المغرب يسعى لجلب استثمارات أميركية في صناعة الطيران

خطط لتعزيز سلسلة التوريد في القطاع عبر إقامة مشاريع جديدة.
الثلاثاء 2021/08/10
قاعدة صناعية صلبة

انطلق المغرب في جولة ترويجية جديدة تستهدف هذه المرة الولايات المتحدة من أجل توسيع قاعدة صناعة الطيران في البلاد، عبر استقطاب المزيد من المستثمرين إلى هذا القطاع الآخذ في النمو رغم قيود الإغلاق وتباطؤ النمو العالمي بعد تحقيقه خطوات متقدمة في قطاع السيارات.

الرباط – شرع وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي حفيظ العلمي الاثنين في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة لـ”التعريف بمؤهلات ومزايا المنصة الصناعية الوطنية في قطاع الطيران”، بهدف جذب المزيد من رؤوس الأموال لهذا المجال المهم.

وقال العلمي قبل رحلته للقاء أوساط صناعة الطيران الأميركية في بيان “سنعرّف المنظومة الصناعية لشركة بوينغ، بالخطوات التي وصل لها المغرب في قطاع الطيران، وبُغية تعزيز سلسلة التوريد المحلية من خلال مشاريع استثمارية جديدة”.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أنه بالإضافة إلى ستانلي إيه ديل نائب الرئيس التنفيذي لعملاق صناعة الطيران الأميركية بوينغ، ونائب الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي للطائرات التجارية، سيلتقي العلمي بعدد من الشخصيات المهمة الأخرى في قطاع الطيران في أميركا الشمالية.

وشدد المدير الإقليمي لبوينغ في المغرب دوغلاس كيلي، في وقت سابق على أن المغرب بات شريكا مهما لبوينغ ليس فقط بسبب استقرار مناخ الأعمال فقط، بل لأن القوى العاملة المغربية الماهرة تعتبر “ميزة كبيرة” في هذا القطاع المهم.

حفيظ العلمي: سنعرّف المنظومة الصناعية لبوينغ بما بلغه قطاعنا

وتملك أكبر شركات الطيران العالمية استثمارات في مصانعها في المغرب، فإلى جانب بوينغ هناك أيرباص وبومباردييه وراتييه وفيكاس وسافران وداسول وأيربيس وغيرها من الشركات.

وعانى القطاع الصناعي المغربي، ولاسيما صناعة الطيران والسيارات، بشكل كبير مع تداعيات الجائحة، مما أدى إلى إغلاق كبير للقطاع الصناعي.

وكانت القطاعات الأكثر تضررا هي قطاع السياحة والأنشطة الملحقة به والصناعات الميكانيكية والمعدنية والكهربائية وصناعات النسيج والملابس والتجارة والنقل.

وسبق وأن أبرمت السلطات المغربية في سبتمبر 2016 اتفاقا مع بوينغ لتوطين صناعاتها المتطورة في المغرب.

ونص الاتفاق حينها على توطين 120 شركة متعاقدة مع بوينغ في المنطقة الصناعية في مدينة طنجة، مما وفر قرابة 8700 فرصة عمل إضافية.

وبحسب تقديرات الحكومة المغربية فإن الاتفاق مكّن الرباط من زيادة صادراتها في قطاع الطيران بما قيمته مليار دولار سنويا.

ويرى خبراء أن اتخاذ بوينغ المغرب كمركز إقليمي لأعمالها سوف يعزز الثقة في جاذبية رؤوس الأموال الأميركية بسبب نضج اقتصاده وكفاءة موارده البشرية، وهي مؤهلات حاسمة جاءت ثمرة استراتيجية متعددة الأبعاد بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يحفّز بشكل مستدام الاستثمار والتنمية.

وشهد قطاع صناعة الطيران المغربي بفضل رؤية ودعم العاهل المغربي الملك محمد السادس قفزات نوعية كبيرة جعلته يحتل المرتبة الـ15 من حيث الاستثمارات في صناعة الطيران، ليقتحم بذلك الدائرة الضيقة جدا للبلدان الناشطة في هذا القطاع.

وتقول الرباط إن القطاع شهد نموّا هاما في السنوات الأخيرة، حيث تضاعف حجمه بنحو 6 مرات خلال عقد من الزمن.

ولدى المغرب اليوم إمكانات كبيرة لقطاع الطيران، كما أن هذا القطاع يضم حاليا 140 شركة وهي مرشحة لأن تصل إلى 220 شركة بعد أكثر من عقد من بدء خطوات تركيز هذه الصناعة.

Thumbnail

ويأتي التحرك المغربي بعد أشهر من تحركات مماثلة حيث أعلنت الرباط في العاشر من فبراير الماضي، عن جلب استثمار جديد في قطاع صناعة الطيران، حيث افتتح مصنع شركة “لو بستون” الفرنسية، لإنتاج أجزاء من محركات الطائرات.

وقال بيان للشركة الفرنسية حينها إن المصنع هو “الأول بالمغرب وهو خاص بالمعالجة الآلية للأجزاء المعدنية الصلبة الدائرية لمحركات الطائرات”.

وكثف المغرب جهوده لتعزيز النمو في قطاع النقل الجوي وصناعة الطيران، بعد تسجيل نمو كبير في السنوات الأخيرة من خلال دعم حركة النقل الجوي وترسيخ الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لضمان جودة الخدمات في ظل ارتفاع حدة المنافسة العالمية في هذا القطاع.

صناعة الطيران المغربية تضاعف حجمها ست مرات خلال عقد من الزمن بفضل استقرار مناخ الأعمال وخطط تنمية قطاع التصنيع

واعتبر هشام بودراع، المدير العام بالنيابة للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات خلال حدث احتضنته الرباط في مايو الماضي حول قطاع الطيران، أن أزمة الجائحة كشفت عن العديد من الفرص التي يتعين على “بلدنا انتهازها خاصة في قطاع الطيران”.

وقال حينها إن الرؤية الاستشرافية للعاهل المغربي الملك محمد السادس “أتاحت الفرصة للمغرب بأن يكون سبّاقا على المستوى الدولي، مما يضمن مستويات جيدة للغاية من إنتاج الطاقة الخضراء، حيث ستسمح هذه الميزة بلا شك للبلد في جميع القطاعات بما في ذلك الطيران باكتساب القدرة التنافسية دون إغفال احترام البيئة”.

وشجعت الحكومة موردي قطاع الطيران على الاستثمار في البلد خلال السنوات القليلة الماضية، على أمل محاكاة نجاحها في صناعة السيارات، فأقامت مراكز لتسريع سلاسل الإمداد وتبادل الخبرات.

ونسبت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إلى كريم الشيخ رئيس تجمع الصناعات المغربية للطيران والفضاء (جيماس) قوله إن “هناك إجماعا على أن صناعة الطيران تشهد تحديات عالمية قوية، لكن المصنعين تمسكوا بمنصتنا الخاصة إذ أظهروا مرونة عالية من خلال قدرتهم على التكيف والابتكار في ظل ظروف معقدة وإيجاد حلول مستعجلة على الخصوص”.

وأضاف “كنا من بين عدد قليل من منصات الطيران التي استمرت في العمل خلال فترة الحجر الصحي بكامل طاقتها، إذ لم يكن هذا هو الحال بالنسبة لعدة منصات أخرى”.

10