روسيا تنوّع مجالاتها السياحية لجذب الزوار

مرشد سياحي يأخذ ضيوفه إلى جولة "بوتين في سان بطرسبرغ".
الأحد 2021/07/18
تاريخ المعمار والشيوعية

يسافر الكثير من الناس للاستمتاع بالراحة على شاطئ البحر والمناظر الطبيعة، وهناك من يقطع المسافات للتعرّف على ثقافات وحضارات بلدان أخرى، وهناك أيضا من يسافر لاقتفاء أثر حياة رئيس دولة أو نجم مشهور فهي أيضا سياحة تستهوي الكثيرين، لذلك ينظم مرشد سياحي في بطرسبرغ للاطلاع على حياة فلاديمير بوتين فيها.

موسكو – يعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من آن إلى آخر عن فخره بمدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأسه، وانتهز أحد منظمي الرحلات هذه الحقيقة لإتاحة جولات خاصة تتضمن لمحات عن الروابط القديمة لبوتين بهذه المدينة على خليج فنلندا.

ويقول المؤرخ والمرشد السياحي يوري نيزينسكي في بداية الجولة “أنا لا أقدم شائعات، ولا أكرر ما يتردد من نميمة حول الحياة الخاصة لبوتين، أو عن عدد أبنائه غير الشرعيين”. ويشير المؤرخ إلى أنه حاصل على شهادة الدكتوراه، ويؤكد أنه يستقي معلوماته من مصادر أصلية.

ولا يركز نيزينسكي على بوتين كشخصية سياسية فحسب، وهو شخصية أثارت قدرا من الانتقادات عبرت عنها مرارا احتجاجات الآلاف من الأشخاص في هذه المدينة التي تطل على نهر نيفا والتي تلقب أيضا بفينسيا الشرق.

ويقول نيزينسكي “نلقي نظرة خلال الجولة على الجوانب المختلفة من شخصية بوتين، كابن وتلميذ ورياضي، وعلى بداية عمله في جهاز المخابرات السوفيتي السابق كيه.جي.بي”.

ويوضح نيزينسكي أن جهاز المخابرات السوفيتي رفض قبول بوتين في البداية عندما طلب أن يلتحق بالجهاز الذي كان يلقب أيضا “بالبيت الكبير”، وطلب منه أن يدرس القانون أولا.

غير أن بوتين أصبح بعد ذلك ضابطا في “كيه.جي.بي”، وتم إرساله ليعمل بمدينة دريسدن، الكائنة وقتذاك في دولة ألمانيا الشرقية الشيوعية السابقة، حيث ساعد على مدار سنوات في دعم وإدارة عمليات مراقبة المواطنين في هذه الدولة.

وعندما انهار النظام الشيوعي في جمهورية ألمانيا الديمقراطية وهو الاسم الرسمي لألمانيا الشرقية وقتذاك، عاد بوتين إلى روسيا وكان قد تزوج وقتها وكون أسرة.

ويقود نيزينسكي الزائرين إلى المقر السكني الذي كان يعيش فيه بوتين وزوجته ليودميلا وابنتاهما، وهو مقر يرجع تاريخه إلى فترة الدكتاتور السوفيتي الراحل جوزيف ستالين.

Thumbnail

ويحكي نيزينسكي كيف التقى بوتين، الذي كان ضابطا بجهاز “كيه.جي.بي”، لأول مرة مع زوجته التي كانت تعمل مضيفة وتنحدر من مدينة ليننغراد، وجاء اللقاء في شارع نفسكي بروسبكت الشهير، والذي يعد الشارع الرئيسي بمدينة سان بطرسبرغ، أثناء التوجه لحضور حفل موسيقي، ولم يخبرها بوتين وقتذاك بأنه يعمل ضابطا بالمخابرات.
وتزوج بوتين وليودميلا في عام 1983، غير أنه بعد مرور 30 عاما على زواجهما، أعلنا انفصالهما، وذلك أثناء استراحة في عرض باليه بموسكو، ومنذ ذلك الحين ظل بوتين دون زواج رسميا.

كما تتيح جولة نيزينسكي بالمدينة لمحات عن طفولة الرئيس الروسي، ومنها الكنيسة التي تم تعميده بها، ومنطقة باسكوف، وأيضا المبنى الضخم الذي يرجع تاريخه إلى عهد القيصر، والذي أصبح يحتوي على شقق تسكنها أسر بشكل جماعي، وهو مزود بمطابخ ودورات مياه مشتركة، حيث عاشت عائلة بوتين بشكل مشترك مع أسر أخرى أثناء فترة طفولته.

الشركات السياحية في روسيا تنظم جولات خاصة تتضمن لمحات عن الروابط القديمة لبوتين بمدينة بطرسبرغ على خليج فنلندا

وكان بوتين الصغير طفلا مشاكسا يهوى مطاردة الفئران مع أصدقائه في فناء المبنى، ويشير نيزينسكي إلى أن منظمة الشباب المعروفة باسم “بايونيرز” (الرواد) المنبثقة عن الحزب الشيوعي، رفضت ولفترة طويلة انضمامه إلى عضويتها.
وكانت مدرسته متاخمة للمبنى الذي تقيم فيه أسرته. وعن هذه الفترة، يقول نيزينسكي “ومع ذلك كان بوتين يتأخر دائما عن موعد المدرسة”، وهي معلومة نقلها عن فيرا جيوريفيتش، معلمة بوتين والتي لا تزال على قيد الحياة، وألفت كتابا عن تلميذها السابق.

ويذكر نيزينسكي أيضا بعض القصص عن والد بوتين، وهو محارب قديم أصيب بإعاقة أثناء الحرب العالمية الثانية، وأمه التي نجت من “حصار ليننغراد” أثناء الحرب وفقدت اثنين من أبنائها، وكانت في الأربعين من عمرها عندما ولدت فلاديمير.

ومن بين المعالم التي يتفقّدها الزوار أثناء الجولة، النادي الذي كان يتدرب فيه بوتين على رياضة الجودو، وأصبح بوتين اليوم الرئيس الشرفي للاتحاد الدولي للجودو، كما يتفقد الزوار كلية القانون التي درس بها بوتين، حيث تحمل لوحة شرف معدنية اسمه.

ويتوقف الزوار أيضا عند مجلس المدينة، حيث تولى بوتين منصب نائب العمدة، وقتذاك أناتولي سوبتشاك.

Thumbnail

وعندما خسر سوبتشاك، وهو سياسي ليبرالي، أصوات الناخبين على منصب عمدة سان بطرسبرغ في عام 1996، انتهت حياة بوتين المهنية في مجلس المدينة، بينما كانت في نفس الوقت إيذانا بالانطلاق في حياة مهنية أخرى بموسكو.

ومن اللافت للنظر أن الكثيرين ممن عملوا في مجلس مدينة بطرسبرغ في ذلك الوقت، أصبحوا يشغلون حاليا مناصب رفيعة، وبينهم، على سبيل المثال، أليكس ميللر الذي أصبح رئيسا لشركة غازبروم للطاقة المملوكة للدولة، بينما تولى ديمتري ميديفيف منصب رئيس روسيا خلال الفترة من 2008 إلى 2012، ويرأس حاليا حزب روسيا الموحّدة الحاكم.

وقائمة المزايا التي يتمتع بها بوتين واسعة، وذلك وفقا لما يقوله مقطع فيديو بعنوان “قصر بوتين”، ويزعم فيه أليكسي نافالني، المعارض الشهير للكرملين والمسجون حاليا، أن بوتين يمتلك قصرا فاخرا يطل على البحر الأسود تم تشييده بأموال الرشاوى.

ويعلم نيزينسكي هذه الاتهامات ولكنها ليست محل جولته، وربما يتساءل البعض عن نوعية الزوار الذين يدفعون ثمن تذاكر للقيام بهذه الجولة لاقتفاء أثر بوتين.
ويقول نيزينسكي إن معظم الأشخاص الذين يحجزون أماكن في هذه الجولة ينتمون إلى جهاز المخابرات، بالإضافة إلى صحافيين. وتستغرق الجولة التي ينظمها بالسيارات ثلاث ساعات ونصف الساعة، ويطلق عليها اسم “بوتين في بطرسبرغ”.

ويضيف نيزينسكي “إن تذاكر هذه الجولة هي الأقل مبيعا من بين مجموع الجولات التي أنظمها”.

Thumbnail
Thumbnail
Thumbnail
16