قتلى في مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في جنين

جنين (فلسطين) - نشبت مواجهات عنيفة الاثنين في مخيم جنين بشمال الضفة الغربية بين أهالي المنطقة والقوات الإسرائيلية، ما تسبب في مقتل أربعة فلسطينيين، فيما دعت حركة حماس إلى توسيع نطاق الاشتباك في الضفة ردّا على ما وصفته بجرائم الاحتلال.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية العملية الإسرائيلية في المخيم ووصفتها بأنها "جريمة بشعة". وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) "نعبر عن غضب واستنكار الرئاسة الشديدين لهذه الجريمة النكراء".
وأكد أبوردينة أن استمرار "هذه السياسة الإسرائيلية سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار".
وحمّل "حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وتداعياته".
ومن جهتها وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادثة بأنها "مجزرة بشعة"، منوهة إلى أنها تتابع مع الجهات المختصة "تفاصيل وحيثيات الجريمة البشعة توطئة لرفعها إلى الجنائية الدولية".
وشاركت وحدة من قوات حرس الحدود الإسرائيلية في عملية في جنين للقبض على فلسطيني تتهمه قوات حرس الحدود بالضلوع في أنشطة وصفتها بأنها "إرهابية" قبل أن تتعرض هذه القوات لإطلاق النار عليها، وفق بيان صادر عنها.
وأوضحت القوات أن وحدتها "تعرضت لإطلاق نار كثيف من مسافة قريبة ومن قبل عدد كبير (من الأشخاص). وردت على الإرهابيين وحيّدتهم.. لم نسجل ضحايا في صفوفنا".

ووقعت عدة اشتباكات في الأسابيع الأخيرة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في شمال الضفة الغربية وخصوصا في جنين وقرية بيتا.
وأُعلن الأربعاء عن وفاة الشاب ضياء الدين الصباريني (25 عاما) الذي أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي قبلها بأسبوع في جنين.
وشهدت جنين أوائل أغسطس الجاري مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي دخل المدينة لتنفيذ اعتقالات. وأصيب خلال تلك المواجهات ستة أشخاص بالرصاص الإسرائيلي.
وفي يونيو الماضي أعلن في المدينة ذاتها عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، من بينهم اثنان من قوات الأمن الفلسطينية. وكثيرا ما تقع مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي عندما يدخل الجيش الأراضي الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية كي ينفذ عمليات اعتقال.
وتعتبر قرية بيتا التي تضم 16 ألف نسمة نقطة اشتعال بين الجانبين إذ تشهد منذ مايو الماضي مواجهات شبه يومية، خصوصا في ساعات المساء احتجاجا على بؤرة استيطانية إسرائيلية أقامها مستوطنون على سفح جبل من أراضي القرية.
ويتولى جنود إسرائيليون حماية بيوت متنقلة في مستوطنة أفيتار العشوائية أخلاها مستوطنون في أوائل يوليو الماضي في انتظار حسم وزارة الدفاع الإسرائيلية مسألة تصنيف هذه الأراضي. وقتل إثر هذه الاحتجاجات العديد من الفلسطينيين وأصيب المئات منهم بجروح.
وتعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967 غير شرعية بحسب القانون الدولي. ويعيش نحو 475 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية التي يقطنها أكثر من 2.8 مليون فلسطيني.
ودعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى المزيد من الاشتباك مع الاحتلال.
وقالت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة في بيان "إن المقاومة هي اللغة التي يفهمها هذا المحتل"، داعية إلى "توسيع نقاط الاشتباك معه في كل نقاط التماس بالضفة المحتلة، لتكون ردا على تصاعد جرائمه بحق أرضنا ومقدساتنا".
والاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي أن نشطاء في قطاع غزة أطلقوا صاروخًا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل هو الأول منذ وقف إطلاق النار الهش في مايو الماضي والذي أنهى حربا خاطفة بين إسرائيل وحركة حماس.
ولم يتضح ما إذا كان إطلاق الصاروخ جاء ردّا على المواجهات في جنين أم أنه بداية لتصعيد جديد في قطاع غزة هدّدت به حركة حماس بسبب تعطل دخول المنحة القطرية.