نصف مليون تلقيح في تونس خلال يوم: أين كانت الدولة التونسية قبل قرارات سعيّد

تونس – أعلنت تونس الأحد عن تطعيم أكثر من نصف مليون شخص ضد وباء كورونا، في رقم غير مسبوق يكشف عن إمكانات تونس الصحية التي ظلت أسيرة التعطيل السياسي قبل قرارات الرئيس قيس سعيّد الاستثنائية.
وتشهد تونس وضعا وبائيا حرجا بلغ ذروته في شهر يوليو الماضي وتسبب في أعداد قياسية من المصابين، التي ناهزت أقصاها حوالي عشرة آلاف في اليوم وأكثر من مئة حالة وفاة يوميا.
وقالت وزارة الصحة التونسية في بيان إن "حصيلة النتائج النهائية لليوم الافتتاحي لعمليات التلقيح المكثف بكامل ولايات الجمهورية، الموافق للأحد، بلغت 551 ألفا و8 عمليات تلقيح في 335 مركزا".
وقال الرئيس سعيّد مساء الأحد، خلال زيارته لمركز التلقيح معهد فرحات حشاد برادس، إن "عدد اللقاحات أصبح بالملايين في حين كان عدد الاجتماعات بالملايين، لكن دون أي قرارات".
وأكد سعيّد أنه "تم اتخاذ قرار بتوفير أربعة ملايين جرعة من اللقاح الأحد، وسيتم توفير 6 ملايين جرعة أخرى الاثنين".
وتابع أن "هذا اليوم درس لكل العالم لتكاثف جهود التونسيين، لافتا النظر إلى أن صور اليوم تاريخية لأن الجميع مؤمن بتونس وبالمستقبل وأنه بإمكان صنع المعجزات".
وشهدت دعوة الرئيس سعيّد إلى يوم وطني للتطعيم ضد كورونا الأحد، إقبالا كبيرا من المواطنين على المعاهد الثانوية التي تم تخصيصها كمراكز للقاحات.
ومن خلال تحركات الرئيس التونسي الدبلوماسية ومحادثاته مع قادة عرب وأجانب تمكّنت تونس من الحصول على الملايين من اللقاحات المضادة لكورونا التي تحصد أرواح العشرات من التونسيين يوميا، لكن اللقاحات ظلت أسيرة الصراعات السياسية وتحالف التعجيز الذي أنشأه راشد الغنوشي رئيس البرلمان المجمد ورئيس الوزراء المقال هشام المشيشي.
وكان المشيشي أرغم وزير الصحة المقال فوزي المهدي على تنظيم حملة تطعيم يومي عيد الأضحى لمن سنهم فوق 18 عاما، وهي الحملة التي انتهت بفوضى عارمة وأحداث عنف، بسبب عدم توفر جرعات التطعيم اللازمة داخل مراكز اللقاح وغياب كلي للأمن.
وبعد تلك الأحداث التي وصفها الرئيس التونسي بـ"جريمة في حق تونس" لم تتحرك حكومة المشيشي لتكثيف عملية التطعيم للتصدي للجائحة، مما أدى إلى موجة من الاحتجاجات ضد رئيس الحكومة الذي أقاله الرئيس سعيّد قبل أسبوعين ضمن سلسلة من الإجراءات الاستثنائية.
وأشاد سعيّد بجهود "القوات المسلحة العسكرية والأمنية وكافة المتدخلين في أيام التلقيح المكثف"، وثمّن "حسهم الوطني العالي وشعورهم الكبير بالمسؤولية ووقوفهم الثابت على جبهة واحدة ومساهمتهم في صنع تاريخ جديد لتونس بفضل عزيمتهم الصادقة وإرادتهم القوية".
وسجلت تونس أكثر من 20 ألف حالة وفاة وأكثر من 610 آلاف إصابة بفايروس كورونا منذ بدء الجائحة. وصنفت منظمة الصحة العالمية تونس كأكثر بلد متضرر من الوباء في أفريقيا والمنطقة العربية.