سجال بين ميقاتي وعون حول تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية

ميقاتي ينتقد إصرار بعض الأطراف على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي، وعون يدعو إلى عدم إلصاق تهمة تعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية به.
الجمعة 2021/09/03
ميقاتي لم يتجاوز عقدة عون

بيروت - انتقد رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي استمرار بعض الأطراف السياسية في لبنان في محاولاتهم تعطيل تشكيل الحكومة، مشيرا في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي إلى أن بعض الأطراف "تريد تحويل تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي"، بينما تبرأ الرئيس ميشال عون من أي صلة له بالتعطيل.

ويبدو أن ميقاتي بدأ يسير على خطى سلفه سعد الحريري الذي اضطر بعد تسعة أشهر من التكليف إلى الاعتذار عن مهمته، محمّلا الرئيس اللبناني المسؤولية عن تعطيل تشكيل الحكومة، متهما إياه بالتمسك بالثلث المعطل وهو ما نفاه.

ولم تسفر لقاءات ميقاتي مع عون منذ تكليفه عن إعلان تشكيل الحكومة، بالرغم من إشاعة أجواء إيجابية حول إمكانية إصدار التشكيلة قريبا.

وأوضح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء المكلف أن "ميقاتي يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد إلى حين إخراج الصيغة النهائية للحكومة"، مؤكدا أن "كل ما يقال عكس ذلك كلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا".

وتابع المكتب الإعلامي لميقاتي في تصريحات تعكس مؤشرا واضحا على بوادر تعثر تشكيل الحكومة، "فيما يحرص دولة الرئيس (ميقاتي) على مقاربة عملية تشكيل الحكومة وفق القاعدة الدستورية المعروفة، وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون إلى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الإنقاذ المطلوبة، يبدو أن البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا أسلوب بات مكشوفا وممجوجا".

وتابع "اعتماد الصيغة المباشرة أحيانا والأساليب الملتوية أحيانا أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به، لن يجدي نفعا".

ونبه البيان إلى أن "دولة الرئيس ماض في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول، وبانفتاح على التعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون".

ورد مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية في بيان على بيان المكتب الإعلامي لميقاتي، بالدعوة إلى عدم إلصاق تهمة التعطيل بالرئيس عون، مشيرا إلى أن عون لا يريد الثلث الضامن في الحكومة (الثلث المعطل) وهو معروف بثباته على مواقفه، داعيا إلى عدم إلصاق تهمة تعطيل التشكيل به للتعمية على أهداف مضللة.

وقال بيان صدر عن المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية الخميس إن الرئيس عون "أعلن أكثر من مرة أنه لا يريد الثلث الضامن إيمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني، تحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب".

وأضاف "كثرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين وأقلام عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة إلى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة برغبة لدى رئيس الجمهورية في الحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها".

وكان عون قد كلف رئيس الوزراء الأسبق والسياسي المخضرم نجيب ميقاتي في السادس والعشرين من يوليو الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد استشارات نيابية أجراها الرئيس اللبناني ونال خلالها الرئيس المكلف 72 صوتا من أصوات النواب.

لكن بعد عشرة لقاءات بين ميقاتي وعون لم تسفر المشاورات عن نتيجة تذكر في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، باستثناء تصريحات مغرقة في التفاؤل تركز كلها على حلحلة عقدة التشكيل وقرب الإعلان عن تركيبة الحكومة الجديدة.