ميقاتي يتعهّد بتشكيل حكومة لبنانية وفق المبادرة الفرنسية

ميشال عون: الحكومة الجديدة ستكون حكومة إنقاذ، من مهامها الإشراف على الانتخابات النيابية وتحقيق مطالب اللبنانيين.
الاثنين 2021/07/26
ميقاتي يستلم المشعل من الحريري

بيروت – قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي الاثنين، إنه سيعمل على تشكيل حكومة وتنفيذ خطة فرنسية تهدف إلى إنقاذ البلاد من أزمة مالية شديدة.

وأضاف ميقاتي عقب فوزه بأغلبية الأصوات ضمن مشاورات برلمانية لتكليفه بتشكيل الحكومة "ما عندي عصا سحري وما بقدر أعمل العجائب... أنا مطمئن صار لي فترة عم أدرس الموضوع... وعندي الضمانات الخارجية المطلوبة".

وتشمل الخطة الفرنسية تشكيل حكومة اختصاصيين تنفذ الإصلاحات اللازمة لجذب مساعدات أجنبية.

وحصل ميقاتي على 73 صوتا من أصل 118 نائبا في البرلمان.

ويأتي تعيين ميقاتي عقب تخلي السياسي السني المخضرم سعد الحريري هذا الشهر عن جهوده لتشكيل حكومة جديدة، بعد نحو عشرة أشهر من الفشل في الاتفاق على تشكيلها مع الرئيس المسيحي الماروني ميشال عون.

وجدّد عون خلال استقباله وفد مجموعة الصداقة اللبنانية - الفرنسية في مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة كريستين لا غارد، تأكيد تأييده للمبادرة الفرنسية، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية الجديدة ستكون حكومة إنقاذ.

وأكد أن "الحكومة الجديدة ستكون حكومة إنقاذ، من مهامها أيضا الإشراف على الانتخابات النيابية وتحقيق ما يصبو إليه اللبنانيون من رغبة في الخروج من الأزمات التي تواجه بلدهم".

وسبق لميقاتي أن ترأس الحكومة في لبنان مرتين؛ الأولى عام 2005 والثانية عام 2011، ومعروف أنه أتى إلى السياسة من قطاع الأعمال.

ويواجه ميقاتي تحديات كبيرة في التعامل مع سياسة تقاسم السلطة في لبنان والاتفاق على حكومة تقف في وجه أزمة مالية خانقة.

وتتولى حكومة حسان دياب تصريف الأعمال في لبنان منذ ما يقرب من عام، بينما انهارت عملة البلاد وعمت البطالة وجمدت البنوك حساباتها.

ومنتصف يوليو الجاري، أعلن زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة بعدما تقدم بتشكيلتين وزاريتين إلى عون، لكن الأخير طلب تعديلا، وهو ما رفضه الحريري.

وسمى رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الاثنين، رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الحريري بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا (شرق بيروت)، خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس لتأليف الحكومة الجديدة، ونقلت مباشرة عبر وسائل الإعلام.

وأضاف الحريري "البلد اليوم لديه فرصة والدولار ينخفض، وأنا سميت ميقاتي".

وتابع "نأمل أن يتم تكليفه وتتشكل الحكومة بأسرع وقت، ويجب ألا نقف عند الصغائر".

ونقلت رويترز عن مصدر سياسي أنه من المتوقع أن يسمي حزب الله، الذي يملك ترسانة كبيرة من السلاح والذي تضعه واشنطن على لائحة الإرهاب، المرشح الوسطي في البلاد ميقاتي.

وكان من بين مؤيدي ميقاتي السياسي المخضرم سعد الحريري، الذي تخلى عن جهوده لتشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي بعد نحو عشرة أشهر من الفشل في الاتفاق على تشكيلها مع الرئيس ميشال عون، في وقت تمرّ البلاد بأزمة اقتصادية حادة.

ويعد الانهيار الاقتصادي هو أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وعلى عكس العديد من القادة اللبنانيين، فإن ميقاتي لا ينحدر من إحدى العائلات السياسية العديدة ولكنه يعد أحد رواد الأعمال الأكثر نجاحا في البلاد.

وفي ظل النظام السياسي اللبناني، ينبغي أن يتولى المنصب مسلم سني بينما يتولى الرئاسة مسيحي ماروني.