الأردن: نائب يجلس في مقعد رئيس الوزراء ويضطره إلى الانسحاب

احتجاجات نيابية على قرارات الحكومة الأخيرة، ومنها رفع أسعار المحروقات.
الخميس 2021/08/05
خطوات ارتجالية

عمان - شهدت أولى الجلسات الاستثنائية للبرلمان الأردني الأربعاء مناوشة حادة غادر على إثرها رئيس الوزراء بشر الخصاونة المجلس، بسبب جلوس نائب على مقعد مخصص للوزير الأمر الذي اضطره إلى مغادرة قبة البرلمان.

وجلس النائب عماد العدوان على المقعد المخصص لرئيس الوزراء احتجاجا على القرارات الحكومية الأخيرة، منها رفع أسعار المحروقات. وحاول عدد من النواب إقناع العدوان بترك مقعد الخصاونة، إلا أن هذه المحاولات فشلت.

وفور دخول الخصاونة وجد النائب العدوان جالسا في مكانه، وقال له لن أمنحك الجلوس في مقعدك إلى أن تقوم بتبرير رفع أسعار المحروقات.

عماد العدوان: لن أمنحك الجلوس في مقعدك قبل تبرير رفع أسعار المحروقات

وعلق المعارض الأردني محمد بطيبط على الحادثة التي شهدها البرلمان قائلا “نائب أردني يطرد رئيس الوزراء بشر الخصاونة من مجلس النواب ويجلس في المكان المخصص له”.

وأضاف بطيبط “ما يحدث أن ملك الأردن نفسه يحارب مجلس النواب الحالي بعد أن فشل الإخوان المسلمون في دخول المجلس والسيطرة عليه، والملك حاليا يعمل منفردا مع لجنة سمير الرفاعي والديوان الملكي ورئاسة الوزراء”.

ويرى الكثيرون أن هناك تعويلا كبيرا من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على الخصاونة لرسم سياسات حكومية قادرة على مواجهة الأزمات المتعددة التي يعيشها الأردن، سواء على صعيد الأزمة المالية وتداعيات فايروس كورونا أو على صعيد العلاقات الخارجية والدبلوماسية في ضوء التطورات التي تعرفها المنطقة.

وتعكس الحادثة داخل قبة البرلمان حدة التجاذبات الاجتماعية التي عمقتها الأزمة الاقتصادية المستفحلة في الأردن.

ويعاني الاقتصاد الأردني من أزمات متفاقمة نتيجة عوامل هيكلية وأخرى خارجية في علاقة بالصراع الدائر في الجارة سوريا منذ العام 2011، والذي أدى إلى تراجع حاد في عملية التبادل التجاري، فضلا عن اضطرار المملكة إلى احتضان آلاف اللاجئين ما شكل عبئا إضافيا على مقدرات المملكة.

وفي ظل دين عام ناهز 40 مليار دولار رفعت الحكومة الأردنية أسعار الخبز وفرضت ضرائب جديدة على العديد من السلع التي تخضع لضريبة مبيعات عامة بنسبة 16 في المئة من القيمة الإجمالية، إضافة إلى رسوم جمركية، ما عمّق الاحتقان الاجتماعي.

2