الولايات المتحدة تمدد فترة استثناء العراق من العقوبات على إيران

الولايات المتحدة تعطي السلطات العراقية مهلة لأربعة أشهر إضافية لاستيراد الكهرباء والغاز من جارتها الشرقية.
الأربعاء 2021/08/04
مهلة إضافية للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران

بغداد - مددت الولايات المتحدة لأربعة أشهر، ابتداء من الأسبوع الماضي، فترة الاستثناء الممنوحة إلى العراق من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع إيران، التي تعتمد عليها بغداد لاستيراد الكهرباء والغاز.

وبموجب الاستثناء الجديد الذي أعطته إدارة جو بايدن، سيتمكّن العراق من الاستمرار في استيراد الكهرباء والغاز من جارته الشرقية لأربعة أشهر إضافية، أي حتى مطلع ديسمبر المقبل، فيما تستعد بغداد لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في 10 أكتوبر.

ويعاني العراق من حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران التي تحرك ميليشيات عراقية موالية لها لضرب قواعد عسكرية أميركية منتشرة في الأراضي العراقية، ما يتسبب كثيرا في وفاة مدنيين عراقيين وإصابة آخرين.

وعلى الرّغم من أنّ العراق بلد نفطي، إلا أنّه يعتمد بشدّة على إيران في مجال الطاقة، إذ يستورد منها ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء، وذلك بسبب بنيته التحتية المتهالكة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.

وينتج العراق حاليا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء، وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاواط، وتصل إلى 30 ألفا في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050 ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.

ومطلع الشهر الماضي غرقت محافظات عراقية عديدة في الظلام وسط صيف لاهب، جراء انقطاع الكهرباء الناجم عن تعرض خطوط لتوزيع الطاقة لهجمات، ووقف طهران لعدة أيام تصدير الغاز الذي يعتمد عليه العراق لتشغيل محطاته الكهربائية، بسبب تخلفه عن سداد ديونه.

ويدين العراق لإيران بما يزيد عن ستة مليارات دولار من المتأخّرات، هي فواتير مستحقّة على وزارة الكهرباء العراقية، إذ في حين يمكّن الإعفاء العراق من الحصول على الطاقة من جارته دون مشكلات، فإنه يمنع بغداد من الدفع بالدولار للجمهورية الإسلامية.

وانسحبت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران وأعادت في نهاية 2018 فرض عقوبات عليها، ما يحول دون تعامل الكثير من الدول والشركات العالمية مع الحكومة أو مع شركات إيرانية، خوفا من أن تطولها العقوبات.

وتأتي الخطوة فيما تواجه الحكومة العراقية تحديات تتمثل في نفوذ كبير لفصائل مسلحة موالية لإيران، ووسط صيف حار يسبق انتخابات نيابية هي الأولى منذ تظاهرات أكتوبر.

كما تأتي بعد عودة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من زيارة إلى واشنطن، اتفق فيها الطرفان على إنهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة في العراق بحلول نهاية الشهر، لكن هذا الإعلان لم يحل دون استمرار الهجمات ضد المصالح الأميركية في العراق، والتي تنسبها الولايات المتحدة إلى فصائل عراقية موالية لإيران.

وكانت آخر هذه الهجمات قبل نحو أسبوع، تمثّلت باستهداف محيط السفارة الأميركية في بغداد بصاروخي كاتيوشا.