يورو 2020 نسخة الأرقام القياسية

باريس- كانت هذه النهائيات بطولة الأرقام القياسية الهجومية حيث سُجّل 142 هدفا (يعود السبب في ذلك بشكل أساسي إلى رفع عدد المنتخبات إلى 24 اعتبارا من نسخة 2016)، بمعدل قياسي في المباراة الواحدة بلغ 2.79 هدفا، في رقم لم يسجل منذ اعتماد نظام المجموعات عام 1980.
وكان نجم وقائد البرتغال بطلة 2016 كريستيانو رونالدو على موعد مع المزيد من الأرقام القياسية في مسيرة هذا اللاعب الذي لا يعرف معنى للتقدم في العمر (36 عاما).
وأنهى نجم يوفنتوس الإيطالي البطولة في صدارة الهدافين مشاركة مع التشيكي باتريك شيك (5 لكل منهما)، وتفوق على الفرنسي ميشال بلاتيني كأفضل هداف في تاريخ النهائيات القارية (9 أهداف) بعدما رفع رصيده إلى 14 هدفا.
ونجح رونالدو في طريقه إلى لقب هداف النسخة السادسة عشرة في معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية المسجل باسم الإيراني علي دائي (109)، إلا أن ذلك لم يجنب بلاده التنازل عن لقبها القاري.
كما كانت الحال غالبا قدمت النهائيات القارية مواهب جديدة في مقدمها شيك الذي سجل أحد أجمل الأهداف في تاريخ البطولة، والإسباني داني أولمو أو الجناح الألماني روبن غوزنس، والهولندي دنزل دمفريس، والدنماركي ميكيل دامسغارد وبطل نهائي ويمبلي ضد الإنجليز الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما الذي اختير أفضل لاعب في البطولة.
سلبيات كثيرة
وكما حال الإيجابيات كانت هناك سلبيات كثيرة أيضا بينها كثرة ركلات الجزاء التي سجلت رقما قياسيا أيضا في النهائيات حيث بلغ عددها 17، وذلك يعود بشكل أساسي إلى استخدام حكم الفيديو المساعد “في.أي.آر”. واللافت ليس عدد ركلات الجزاء المحتسبة، بل العدد الضائع منها، إذ لم تتجاوز نسبة النجاح الخمسين في المئة (ترجمت 9 منها فقط بنجاح)، وكانت إسبانيا “بطلة” هذا التخصص بإضاعتها ركلتي جزاء. ولم تكن ركلات الجزاء الضائعة الرقم السلبي الوحيد في النهائيات، بل تميزت البطولة بكثرة الأهداف العكسية التي سجلت بالنيران الصديقة والتي بلغ عددها 11، أي أكثر من مجموع الأهداف العكسية التي سجلت في النسخ السابقة بأكملها.
وباستثناء إيطاليا وإنجلترا اللتين وصلتا إلى النهائي، وإسبانيا التي بلغت نصف النهائي، مُنيت المنتخبات الكبيرة بخيبة في النهائيات مثل هولندا، فرنسا بطلة العالم ووصيفتها كرواتيا، ألمانيا، والبرتغال حاملة اللقب.
وبالنسبة إلى الألمان والفرنسيين والبرتغاليين، انتهى المشوار عند الدور الإقصائي الأول أي في ثمن النهائي، لتكمل البطولة من دون أي ممثل عن المجموعة التي صنفت بمجموعة الموت لضمّها العمالقة الثلاثة.
نتيجة توزيع المباريات على 11 مدينة ذات حساسيات مختلفة، أطلق العنان للمشاحنات الجيوسياسية والصحية: عبثية لوجستية وبيئية لبطولة موزّعة في القارة، جدل حول رموز مناهضة التمييز مثل الركوع قبل المباريات أو ألوان قوس قزح التي ترمز لمجتمع المثليين.
مخالفات واضحة
ما زاد الطين بلة أن المباراة النهائية تلطخت بسبب الكثير من المخالفات التي حصلت في لندن وحول ملعب ويمبلي، مثل محاولة مشجعين لا يملكون التذاكر دخول الملعب وإساءات عنصرية وُجّهت إلى الثلاثي الإنجليزي من ذوي البشرة السوداء الذين أهدروا ثلاث ركلات ترجيحية ضد إيطاليا، ماركوس راشفورد وبوكايو ساكا وجايدون سانشو.
وقد لا يكون الاتحاد القاري والبلد المضيف للنهائي قادرين على التحكم بتصرفات المشينة للجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن كان بإمكانهما التعامل مع ما دار داخل الملعب وخارجه بشكل أفضل بالتأكيد.