صحة قلوب الأمهات تزداد مع عائلة وفيرة العدد

النساء اللواتي يحملن 4 مرات أو أكثر هن أقل عرضة للموت بأمراض القلب والأوعية الدموية ممن لم ينجبن أبدا.
الجمعة 2021/07/16
العائلة الكبيرة المؤلفة من 4 أولاد أو أكثر تسعد الأم

لندن ـ كشفت دراسة في مجال الصحة أن العائلة وفيرة العدد والمؤلفة من 4 أولاد أو أكثر جيّدة لصحة قلب الأم.

ووجد الباحثون بجامعة “كاليفورنيا” أن النساء اللواتي يحملن 4 مرات أو أكثر هن أقل عرضة للموت بأمراض القلب والأوعية الدموية ممن لم ينجبن أبدا.

وقال الباحثون الذين أجروا الدراسة التي شملت قرابة 1300 امرأة تخطين سن اليأس، إن ارتفاع معدلات هرمونات الحمل قد يكون له منافع دائمة على الأوعية الدموية.

وأضافوا أن النساء اللواتي لديهن المزيد من الأطفال قد يستفدن من دعم اجتماعي أكبر لهن مع تقدمهن بالسن.

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة مارني جاكوبز إن “النساء في هذه الدراسة كان لديهن خطر موت أقل بأمراض القلب والأوعية الدموية إن حملن أكثر من 4 مرات”.

وذكرت أن الآلية الكامنة وراء هذا التراجع في الخطر غير معروفة بعد، لكنها قد تعكس خصوبة أعلى عند النساء الأكثر صحة، أو الدعم الاجتماعي الإضافي الذي تتلقاه تلك النساء من العائلة الأكبر.

كما أن التعرض خلال فترات طويلة إلى مستويات مرتفعة من الأستروجين وغيره من الهرمونات أثناء الحمل يساعد على خفض خطر الإصابة. وخلال فترة الحمل تطرأ زيادة في نشاط الطبقة الداخلية للأوعية الدموية. وبالإضافة إلى ذلك، افترض الباحثون أن الدعم الاجتماعي من العائلة الكبيرة يؤدي الى أداء صحي أكثر لدى الأم.

وقال البروفيسور دونالد بيبلز، المتحدث باسم الكلية الملكية لأمراض النساء والتوليد في بريطانيا “من غير الواضح لماذا يؤدي إنجاب أربعة أطفال أو أكثر إلى حماية النساء من أمراض القلب والأوعية الدموية”.

النساء اللواتي لديهن المزيد من الأطفال قد يستفدن من دعم اجتماعي أكبر لهن مع تقدمهن بالسن

ويضيف أنه ربما النساء اللواتي لم ينجبن أطفالا يكن أكثر عرضة من المعتاد للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو ربما أن ارتفاع مستويات الهرمونات أثناء الحمل يوفر حماية للقلب.

ووفقا لبيبلز، فإن هذه الدراسة لم تفحص أسباب عدم إنجاب هؤلاء النساء للأطفال، فقد تكون لديهن مشاكل في الخصوبة، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويتابع “نحن نعرف أن النساء اللواتي يرغبن في الحمل لكنهن لا يستطعن ذلك، هن أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب وجود تكيس المبايض”.

ويدعي الخبراء في علم الغدد الصماء والتكاثر والخصوبة بأن التغيرات الفسيولوجية التي تحصل لدى المرأة خلال فترة الحمل تؤثر على صحتها لفترة طويلة. وفي هذه الدراسة، أظهرت مجموعة كبيرة من النساء السليمات أن أربعا أو أكثر من حالات الحمل تؤدي إلى حصول تحسن في جهاز الأوعية الدموية والقلب. ولكن الخبراء يشيرون إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لدراسة ما إذا كان للدعم النفسي في الأسر الكبيرة تأثير إضافي.

ويضيف خبراء طب القلب أنه من المعروف أن الأمراض القلبية والوعائية تسبب معدلات وفيات متساوية لدى الرجال والنساء، لكن الرجال يتأثرون بعوامل أخرى مقارنة بالنساء، وهم لا يزالون بعيدين عن معرفة السبب لذلك.

وتقول إحدى النظريات إن النساء محميات من أمراض القلب بواسطة الهرمونات الموجودة في أجسامهن حتى سن اليأس، وقد أظهرت هذه الدراسة عمليا أن عددا أكبر من حالات الحمل يرتبط مباشرة بعدم ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة متأخرة من الحياة.

ويشير الخبراء إلى أن الباحثين في هذه الدراسة وجدوا بالفعل أن النساء صاحبات العائلة الكبيرة حملن أربع مرات أو أكثر قللن بذلك من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، لكنهم لم يستطيعوا معرفة السبب.

21