إيران تعلن إحراز تقدم في المحادثات مع السعودية

طهران - قال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الثلاثاء إن "طهران تنظر بتفاؤل إلى الحوار مع السعودية"، فيما أكدت الحكومة الإيرانية أنها أحرزت تقدما جيدا في المحادثات مع الرياض، مشيرة إلى أن بعض الخلافات قد تستغرق وقتا لحلها.
وأضاف خطيب زاده أن إيران تسعى من خلال المحادثات إلى "تحقيق الأمن والسلام في المنطقة"، مشيرا إلى أن طهران ستواصل الحوار مع الرياض من أجل "التوصل إلى نتائج إيجابية".
وأكد علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، في مؤتمر صحافي نقلته وسائل الإعلام الرسمية أن "المحادثات أحرزت تقدما جيدا في بعض الحالات قد تكون للخلافات تعقيدات تحتاج وقتا لحلها".
وبدأت السعودية وإيران محادثات مباشرة في أبريل في مسعى لاحتواء التوترات بينهما.
وكانت مصادر سياسية عمانية أكدت لـ"العرب" في يونيو الماضي، أن سلطنة عمان تقوم بجهود لتقريب وجهات النظر السعودية – الإيرانية، وأنها تحتضن المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين، بعد أن شهد العراق المرحلة الأولى من المفاوضات، والتي كانت بمثابة جلسات تمهيدية عرضت فيها كل جهة مطالبها، وتبادل الطرفان كلمات المجاملة وكسب الثقة.
وينظر السعوديون إلى التفاوض مع إيران كضرورة للحل في اليمن، وهي رؤية تستند إلى قناعة بأن الحوثيين لا يتشددون في الحوارات الجارية لمطالب خاصة بهم، ولكن في سياق لعبة أوسع تديرها إيران لتحصيل مكاسب على جبهات أخرى سواء مع السعودية ودول المنطقة أو على مسار الملف النووي والمفاوضات الجارية في فيينا.
ويعتقد مراقبون أن المملكة باتت على اقتناع بأن الحوار مع إيران هو أقرب الطرق لحل الأزمات بين البلدين، وأنه يمكن عبره حل أزمة اليمن ودفع الحوثيين إلى السلام.
واحتضنت بغداد قبل شهر تقريبا اجتماعا بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران وتهدئة الأوضاع في المنطقة.
وكانت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية كشفت في السابع من مايو الماضي، أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين رفيعي المستوى عقدوا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين.
وأحيطت تلك المباحثات بسرية كبيرة، لكن مصادر خاصة تحدثت عن بحث مستقبل الصراع في سوريا وتشكيل حكومة لبنانية ووقف إطلاق النار في اليمن، مشيرة إلى أن أيّ تفاهم سعودي - إيراني سيتطلب جولات عديدة، ربما تستغرق بضعة شهور، قبل التوصل إلى شيء.
وتصاعد التوتّر بين الرياض وطهران بسبب حرب اليمن، حيث صعّدت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران هجماتها على السعودية. كما تفاقم التوتر بين البلدين بعد هجوم 2019 على منشآت نفط سعودية ألقت الرياض باللوم فيه على إيران، وهو اتهام تنفيه طهران.
ويتحرك السعوديون على أكثر من جهة لإلزام إيران بالتوقف عن زيادة التوتر في الوضع الإقليمي وتهديد أمن دول الجوار، ويريدون أن يشتمل الاتفاق النووي على تعهدات إيرانية واضحة، لكن هذه الرغبة لا تجد الحماس الكافي من الولايات المتحدة، التي تبحث عن تسريع الاتفاق النووي ووضع البرنامج الإيراني تحت المراقبة الدولية.