إيران تلوّح بقدرتها على تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المئة

روحاني يعرب عن أمله في أن تنجز الحكومة الإيرانية المقبلة المفاوضات النووية.
الأربعاء 2021/07/14
تصريحات من شأنها أن تنسف مباحثات فيينا

طهران - أكد حسن روحاني، الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، أن بلاده قادرة على تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء تصل إلى 90 في المئة إذا احتاجت إلى ذلك.

ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عنه القول الأربعاء، "منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 و60 في المئة، وبإمكانها أيضا التخصيب بنسبة 90 في المئة إذا احتجنا إلى ذلك".

ويأتي هذا التصريح في وقت تخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة غير مباشرة لواشنطن، مباحثات في فيينا هدفها إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018.

ويحدد الاتفاق النووي الإيراني السقف الذي يمكن لطهران أن تصل إليه في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 3.67 في المئة، وهو ما يقل عن درجة 20 في المئة التي حققتها قبل الاتفاق، ويقل كثيرا عن درجة 90 في المئة اللازمة لصنع سلاح نووي.

واتخذت طهران في الأشهر الماضية خطوات إضافية ضمن ما تسميه "إجراءات تعويضية" بعد الانسحاب الأميركي، إذ قيّدت عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورفعت نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت في 7 يوليو الحالي أن إيران بدأت بالفعل إنتاج معدن اليورانيوم المخصب، في خطوة يمكن أن تساعدها في تطوير سلاح نووي.

وأثارت خطوات إيران، التي أعلنتها الوكالة والتي قالت طهران إنها تستهدف إنتاج الوقود لمفاعل أبحاث، انتقادات من جانب الولايات المتحدة التي وصفتها بأنها "خطوة مؤسفة إلى الوراء".

وأوضح مسؤولون أميركيون وأوروبيون مرارا أن سياسات إيران ستعقد، وربما ستنسف، المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران والتي تستهدف إعادة البلدين إلى الامتثال لبنود الاتفاق النووي.

وأقر روحاني، الذي من المقرر أن يغادر منصبه في الثالث من أغسطس، بأن حكومته لن تتمكن من إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية الكبرى خلال الأسابيع القليلة المتبقية لها في السلطة، ما يؤشر على احتمال عدم استئنافها قبل تولي خلفه إبراهيم رئيسي منصبه الشهر المقبل.

وأضاف أن حكومته "قامت خلال الأشهر الماضية بما كان مطلوبا لجهة (رفع) العقوبات"، مضيفا "العمل كان جاهزا (...) أخذوا الفرصة من الحكومة الثانية عشرة"، في إشارة إلى حكومته، لكن من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وأعرب الرئيس المعتدل الذي أبرم الاتفاق النووي خلال ولايته الرئاسية الأولى، عن أمله في أن تتمكن الحكومة الثالثة عشرة من إنهاء هذا العمل.

وأجرى أطراف الاتفاق ست جولات من المباحثات، اختتمت آخرها في 20 يونيو دون تحديد موعد لجولة جديدة. وأكد المشاركون في المباحثات حصول تقدم مع تبقي "خلافات جدية".

وحذّرت الولايات المتحدة وفرنسا إيران بعد تلك الجولة، من أن الوقت بدأ ينفد لإحياء الاتفاق، بينما ردت طهران بدعوة الآخرين إلى اتخاذ "قرارات نهائية".

وعلى الرغم من أن رئيسي من المحافظين المتشددين الذين ينظرون بعين الريبة إلى الغرب، وسبق لهم انتقاد روحاني لتعويله المفرط على الاتفاق النووي، يستبعد محللون حصول تغيير كبير في سياسة إيران النووية، إذ إن الملف يدخل ضمن السياسات العليا التي تعود الكلمة الفصل فيها إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.

وكان رئيسي أكد في مؤتمر صحافي بعد انتخابه، أنه لن يسمح بإجراء "مفاوضات من أجل المفاوضات"، لكنه يدعم "أي محادثات تضمن مصالحنا الوطنية"، وأن أي تفاوض يجب أن يحقق "نتائج" للشعب الإيراني.

وأتاحت "خطة العمل الشاملة المشتركة" رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها النووي، لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعاد فرض عقوبات مشددة انعكست بشكل حاد على الاقتصاد الإيراني وسعر صرف العملة.

وتشترط الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق ورفع العقوبات، عودة إيران إلى احترام التزاماتها، فيما تؤكد الأخيرة استعدادها للامتثال لموجباته بشرط رفع واشنطن كل العقوبات التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها.

وشدد روحاني في كلمته الأربعاء، والذي يصادف الذكرى السادسة لإبرام الاتفاق، على أن العمل الذي قامت به حكومته في المفاوضات الراهنة كان "جليا" في التقرير الذي رفعه وزير خارجيته محمد جواد ظريف إلى مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الاثنين.

وأورد ظريف لائحة طويلة من العقوبات التي وافقت الولايات المتحدة على رفعها مقابل عودة إيران إلى الامتثال لموجبات الاتفاق، داعيا كل التيارات السياسية المحلية إلى العمل معا لتؤتي المباحثات النووية ثمارها.