داعش يباغت الشرطة والجيش العراقيين بهجومين مروعين

كركوك (العراق) - شن تنظيم داعش الإرهابي، ليل السبت-الأحد هجومين منفصلين على قوات الشرطة العراقية في محافظة كركوك شمالي البلاد، وعلى قافلة لجنود عراقيين في قضاء مخمور في محافظة نينوى (شمال) مما أدى إلى مقتل 13 عنصرا من الشرطة الاتحادية وثلاثة عسكريين.
وأفاد ضابط رفيع المستوى ومصدر طبي، بارتفاع عدد قتلى وجرحى الشرطة الاتحادية العراقية، في هجوم على حاجز أمني في محيط جنوب كركوك، نفذه تنظيم داعش ليل السبت -الأحد.
وقال المصدران إن الهجوم أسفر عن مقتل 13 عنصرا من الشرطة الاتحادية، وإصابة 3 آخرين.
ويعد هذا الهجوم من أكثر الهجمات دموية التي تعرضت لها القوات الأمنية منذ بداية العام الحالي في مناطق جنوب كركوك، حيث توجد خلايا نائمة للتنظيم الذي هُزم رسميا عام 2017، وتستهدف بشكل متكرر القوات الأمنية العراقية.
وبدأ الهجوم الذي استهدف اللواء 19 ضمن الفرقة الخامسة للشرطة الاتحادية بالقرب من قرية سطيح التابعة لناحية الرشاد (65 كلم جنوب كركوك)، قبيل منتصف الليل واستمر لعدة ساعات، وفق المسؤول الأمني.
وأوضح أن "الهجوم بدأ بإطلاق نار من عناصر تنظيم داعش، استهدف حاجزا أمنيا للشرطة الاتحادية، وأدى لمقتل وجرح عدد منهم"، مضيفا "ثم انفجرت ثلاث عبوات ناسفة استهدفت رتلا لقوات كانت متوجهة للمساندة في صد الهجوم".
ويرى هذا المسؤول أن "خلايا التنظيم أصبحت نشطة في المناطق المحيطة بكركوك بسبب غياب الإسناد الجوي ونقص الدعم العسكري، خصوصا أن محافظة كركوك محاذية لمحافظتي صلاح الدين وديالى" اللتين كانتا معقلين مهمين للمتشددين.
وفي سياق متصل، أفاد بيان مقتضب للجيش العراقي، بـ"مقتل 3 جنود في هجوم بقضاء مخمور في محافظة نينوى (شمال)، وهم قيصر شمخي، وحسين برغوثي، وحسن سحاب". دون تفاصيل أكثر.
ونقلت شبكة رووداو الكردية، الأحد، عن العميد الركن إدريس خضر نائب قائد الفرقة الـ14 من الجيش العراقي قوله "وقعت قافلة للجيش العراقي في جنوب جبال قرجوخ في كمين لداعش، ما أسفر عن مقتل 3 جنود".
وأعلن العراق أواخر العام 2017 انتصاره على تنظيم داعش بعد طرد الجهاديين من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في العام 2014.
وتراجعت مذاك هجمات التنظيم في المدن بشكل كبير، لكن القوات العراقية لا تزال تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وصحراوية، فيما يقوم التنظيم باستهداف بين وقت وآخر مواقع عسكرية ونفّذ هجوماً أودى بثلاثين مدنياً في حي مدينة الصدر الشيعية في العاصمة الشهر الماضي.
ويأتي هجوم السبت في أعقاب زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد خلالها أنه "لا ينبغي التراخي" في مواجهة الجهاديين، معتبراً أن "تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً".
ومن أربيل الأسبوع الماضي، أعرب ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني عن "تضامن فرنسا" مع الإقليم لا سيما "في مكافحة تنظيم داعش، عدونا المشترك الذي تظهر مؤشرات قلقة بعودة ظهوره في العراق كما في سوريا".
وأعلن عن نية بلاده الاحتفاظ بقوات لها في البلاد بصرف النظر عن قرار الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت نيتها إنهاء "مهمتها القتالية" في العراق بحلول نهاية العام.
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في العراق لمكافحة تنظيم داعش، ويبلغ عدد عسكرييها 2500، لكنها أعلنت قبل نحو شهر نيتها إنهاء "مهمتها القتالية" في العراق بحلول نهاية العام. وكان البرلمان العراقي صوّت في 5 يناير 2020 على خروج قوات التحالف من البلاد.