السفارة الأميركية تتلف الوثائق الحساسة مع زحف طالبان نحو كابول

كابول - أمرت سفارة الولايات المتحدة في كابول الجمعة موظفيها بإتلاف الوثائق الحساسة والرموز الأميركية التي يمكن أن تستخدمها طالبان لأغراض دعائية، مع اقتراب متمردي الحركة من العاصمة الأفغانية، وتزامنا مع وصول طلائع القوات الأميركية لإجلاء موظفي السفارة والمدنيين الآخرين.
وأصدرت السفارة الأميركية في كابول تعليمات لموظفيها بضرورة التخلص من الوثائق السرية والحساسة،مبلغة إياهم بمكان وجود المحرقة وغيرها من معدات الإتلاف.
وصدرت مذكرة في هذا الشأن تتضمن إتلاف كل ما يحمل شعار السفارة والأعلام الأميركية التي يمكن استخدامها لأغراض الدعاية لاحقا.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن هذا إجراء عادي في حالة تقليص الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة في بلد ما.
وتشعر الولايات المتحدة بقلق حيال التقدم السريع لعناصر طالبان الذين سيطروا على أكبر المدن في البلاد وباتوا قريبين من كابول.
وتواصل حركة طالبان الزحف نحو العاصمة كابول، السبت، معسقوط الولايات الأفغانية الواحدة تلو الأخرى، وبعضها دون قتال، حيث باتت الحركة تسيطر على 14 من عواصم الأقاليم الأفغانية البالغ عددها 34 منذ السادس من أغسطس.
وقال مسؤول أميركي السبت إن جنودا أميركيين وصلوا إلى كابول للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأميركية ومدنيين آخرين من العاصمة الأفغانية وذلك بعد يوم من سيطرة مقاتلي حركة طالبان على ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن كتيبتين من مشاة البحرية (المارينز) وثالثة من سلاح المشاة، قوامها نحو ثلاثة آلاف عسكري، ستصل إلى كابول بحلول مساء الأحد.
وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه "لقد بدأوا في الوصول. سيصلون تباعا حتى الغد".
وأضاف البنتاغون أن فريق مشاة مقاتلا سينتقل أيضا من فورت براج بولاية نورث كارولاينا إلى الكويت ليصبح قوة استجابة سريعة للأمن في كابول إذا لزم الأمر.
وكان البنتاغون أقر بأن طالبان تحاول من خلال تحركاتها الأخيرة عزل العاصمة كابول عن بقية مناطق البلاد، لكنه نفى في المقابل وجود خطر وشيك يهددها في الوقت الحالي.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون الجمعة "إذا نظرت إلى ما فعلته طالبان مؤخرا يمكنك أن ترى أنهم يحاولون عزل كابول"، مشيرا إلى ضرورة طرح سؤال على طالبان وهو: ما الهدف الذي يسعون إليه؟
وأضاف كيربي أنهم حتى الآن عزلوا عواصم المقاطعات لإجبارها على الاستسلام ثم أخذها دون إراقة دماء كثيرة.
وقال البيت الأبيض في تغريدة على "تويتر" إن الرئيس جو بايدن بحث مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان الجهود الجارية لتقليص عدد المدنيين في أفغانستان بشكل آمن.
وميدانيا، قال مسؤولون محليون، الجمعة، إن مقاتلي طالبان سيطروا على ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان في الوقت الذي انهارت فيه مقاومة القوات الحكومية وتزايدت المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابول لهجوم خلال أيام.
وأكد مسؤول حكومي سيطرة طالبان على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد وذلك في الوقت الذي تكمل فيه القوات الدولية انسحابها بعد حرب استمرت 20 عاما.وسقطت هرات أيضا في قبضة طالبان.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حركة طالبان لوقف هجومها في أفغانستان فورا، محذرا من أن "الوضع في أفغانستان يخرج عن السيطرة".
وأثار القتال أيضا مخاوف من حدوث أزمة لاجئين وتراجع ما تحقق من مكاسب في مجال حقوق الإنسان. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن نحو 400 ألف مدني اضطروا لترك منازلهم منذ بداية العام منهم 250 ألفا منذ مايو أيار.
وأقامت أسر في خيام في حديقة بكابول بلا مأوى بعد أن هربوا من العنف في مناطق أخرى من البلاد.
ومن بين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار الشريف في الشمال وجلال اباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى كابل.
وقال مسؤولون أمنيون إن طالبان سيطرت أيضا على بلدتي لشكركاه في الجنوب وقلعة ناو في الشمال الغربي. وقال مسؤولون إن فيروز كوه عاصمة إقليم غور بوسط البلاد استسلمت دون قتال.
ومثلت خسارة قندهار ضربة قوية للحكومة. وتعد قندهار معقل حركة طالبان التي ظهرت في عام 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية وسيطرت على معظم البلاد من عام 1996 إلى عام 2001.