لا صيدليات مفتوحة في لبنان حتى إنهاء أزمة شح الأدوية

بيروت - أعلن تجمع أصحاب الصيدليات في لبنان عن الدخول في إضراب مفتوح ابتداء من الجمعة إلى حين إصدار وزارة الصحة لوائح الأدوية، وتصنيفها بحسب الاتفاق مع المصرف المركزي.
وأكد التجمع في بيان أصدره الخميس أن الإضراب هو "الطريقة الوحيدة التي ستحمل المستوردين على الإفراج عن الأدوية التي وعدهم مصرف لبنان بصرف الاعتمادات لها مرارا، ليعود وينكث بوعوده لهم، فيستفيد منها المرضى بالسعر الذي تحدده وزارة الصحة لكل دواء بعد إصدار المؤشر الجديد للأسعار".
إلى ذلك أوضح التجمع أن وزير الصحة أطلعه منذ يومين "بقراره الذي جاء متأخرا بالبحث عن أدوية بديلة بسعر مناسب، لتعويض النقص في السوق الدوائي وفقدان الأدوية التي رفع عنها الدعم، علما أن هكذا أدوية، وفي حال توافرت، ستحتاج إلى أشهر لتوزيعها في الأسواق، ريثما يتم عقد صفقات شرائها وإخضاعها لاختبارات الجودة، وصولا إلى شحنها وتوزيعها".
ومنذ 2020 بدأت ملامح أزمة نقص الأدوية في السوق المحلية بسبب عدم توفر الدولار اللازم للاستيراد، حالها حال القمح والوقود بأنواعه.
والأحد الفائت حذرت نقابة مستوردي الأدوية من نفاد مخزون المئات من الأدوية، لتوقف استيرادها منذ أكثر من شهر.
وأعلن رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان، الاثنين أنه سيقوم بتسديد الاعتمادات والفواتير التي تتعلق بالأدوية المستوردة من الخارج، خاصة أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية.
وعادة يؤمن مصرف لبنان الأموال اللازمة لدعم استيراد الأدوية من الخارج، إلا أن انخفاض احتياطي العملات الأجنبية لديه، تسبب في نقص النقد الأجنبي المخصص للاستيراد.
وتراجع احتياطي لبنان من النقد الأجنبي من متوسط 38 مليار دولار في 2019، إلى أقل من 16 مليار دولار حاليا، وفق بيانات مصرف لبنان.
ويدعم المصرف استيراد الأدوية تجنبا لعدم ارتفاع أسعارها، من خلال تغطية الفارق بين سعر الصرف الرسمي للدولار البالغ 1510 ليرات، وسعره في السوق الموازية البالغ 17.5 ألفا.
ويأتي موقف التجمع بعد توقف المستوردين شبه الكامل عن تسليم الدواء للصيدليات، فضلا عن الاعتداءات المتكررة وحالات السطو على المؤسسات الصيدلانية من قبل البعض، بحجة عدم حصولهم على أدويتهم.
ويأتي أيضا بعد مماطلة وزارة الصحة في إيجاد الحلول، وتجاهلها للانهيار الحاصل في الأمن الدوائي منذ أشهر، والاكتفاء بتصريحات "غير مسؤولة عبر الإعلان أن الدعم خط أحمر وكأن كل شيء على ما يرام وأموال الدعم متوفرة"، وفق البيان.
وفي تطور لافت في أزمة شح الأدوية، أقدم عدد من المحتجين في مدينة طرابلس شمال البلاد مساء الأربعاء على اقتحام مستودع، حيث عثروا على أصناف عدة من الأدوية المقطوعة، وفق ما أشار المحتجون، مثل أدوية الالتهابات وضغط الدم وخفض الحرارة والسعال وغيرها.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان مقطع فيديو يظهر اقتحام المحتجين مستودعا عمد أصحابه إلى احتكار أصناف من الأدوية، في انتظار ارتفاع أسعارها وإعادة توزيعها على الصيدليات، في الوقت الذي تحوّل البحث عن الدواء إلى عادة يومية للآلاف من اللبنانيين، وسط شح في وفرتها لاسيما المخصصة للأمراض المزمنة.
وأثار مقطع الفيديو غضب اللبنانيين الذين طالبوا وزير الصحة والأجهزة الأمنية والرقابية بالتدخل فورا، وإجراء المقتضى اللازم وتوزيع الأدوية على الصيدليات.
ومن المعروف أن مئات الآلاف من اللبنانيين يكافحون سعيا وراء الدواء والبنزين والغذاء، وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة ضربت البلاد منذ صيف 2019.
ومنذ أشهر شرعت السلطات في السعي إلى ترشيد أو رفع الدعم عن استيراد السلع الرئيسية كالطحين والوقود والأدوية، لتبدأ تدريجيا من دون إعلان رسمي رفع الدعم عن سلع عدة، ما زاد من معاناة اللبنانيين.