"بروفة انتخابية".. العراق يجري أول محاكاة تجريبية لعملية الاقتراع

بغداد - أنهت مفوضية الانتخابات في العراق الاثنين أول محاكاة تجريبية للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في أكتوبر المقبل، بمشاركة أكثر من 8 آلاف ناخب في تجربة لتقييم مدى الاستعدادات الجارية لتنظيمها.
وقالت جمانة الغلاي، المتحدثة الرسمية باسم المفوضية في تصريحات لموقع "الاتحاد الوطني الكردستاني"، إن "العملية تمت بنجاح، دون مشاكل"، موضحة أن "عملية المحاكاة أنجزت في 1079 محطة في عموم العراق، فضلا عن محطتين في كل مكتب و4 في المركز الوطني".
وأضافت أن "المحاكاة الأولى أجريت أيضا في إقليم كردستان العراق"، مشيرة إلى أن "أكثر من 8 آلاف ناخب شارك فيها، من خلال أكثر من 8 آلاف ورقة اقتراع مكتوب عليها محاكاة".
وأكدت أن عملية محاكاة ثانية وثالثة ستنجز قبل إجراء الانتخابات التشريعية في 10 أكتوبر المقبل، لافتة إلى أن مجلس المفوضين لم يحدد إلى حد الآن موعد إجراء المحاكاة الثانية.
وفي وقت سابق الاثنين أكد جليل عدنان، رئيس مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، في تصريح للتلفزيون الرسمي أن المحاكاة التجريبية انطلقت عند حدود الساعة العاشرة واستمرت حتى الساعة 12 ظهرا.
وأوضح أن المحاكاة تهدف إلى تلافي السلبيات في عملية الاقتراع، مضيفا "اختبرنا الأجهزة وعدة الانتخابات في عملية اقتراع أخرى".
وجرت المحاكاة الانتخابية بالتعاون مع شركة ميرو الكورية وبإشراف الشركة الألمانية الفاحصة، وبحضور فريق الأمم المتحدة للمساعدة الانتخابية "يونامي" والفريق الدولي للنظم الانتخابية وبتغطية إعلامية.
وبينت المفوضية أن "المحاكاة هي عبارة عن عملية اقتراع فعلية سيكون فيها عدّ يدوي وإلكتروني، وسترسل النتائج إلى المكتب الوطني".
وكان الرئيس العراقي برهم صالح دعا في 29 من الشهر الماضي إلى أن تكون عمليات العد والفرز لأصوات الناخبين إلكترونية ويدوية في كل محطة انتخابية، وأن يتم إعلان النتائج العامة للانتخابات خلال 24 ساعة من انتهاء الاقتراع.
وصادقت مفوضية الانتخابات العراقية في 6 يوليو الجاري على قوائم المرشحين للانتخابات المبكرة، البالغ عددهم 3244 متنافسا بينهم 890 امرأة ينتمين إلى 276 حزبا و44 تحالفا، وسوف يتنافسون لشغل 329 مقعدا في البرلمان.
وفي اليوم التالي، أجرت المفوضية قرعة أرقام الاقتراع للمرشحين في مكتبي بغداد (الكرخ والرصافة)، وفي جميع مكاتب المحافظات الانتخابية، وسمحت للمرشحين بالمباشرة بالدعاية الانتخابية بدءا من الخميس الماضي وإلى غاية الساعة السادسة من صباح الخميس السابع من أكتوبر.
ووفق مفوضية الانتخابات، يبلغ عدد مراكز الاقتراع في عموم البلاد 8273 بواقع 55 ألفا و41 محطة اقتراع موزعة على 83 دائرة انتخابية في عموم محافظات العراق الثماني عشرة، فيما يبلغ عدد العراقيين الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات 24 مليونا و299 ألفا و927 ناخبا، بينهم 988 ألفا يقترعون للمرة الأولى.
وكان مرصد الإعلام الأمني العراقي أعلن الجمعة الماضي عن رصده العشرات من الصفحات الممولة على فيسبوك، تزعم أنها وكالات إخبارية عراقية متخصصة في نشر أخبار البلاد، لكنها تسعى للترويج لحزب أو سياسي معين أو مهاجمة وانتقاد أحزاب وخصوم سياسيين آخرين.
ودعا المرصد شركة غوغل وموقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر إلى إلغاء الإعلانات السياسية قبل الانتخابات العراقية.
وتعهّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد بضمان نزاهة وشفافية الانتخابات البرلمانية المبكرة.
وقال الكاظمي إن "الحكومة عازمة على تلبية كل احتياجات المفوضية بما يضمن نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها، ويحقق المشاركة الواسعة فيها".
وأضاف أن "الأجهزة الحكومية تلقت توجيهات منا بتقديم كل أشكال الدعم والإسناد إلى المفوضية، وتسهيل الإجراءات المطلوبة التي تضمن إقامة الانتخابات في موعدها المقرر، دون أي عقبات أو مشاكل فنية".
وسيتولى البرلمان المقبل منح الثقة لرئيس الجمهورية، الذي سيكلف بدوره رئيس الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة، وفق الدستور.
وكانت القوى السياسية العراقية اتفقت على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، إذ كان من المفترض انتهاء الدورة البرلمانية الحالية في عام 2022، وذلك بعد منح الثقة لحكومة الكاظمي في مايو الماضي لإدارة مرحلة انتقالية، بعدما أطاحت احتجاجات عارمة شهدتها البلاد بحكومة سابقه عادل عبدالمهدي أواخر عام 2019.