الملك محمد السادس: المغرب يتعرّض لعملية عدوانية مقصودة

العاهل المغربي يبدي استعداد بلاده تدشين مرحلة "جديدة وغير مسبوقة" في العلاقات مع إسبانيا.
السبت 2021/08/21
"لا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا"

الرباط - أدان العاهل المغربي الملك محمد السادس "عملية عدوانية مقصودة" يتعرض لها المغرب من قبل دول معروفة بعدائها له في الفترة الأخيرة، وندد بالحملة المدروسة التي تسعى إلى تشويه صورة المؤسسة الأمنية المغربية.

وقال العاهل المغربي في خطاب بمناسبة الذكرى الثامنة والستّين لثورة الملك والشعب، إنّ المملكة "تتعرّض لهجمات مدروسة في الفترة الأخيرة من طرف بعض الدول والمنظمات المعروفة بعدائها لبلدنا".

وأضاف الملك محمد السادس أن المغرب "مستهدف، لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل؛ وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون، في ارتباط قوي بين العرش والشعب".

وتابع أن "المغرب يتعرض على غرار بعض دول اتّحاد المغرب العربي، لعمليّة عدوانيّة مقصودة" من قبل "أعداء وحدتنا الترابيّة" الذين "ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثّرا".

وندّد بوجود حملة واسعة لتشويه صورة المؤسسات الأمنية المغربية، معتبرا أن "المؤامرات التي تحاك لن تزيد المغرب إلا إيمانا وإصرارا على الدفاع عن مصالحه العليا". وقال إن "من يستهدفون المغرب لا يفهمون أن قواعد التعامل الدولي تغيرت، ودولنا أصبحت قادرة على تدبير أمورها".

وكان المغرب فتح تحقيقا قضائيا، بعد ورود اسمه ضمن قائمة دول لتحقيق استقصائي نُشر في عدد من الصحف الدولية، يزعم أنه استعمل برنامج "بيغاسوس" للتجسس على هواتف صحافيين ونشطاء حقوقيين.

وأدانت الرباط الحملة الإعلامية المتواصلة والمضللة التي تروج لتلك المزاعم، نافية امتلاك "برمجيّات معلوماتيّة لاختراق أجهزة اتّصال".

وقال العاهل المغربي في خطابه إنهم "لا يريدون أن يفهموا أن قواعد التعامل تغيرت وأن دولنا قادرة على تدبير أمورها واستثمار مواردها وطاقاتها لصالح شعوبنا. لذا تم تجنيد كل الوسائل الممكنة، الشرعية وغير الشرعية وتوزيع الأدوار واستعمال وسائل تأثير ضخمة، لتوريط المغرب، في مشاكل وخلافات مع بعض الدول".

وأشار إلى أن "قليلا من الدول، خاصة الأوروبية التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية".

وأردف "كما أن بعض قياداتها لم يستوعبوا بأن المشكلة ليست في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم التي تعيش على الماضي ولا تستطيع أن تساير التطورات".

ومضى العاهل المغربي مخاطبا الدول الأوروبية "أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية، لذلك يريدون أن نصبح مثلهم".

وعبّر الملك عن الأمل في إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار وأكد في خطابه سعي المغرب إلى "تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات مع إسبانيا".

وشهدت العلاقات بين المغرب وإسبانيا توترا كبيرا على خلفية استقبال مدريد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي للعلاج.

وقالت السلطات المغربية إن غالي دخل بجواز سفر مزور، من أجل تفادي تهم ثقيلة كانت تواجهه أمام القضاء الإسباني.

وأشار العاهل المغربي في هذا الصدد إلى أن العلاقات مع إسبانيا مرت في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها.

إلا أنه أكد أن المغرب عمل مع الجانب الإسباني "بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية"، وأنه إضافة إلى الثوابت التقليدية "التي ترتكز عليها هذه العلاقات"، فإن المغرب يحرص "على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين".

وتابع "لم يكن هدفنا الخروج من هذه الأزمة فقط، بل أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات"، وكذلك "تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات".

وأضاف أن للمغرب "الالتزام نفسه" مع فرنسا، إذ تقوم العلاقات بينهما على "الشراكة والتضامن".