اجتماعات بين قادة طالبان ومسؤولين سياسيين لبحث تشكيل حكومة جديدة

كابول - وصل الرجل الثاني في حركة طالبان الملا عبدالغني برادر إلى كابول السبت، لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين آخرين حول تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان.
ويعتبر الملا برادر أول قيادي كبير في الحركة يعود علنا إلى أفغانستان منذ أن أطاح تحالف تقوده الولايات المتحدة طالبان من الحكم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وعاد برادر بعد إحكام طالبان سيطرتها على البلد، قادما من قطر حيث كان يقود المكتب السياسي للحركة. وقال قيادي كبير في طالبان إن برادر "حضر إلى كابول للقاء قادة طالبان وسياسيين من أجل تشكيل حكومة شاملة".
وأفاد زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار الجمعة بأن "المحادثات الرسمية بين القادة السياسيين الأفغان وطالبان، بغرض تشكيل حكومة جديدة ستبدأ مع وصول قادة الحركة إلى كابول".
وشوهد قادة آخرون من طالبان في العاصمة الأفغانية في الأيام الماضية بينهم خليل حقاني أحد أهم الإرهابيين المطلوبين في العالم من قبل الولايات المتحدة، التي وعدت بمكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات تسمح باعتقاله.
ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة لطالبان صورا للقاء بين حقاني وحكمتيار الذي يُعتبر أحد أشرس أمراء الحرب في البلاد لقصفه كابول خصوصا خلال الحرب الأهلية (1992-1996). وكان حكمتيار الملقب بـ"جزار كابول" منافسا لطالبان قبل أن تتولى الأخيرة السلطة بين عامي 1996 و2001.
وتسعى الحركة المتشددة إلى تسويق صورة مغايرة تماما لها منذ دخولها كابول، حيث قال مسؤول بطالبان السبت إن الحركة ستكون مسؤولة عن أفعالها وستحقق في تقارير عن ارتكاب أعضاء بالحركة أعمالا انتقامية وفظائع.
وأضاف المسؤول، أن الحركة تخطط لإعداد نموذج جديد لحكم أفغانستان خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وبعد مرور أسبوع على استكمال طالبان سيطرتها السريعة على البلاد، أبلغ مواطنون أفغان وجماعات إغاثة دولية عن أعمال انتقامية قاسية ضد الاحتجاجات، واعتقال أولئك الذين شغلوا مناصب حكومية سابقا أو انتقدوا طالبان أو عملوا مع الأميركيين.
وقال المسؤول "سمعنا عن ارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين، لو كان أعضاء طالبان يفعلون هذه المشكلات المتعلقة بالقانون والنظام فسيتم التحقيق معهم".
وأشار إلى أن الإطار الجديد لحكم البلاد لن يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي لكنه "سيحمي حقوق الجميع".
وقال إن "خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في طالبان يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة". وأضاف "يمكننا تفهم حالة الذعر والتوتر والقلق. الناس يعتقدون أننا لن نخضع للمساءلة لكن هذه ليست الحقيقة".
وعلى الرغم من سعي طالبان للظهور بوجه أكثر اعتدالا، إلا أن حكمها أفغانستان بقبضة من حديد من عام 1996 إلى عام 2001 لن يمحي صورتها القاتمة من ذاكرة الأفغان.
وروى مسؤولون سابقون قصصا مروعة عن الاختباء من طالبان في الأيام الأخيرة مع انتقال مسلحي الحركة من بيت إلى آخر.