النظام السوري طالبوا لجنة التفاوض في الأحياء المحاصرة بمدينة درعا، بإصدار بيان رسمي يتضمن الاعتراف بعلم النظام كعلم معترف به لكل سوريا وهو خط أحمر، والاعتراف بقوات النظام على أنها المسؤولة عن أمن سوريا، إضافة إلى الاعتراف بالأسد كرئيس شرعي منتخب للبلاد.

وأوضح المصدر أن لجنة التفاوض في الأحياء المحاصرة بمدينة درعا البلد، رفضت مطالب النظام، التي نقلها قياديون في اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا.

ووفق المصدر فإن النظام يسعى من خلال هذه المطالب إلى إحداث “شرخ” بين لجنة التفاوض وأهالي الأحياء المحاصرة.

2