عيد الأضحى لا يوقِف الحرب على كورونا في تونس

تونس - لا تهدأ الحركة في مستشفى "المنجي سليم" بضاحية المرسى شمالي العاصمة تونس، الثلاثاء، رغم أن اليوم هو أول أيام عيد الأضحى.
وتأوي أغلب أقسام المستشفى مصابين بفايروس كورونا، حيث يخصص قسما للإنعاش وآخر للتزويد بالأكسجين، فضلا عن قسم الطوارئ، الذي يعمل على مدار ساعات اليوم الواحد.
وخصصت إدارة المستشفى قسما لمصابي كورونا في الطابق الثالث، يتوفر على 40 سريرا، إضافة إلى تجهيز بقية الأقسام لتكون مأوى للمصابين حسب خطورة الحالات.
ومن مجموع 246 سريرًا تضمها أقسام المستشفى، تم تخصيص حوالي 90 سريرًا لمرضى كورونا، ويتم العمل على أن تكون بقية الأقسام جاهزة في الفترة المقبلة لتخدم هذه الفئة من المرضى.
وتأسس المستشفى عام 1992، وهو أحد أكبر المستشفيات في تونس العاصمة إلى جانب "الرابطة" و"شارل نيكول" وسط العاصمة، وفضلًا عن توفيره الرّعاية والوقاية، يساهم في اندماج الباحثين وطلبة كليات الطّب.
ويعتبر قسم الرعاية الطبية لمرضى كورونا في المستشفى معزولا عن بقية الأقسام، ويتطلب الدخول والخروج منه التعقيم في الحالتين حتى لا تنقل العدوى خارجه.
ويشد هذا القسم الانتباه إليه بفضل العلاقة الوطيدة بين الممرضين والأطباء والمرضى الذين تجاوز سن أكثرهم السبعين عامًا.
وترفع إحدى المريضات يديها إلى السماء بالدعاء بالسلامة والصحة لمن يأويهم القسم من مرضى وأطباء وممرضين، في تأكيد على العلاقة الخاصة التي حوّلت مَن في القسم إلى عائلة متضامنة فيما بينها.
وقالت زهيرة اليعقوبي، النّاظرة (المديرة) العامة لقسم الطب الباطني (تحول إلى مأوى لمرضى كورونا)، إن "القسم يضم 24 سريرًا تقريبا ممتلئة منذ أكثر من شهرين، بسبب حدة انتشار الفايروس في الفترة الماضية".
وتابعت "الأمر لا يختلف وتتشابه الأيام هنا وسط المستشفى، العمل هو العنوان الوحيد وكل الأطباء والممرضين وأعوان المساعدة الطبية والعمال ملتزمون بمواقيت انتظامهم".
وأضافت أن "الكوادر الطبية وشبه الطبية لا ينقص عددها، ولا وقت للإجازات أو التأخر عن الرعاية والعناية بالمرضى المقيمين، خاصة وأن طاقة الاستيعاب تضاعفت أربع مرات على الأقل منذ بداية انتشار الجائحة، وكل الأقسام ممتلئة ما يتطلب القيام بنفس المجهودات بشكل يومي دون أن يكون للأعياد أو غيرها تأثير على حضورنا".
وتتفق مع اليعقوبي الناظرة العامة لقسم التّنسيق والوفيات في المستشفى وسيلة علي قائلة إن "العمل لا يتوقف هنا، وعلينا تلبية طلبات المرضى والزائرين والقيام بالأعمال الإدارية بشكل عادي في الأعياد كما في بقية الأيام".
وتابعت"هدفنا القيام بعملنا ورعاية المرضى الذين تأويهم مختلف أقسام المستشفى، وبخاصة مرضى كورونا، الذين يجب أن يكون الانتباه والتركيز في التواصل معهم والعناية بهم أكبر للحفاظ على حيواتهم، وقتنا نسخره كاملًا للمستشفى والمرضى ولا مجال للتفكير في الراحة أو الغياب لأي سبب الآن".
الحركة الدؤوبة داخل أقسام كوفيد، هي ذاتها في بقية أقسام المستشفى، الجميع يقوم بعمله، لا زيارات إلا في أوقات محددة ولأقسام بعينها (التوليد والأطفال).
والأطباء يراقبون حالات المرضى هنا وهناك، وعربات صغيرة يجرها أعوان المساعدة الطبية، حيث يتم تغيير الأغطية وتنظيف جنبات الأسرة وتقديم الطعام وغيرها من المهام التي تتواصل طيلة اليوم وتلامس أغلب من يأويهم المستشفى.
أما في بهو المستشفى، فالأطر الطبية وشبه الطبية خلية نحل لا تتوقف حركتها، معاملات إدارية مع الزائرين، ومعاينات متواصلة في قسم الطوارئ، الذي بدا أقل حركة من الأيام العادية.
وسجلت تونس، حتى الاثنين، إجمالا 548 ألفًا و753 إصابة بالفايروس، منها 17 ألفا و644 وفاة، و438 ألفًا و356 حالة شفاء، وفق وزارة الصّحة.
وبلغ إجمالي متلقي جرعات اللقاح المضاد للفايروس حتى الثلاثاء مليونين و420 ألفًا و468 شخص، بينهم 825 ألفًا و410 تلقوا الجرعة الثّانية، من أصل 11 مليونا و700 ألف نسمة.
وحذرت وزارة الصحة، الأسبوع الماضي، من أن البلاد تشهد "موجة وبائية غير مسبوقة تتميز بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا" في معظم الولايات، مع ارتفاع في معدل الإصابات والوفيات.
وتستقبل تونس بوتيرة شبه يومية، منذ أيام، طائرات من دول عديدة تحمل لقاحات ومستلزمات طبية أخرى، للمساعدة في مكافحة الوباء.
وحلت، صباح الثلاثاء بمطار تونس قرطاج الدولي، طائرة عسكرية أردنية محملة بمعدات ومستلزمات طبية متنوعة ممنوحة من المملكة الأردنية الهاشمية لفائدة تونس لدعم جهودها في السيطرة على تفشي فايروس كوفيد-19.
ونقلت إذاعة "موزاييك" المحلية عن ماهر سالم الطروانة سفير المملكة الأردنية بتونس قوله إن المساعدات الأردنية تتمثل في 10 أطنان من أجهزة تنفس وأدوية وكمامات ومعدات طبية متنوعة.