انطلاق حملة تطعيم كبرى ضد فايروس كورونا في تونس

تونس - انطلقت في تونس الأحد حملة تطعيم كبرى ضد فايروس كورونا في شتى أرجاء البلاد، وتعد هذه العملية هي الأكبر التي تطلقها السلطات التونسية للحد من تفشي الوباء.
ومع توفر مخزون بالملايين من الجرعات القادمة من الهبات الدولية تسعى تونس لكسب تحدي تنظيم هذا اليوم المفتوح للتطعيم المكثف، وتدارك فشل حملة التطعيم التي بدأت منذ منتصف مارس الماضي عبر تنظيم يوم مفتوح للمواطنين بسبب حالات من الفوضى والعنف.
وأدى ارتباك التلقيح في المزيد من انتشار العدوى، الأمر الذي دفع الرئيس قيس سعيّد إلى إصدار قرار يقضي بتكليف إدارة الصحة العسكرية بالإشراف على ملف التلقيح.
وجندت الرئاسة التونسية التي تتولى السلطة التنفيذية بالكامل منذ إعلان الرئيس قيس سعيّد التدابير الاستثنائية في البلاد يوم 25 يوليو الماضي، وزارات الصحة والتربية والدفاع والداخلية من أجل إنجاح الحملة وتطعيم أكبر عدد من المواطنين والأجانب المقيمين في البلاد ممن تجاوزوا سن الأربعين.
وعانت تونس من موجة عاتية من الوباء بلغت ذروتها في شهر يوليو الماضي، وتسببت في أعداد قياسية من المصابين التي ناهزت أقصاها حوالي 10 آلاف في اليوم وأكثر من 100 حالة وفاة يوميا.
وصنفت منظمة الصحة العالمية تونس كأكثر بلد متضرر من الوباء في أفريقيا والمنطقة العربية.
وفي معهد حي التحرير قرب العاصمة توافد حوالي 500 شخص حتى الساعة التاسعة صباحا، وقال معتمد المنطقة "نسعى لتطعيم ألفي شخص في هذا المركز، وعلى المستوى الوطني تخطط السلطات لتطعيم 650 ألف شخص، ولكن يمكننا الوصول إلى عدد أبعد من ذلك".
ويشارك في الحملة نشطاء من منظمات المجتمع المدني ومتطوعون من عدة قطاعات مهنية، فيما تكفلت وسائل النقل الخاصة والعمومية بنقل المواطنين مجانا إلى مراكز التلقيح، البالغ عددها أكثر من 330 مركزا في أنحاء البلاد.
وأفادت وزارة الصحة الأحد بأن مليونا و404 آلاف جرى تحصينهم بالكامل منذ بدء التطعيم في مارس الماضي، وأعلنت السلطات أن الهدف هو الوصول إلى تطعيم نصف سكان البلاد بحلول منتصف أكتوبر المقبل.
وعين الرئيس التونسي الجمعة علي مرابط، الطبيب برتبة عميد في الصحة العسكرية، وزيرا للصحة خلفا للوزير السابق فوزي مهدي الذي أقاله رئيس الحكومة السابق هشام المشيشي.
ودعا قيس سعيّد إلى الإقبال بكثافة على عمليات التطعيم، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها في جميع القطاعات.