العلاج بالتدفئة والتبريد يخفف آلام الإصابات الناجمة عن ممارسة الرياضة

استخدام تقنية التبريد أو التدفئة في علاج الإصابات الناجمة عن ممارسة الرياضة تساعد في تخفيف التوتر العضلي والتشنجات.
الأحد 2021/08/29
التبريد علاج أثبت نجاعته

يؤكد خبراء اللياقة البدنية على فعالية تقنيتي التبريد والتدفئة في علاج آلام الإصابات الناجمة عن ممارسة الرياضة، حيث يعمل التبريد على تقليص الأوعية الدموية وإغلاقها بسرعة لحمايتها من التلف. بينما تجعل التدفئة الأنسجة أكثر ليونة ما يساعد على علاج متلازمة الإجهاد الزائد الناتج عن تشنج العضلات.

برلين- تندرج تطبيقات التدفئة والتبريد ضمن الإجراءات المستخدمة في علاج الإصابات الناجمة عن ممارسة الرياضة مثلا، حيث تعد هذه التطبيقات سلاحا فعالا لتخفيف الآلام.

وأوضح أخصائي الطب الرياضي الألماني أكسل كلاين أن مخطط “رايس” (RICE) يعني الراحة والتبريد والضغط والرفع، على سبيل المثال بعد التعرض لكدمة مؤلمة في الساق أثناء لعب كرة القدم ينبغي رفع الساق، ووضع ضمادة ضيقة عليها وبعض الثلج بغرض التبريد.

وأوضح كلاين أن التورم يحدث بسبب تلف الأوعية الدموية الصغيرة، مشيرا إلى أن التبريد يعمل على تقلص الأوعية وإغلاقها بسرعة أكبر، كما تتم أيضا إعاقة نقل إشارات الألم إلى الدماغ عن طريق التبريد.

العلاج بالتبريد الكامل يوصف تحديدا لحالات الأمراض المزمنة أو الأوجاع العامة

ويؤدي التبريد إلى انقباض الأوردة الدموية مما يخفف من حدة الألم تحت تأثير موجة البرد الشديد، فتنخفض حرارة الجسم فورا من 37 إلى 40 درجة مئوية، وتشل هذه الصدمة الحرارية سائر مستقبلات الألم، إذ تهبط حرارة الجلد إلى ما دون الـ15 درجة مئوية، وهذا أمر نادرا ما تحققه المكعبات الثلجية. ويدوم هذا التأثير المهدئ للألم من 30 دقيقة إلى 3 ساعات، ما بعد إيقاف العلاج.

ويعد التبريد مضادا للالتهابات، حيث يحد من إنتاج العناصر الكيميائية المسؤولة عن الالتهابِ ويؤدي هذا إلى تقلص الأوردة ، ومن جهة أخرى يخفف التبريد من التوتر العضلي والتشنجات.

وظهر العلاج الكامل بالتبريد منذ مدة وجيزة أي في “الحجرة المبردة” حيث يدخل المريض مرتديا ثوب السباحة، في حجرة تبلغ حرارتها 110 درجات مئوية تحت الصفر، ولا يلازمها سوى دقائق معدودة، فالجسم يحتمل ذلك جيدا، وتثير الحرارة المتدنية وخزات طفيفة مزيلة على الفور سائر الأوجاع، وذلك عبر تحسين سير الدورة الدموية وإرخاء العضلات، وتتبع العلاج المذكور جلسة من المداواة بالحركة.

وفي حال تكرار هذا النوع من المداواة فإن تأثيره المهدئ يدوم إلى أمد طويل، كما أنه يحسّن من وظائف العضلات والعظام، مما يخفف من استهلاك المريض للأدوية.

ويوصف العلاج بالتبريد الكامل تحديدا لحالات الأمراض المزمنة أو الأوجاع العامة، وقد لاقى نجاحا كبيرا في معالجة داء الصدفية، الربو والاكتئاب العصبي.

وبات جراحو اليوم يستعملون تقنية التبريد، إذ يفضلون استبدال المشرط بها وتحديدا في الحالات السرطانية، تحت تخدير موضعي، فيعمد الجراح إلى إدخال مجس حتى موقع الورم فيجمده بواسطة الأرجون (عنصر غازي في الهواء) السائل وفق حرارة من 180 درجة مئوية تحت الصفر، والنتيجة موت الخلايا الموجودة في وسط الورم، وبعد بضعة أيام يزول هذا الأخير مخلفا كومة من الأنسجة التي سرعان ما تتلف تدريجيا، وما من مضاعفات أو أعراض جانبية بل يزيد التبريد من فعالية العلاج الكيميائي، وبالتالي من فرص نجاح العلاج. وتستعمل هذه التقنية بكثرة في الولايات المتحدة في حالات السرطان غير المتقدمة كسرطان الثدي والرحم.

وإذا ما واجه الأفراد الألم في حادثة أو إصابة طارئة، يكفي أن يستعملوا مكعبات ثلجية (أكياسا من الهلام المجمد أو حتى من الثلج الأبيض) أو ربما ما هو بارد وفي متناولهم ككيس الخضار المثلجة.

ويحذر الخبراء من المبالغة في التبريد فشأنه شأن السخونة، قد يسبب التبريد بعض المشاكل كالتجمدات، لذلك من الضروري الاحتراس ووضع قماشة رطبة بين الجلد والضمادة المثلجة.

وإن لم يتوافر أي من الوسائل المذكورة في المنزل يمكن نقع الموقع المصاب في وعاء من المياه الباردة (مع مكعبات ثلجية) ليهدأ الألم قبل التوجه إلى المستشفى، ذلك أن التبريد لا يهدئ فحسب، بل يشفي بالكامل أيضا.

وبالنسبة للمبردات مثل أكياس الثلج أو حبيبات الثلج، التي تكون درجة حرارتها قريبة من نقطة التجمد، فإنه يوصى باستخدامها لمدة 30 دقيقة في كل مرة، ثم أخذ قسط من الراحة. وعند استخدام كمادات الثلج المجمدة، يجب التأكد من وضع منشفة على الجلد حتى لا تتلف الجلد.

التدفئة لها تأثير في جعل الأنسجة أكثر ليونة، ويساعد ذلك في علاج متلازمات الإجهاد الزائد، مع وجع العضلات الشديد
التدفئة لها تأثير في جعل الأنسجة أكثر ليونة، ويساعد ذلك في علاج متلازمات الإجهاد الزائد، مع وجع العضلات الشديد

وهنا يجب أن تتراوح فترة التبريد بين 15 و20 دقيقة. وأوصى جراح العظام الألماني توماس جوتفريد باستخدام تقنية التبريد لجميع الإصابات الحادة، بما في ذلك الكدمات والكسور، ولكن لا يسري هذا على الجروح المفتوحة أبدا.

ومع هذا لابد من توخي الحذر حتى لا تتضرر البشرة أو الجسم. وأوضح جوتفريد أن هناك نوعين من ردود الفعل على البرودة، التي يمكن أن نشعر بها: في البداية هناك الألم الأول من البرودة، وهو أمر طبيعي تماما، ثم هناك تأثير التعود ويتبع ذلك الألم الثاني. وهنا يتعين إيقاف عملية التبريد، فهذا الألم الثاني هو إشارة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.

ويشير كلاين إلى أن هناك نوعا غير ضار تماما للتبريد ويتم بتمرير مكعب ثلج على المنطقة مرارا وتكرارا، وبذلك لا يتعرض الجسم للتبريد الدائم، مع الوصول إلى التأثير المسكن.

ويمكن استخدام المبردات بسهولة في المنزل دون مساعدة طبية. ومع ذلك هناك استثناءات، حيث يجب الحذر مع بعض الصور السريرية، على سبيل المثال مع اضطرابات الدورة الدموية أو الحساسية للبرد. وينطبق الشيء نفسه على أشكال اضطراب الحساسية، لأن آليات التحذير معطلة، فالمصابون غالبا لا يشعرون بألم البرد.

ويمكن أن يؤدي استخدام التدفئة، على سبيل المثال في شكل زجاجات الماء الساخن أو مصابيح الضوء الأحمر، إلى تخفيف الآلام، لكن ليس في حالة الإصابات الحادة. وأوضح جوتفريد أن التدفئة لها تأثير في جعل الأنسجة أكثر ليونة.

بعد التعرض لكدمة مؤلمة في الساق أثناء لعب كرة القدم ينبغي رفع الساق، ووضع ضمادة ضيقة عليها وبعض الثلج بغرض التبريد

ويساعد ذلك في علاج متلازمات الإجهاد الزائد، على سبيل المثال مع وجع العضلات الشديد، كما أن التدفئة مناسبة أيضا لعلاج الالتصاق النسيجي أو التندب، ويمكن أن تكون مفيدة لجميع التغيرات الطارئة على النسيج الضام.

وتعمل التدفئة على فتح الأوعية الدموية وتجعلها تتسع، مما يسهم في تحسين الدورة الدموية في الجسم. وللحرارة أيضا تأثير مسكن، وهذا هو السبب في الاعتماد عليها غالبا في علاج آلام الدورة الشهرية أو الالتهابات المزمنة على سبيل المثال.

ومن حيث المبدأ لا يشكل ظهور بقع حمراء على الجلد بسبب الحرارة خطورة، لكنه يصبح مشكلة عندما يكون هناك ألم مصاحب، حيث من الممكن حدوث حروق من الدرجة الأولى.

18