غضب في العراق عقب محاولة اغتيال جديدة على طريقة الوزني والهاشمي

نجاة الناشط المدني قاسم بهلول التميمي من محاولة القتل بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين.
الأحد 2021/08/08
الكاتم يهدد مجددا حياة النشطاء

بغداد - اندلعت احتجاجات غاضبة في مدينة الكوت مركز محافظة واسط جنوب العراق الأحد، عقب تعرض الناشط قاسم التميمي إلى محاولة اغتيال على أيدي مسلحين مجهولين.

وقال نشطاء عراقيون ووسائل إعلام محلية إن "الناشط قاسم بهلول التميمي تعرض إلى إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، عندما كان قرب منزله في منطقة الفلاحية بمحافظة واسط، ما أدى إلى إصابته برصاصتين اثنتين في منطقة البطن".

وأضاف النشطاء أن "سكان الحي هرعوا إلى التميمي بعد سقوطه، وهرب المسلحون، ليتمكنوا من نقله إلى المستشفى، حيث بدأت الفرق الطبية بإجراء عملية جراحة للناشط المدني".

وأظهر مقطع فيديو مصور الناشط المدني وهو محمول على سرير داخل صالة مستشفى وقربه أشخاص يطمئنون على صحته، بعد إجراء عملية جراحية رُفع بموجبها الخطر الذي يهدد حياة التميمي.

ويعد التميمي من الناشطين البارزين في الاحتجاجات، وقد تعرض إلى الاعتقال على خلفية نشاطه في وقت سابق، قبل أن يطلق سراحه، وفق مقربين منه. 

وعقب ذلك الحادث، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة الكوت، قرب ساحة تموز، احتجاجا على محاولة اغتيال التميمي، فيما قطعوا شارعا رئيسا وأحرقوا عددا من إطارات السيارات.

وطالب المحتجون السلطات المعنية بالكشف عن المتورطين في محاولة الاغتيال، ووقف الاستهداف المتكرر للنشطاء في التظاهرات، كما رفعوا شعارات تندد بعمليات الاغتيال التي تطول النشطاء، والتضييق الحاصل ضد الاحتجاجات الشعبية.

وخفتت حدة الاحتجاجات في البلاد مع وصول رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى منصبه العام الماضي، في ظل التعهدات التي قطعها بتلبية مطالب الحركة الاحتجاجية، وتحقيق تقدم في ملفات شائكة، مثل الاقتصاد، والسلاح المنفلت، وغيرهما، فيما بقيت تلك الاحتجاجات تنشط مع الخروقات الأمنية، أو للتنديد بالاغتيالات.

وتطارد الاغتيالات ومحاولات التصفية الجسدية ناشطي العراق ومحتجي الساحات الاحتجاجية التي انطلقت في أكتوبر 2019، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة المئات، وتشير دائما أصابع الاتهام إلى ميليشيات مدعومة من إيران في العراق.

وبعد نحو أقل من 7 أشهر على تراجع تلك العمليات، عاد مشهد الاغتيالات مجددا بمقتل الناشط المدني إيهاب الوزني الذي نجا من محاولة اغتيال سابقة قبل عام في محافظة كربلاء.

ويعد الوزني من أبرز الشخصيات النشطة في الشارع الاحتجاجي في كربلاء، والذي استطاع تحريك العديد من التظاهرات المطالبة بالتغيير وكبح جماح الميليشيات المسلحة.

وقاطعت قوى سياسية منبثقة من احتجاجات أكتوبر، العملية الانتخابية المزمع إجراؤها بعد نحو أقل من شهرين، بذريعة تفشي السلاح المنفلت وتصاعد حدة عمليات الاغتيال التي تستهدف الناشطين.

وفي ختام الشهر الماضي اغتال مسلحون نجل الناشطة المدنية فاطمة البهادلي في محافظة البصرة، فيما أعلنت السلطات الأمنية بعد أيام اعتقال المنفذين.

والبهادلي من الأسماء النسوية المهمة في مجال حقوق الإنسان ومن الداعين إلى العدالة الاجتماعية وطرد الفاسدين من مؤسسات الدولة، والتي كلفها ذلك مقتل اثنين من أبنائها.

وتأتي تلك التطورات بعد نحو شهر على وقفات احتجاجية شهدتها أكثر من 12 مدينة حول العالم، لعراقيين يطالبون بإنهاء إفلات قتلة الناشطين والصحافيين من العقاب، بالارتباط مع التظاهرات التي تعيشها العراق منذ 2019.

ووثقت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" 48 حادثة محاولة قتل للمتظاهرين بين الأول من أكتوبر 2019 والخامس عشر من مايو 2021، فيما لا يزال نحو 20 محتجا في عداد المفقودين.

وكانت الحكومة العراقية، في تحرك هو الأول من نوعه، كشفت في اعترافات متلفزة عن قاتل الخبير المختص بشؤون التنظيمات الإرهابية هشام الهاشمي الذي اغتيل في يولي 2020، والذي أغضب مقتله الساحات الاحتجاجية وبات الكشف عن منفذي تلك العملية قضية رأي عام.

وتتهم ميليشيات مسلحة مدعومة من إيران بتنفيذ سلسلة من عمليات القتل والاغتيال بحق نشطاء ومتظاهرين عراقيين، لمطالبتهم بإنهاء المحاصصة السياسية واجتثاث الفساد وحصر السلاح المنفلت بيد الدولة.