جلسة مساءلة في طرابلس بعد اشتباكات مسلحة لبسط النفوذ

طرابلس - ساد الهدوء الحذر العاصمة الليبية طرابلس، بعد يوم من الاشتباكات الدامية بين "اللواء 444 قتال" التابع لقيادة أركان المنطقة الغربية وميليشيا "جهاز دعم الاستقرار" التابعة للمجلس الرئاسي، فيما دعا رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة إلى اجتماع عاجل من أجل الوقوف على تفاصيل ما جرى، ومساءلة المعنيين.
وأفادت قناة "218" الليبية أن هناك اتفاقا مبدئيا على وقف إطلاق النار بين الميليشيات المتناحرة في العاصمة طرابلس، إلا أنها أكدت أن هناك تحشيدات من الطرفين تجري حاليا، رغم الاتفاق المزعوم.
وأمام هذه التطورات الميدانية، وجه الدبيبة فور عودته من إيطاليا، بعقد جلسة مساءلة السبت، بشأن الأحداث التي وقعت في منطقة صلاح الدين، جنوبي العاصمة طرابلس.
وجلسة المساءلة التي سيعقدها الدبيبة السبت، سيحضرها وزير الداخلية ورئيس الأركان العامة، وآمرو ما يعرف بـ"المناطق العسكرية" لطرابلس والغربية، والوسطى، والساحل الغربي، وكذلك المدعي العام العسكري.
وبدوره وجه المجلس الرئاسي الليبي دعوة إلى الميليشيات المسلّحة المتنازعة، أمرها فيها بضرورة وقف الاشتباكات والعودة إلى المقرات بشكل فوري، وتوعد فيها بملاحقة المتسببين فيها.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها إزاء استمرار الاشتباكات المسلحة، وإطلاق النار العشوائي في منطقة صلاح الدين، المكتظة بالسكان في طرابلس.
وطالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالوقف الفوري لـ"الأعمال العدائية"، مناشدة جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مذكرة إياها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية.
ودعت السلطات الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم في ضمان حماية المدنيين وفي ممارسة السيطرة على الوحدات التابعة لها وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرار رقم 2570.
وشهدت العاصمة طرابلس فجر الجمعة اشتباكات مسلحة جرى خلالها تبادل إطلاق النار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين "قوة دعم الاستقرار" التابعة للرئاسي وبين "اللواء 444 قتال" التابع لرئاسة الأركان.
وذكرت عناصر من "اللواء 444 قتال" إنها صدت هجوما فجر السبت على معسكر التكبالي بمنطقة صلاح الدين، وأسرت عناصر من ميليشيا دعم الاستقرار، التي كانت تحاول الهجوم على المعسكر.
وفيما انسحب مقاتلو الفصائل المتناحرة من ساحة المعارك في منطقة صلاح الدين جنوب العاصمة، بعد يوم كامل من اشتباكات دامية، هي الأسوأ منذ 6 أشهر، سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين، وتسببت في أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة.
وأجبرت هذه الاشتباكات المسلحة بعض العائلات على النزوح إثر سقوط قذائف واشتعال النار بداخل إحدى الشقق في عمارة بالقرب من الإشارة الضوئية بمنطقة صلاح الدين، بينما لا تزال عمليات التحشيد العسكري مستمرة.
وتبرز تلك الاشتباكات المتجددة باستمرار بين ميليشيات العاصمة المتنافسة، الصعوبة التي تلاقيها ليبيا في كبح جماح المقاتلين الذين تم توظيفهم في وزارتي الدفاع والداخلية والذين يرفضون نزع أسلحتهم، وفي بناء مؤسسات أمنية موحدة، كما تعكس وجود تصدعات داخل جبهة الميليشيات، ولاسيما بين الكتائب التابعة للمجلس الرئاسي ونظيرتها الموالية للحكومة.
وتكشف أيضا عن حجم الخلافات ذات الصلة بمراكز النفوذ وبالصراع على الشرعيات المزعومة من داخل تكتلات تطغى عليها النزعة الميليشياوية، حيث حاولت منطقة طرابلس العسكرية التمرد على رئاسة الأركان، وكلتاهما تتبعان نظريا وزارة الدفاع التي يشرف عليها رئيس الحكومة وتخضعان للقيادة العليا التي يمثلها المجلس الرئاسي.