العراق يحمي أبراج الطاقة من هجمات داعش بالقوة العسكرية

بغداد – بدأ الجيش العراقي الاثنين عملية عسكرية لتأمين أبراج الطاقة الكهربائية بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، وحمايتها من هجمات فلول تنظيم داعش الإرهابي.
وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى إن "عملية عسكرية انطلقت لحماية وتأمين أبراج الطاقة الكهربائية من استهدافها المتكرر على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في نينوى (شمال)".
وشهدت مناطق غرب وجنوب الموصل بنينوى مؤخرا هجمات متكررة استهدفت أبراج الطاقة الكهربائية، ما تسبب في خروج اثنين منها عن الخدمة.
وانطلقت العملية العسكرية عقب ساعات على وصول وفد عسكري رفيع المستوى بقيادة نائب العمليات المشتركة في الجيش الفريق الركن عبدالأمير الشمري إلى محافظة نينوى.
وذكرت العمليات المشتركة في بيان مقتضب أن الوفد يضمّ قائد القوة البرية ومدير عمليات الحشد الشعبي وكبار قادة الأجهزة الأمنية.
ووفق البيان، سيتابع الوفد الوضع الأمني وينفذ خطة حماية البنى التحتية العاملة في مختلف مناطق نينوى.
وعلى مدى الأيام الماضية، أعلنت السلطات العراقية تعرض عدد من أبراج نقل الطاقة الكهربائية لهجمات في محافظات ديالى (شرق)، وكركوك وصلاح الدين ونينوى (شمال).
وتزامن انقطاع الكهرباء مع إدراج العراق (إلى جانب الكويت والسعودية) على قائمة أكثر 15 منطقة في العالم تسجيلا لأعلى درجات حرارة، مما دفع السلطات إلى تعطيل الدوام الرسمي في بعض المحافظات، فيما أعلنت أخرى تقليصه.
وكان العراق قد شهد فجر الجمعة الماضية توقفا تاما للطاقة الكهربائية في البلاد، بسبب خلل فني وأعمال تخريب طالت أبراج نقل الطاقة الكهربائية من قبل جماعات إرهابية ومخربين.
وبعد أن تمكنت السلطات من إعادة تشغيل مولدات الطاقة، أعلنت الحكومة العراقية قبول استقالة وزير الكهرباء ماجد حنتوش، وإقالة مدير شركة نقل الطاقة الكهربائية (جنوب) من منصبه، إثر احتجاجات شعبية لانقطاع التيار الكهربائي في البلاد. وقرر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تشكيل خلية لمواجهة نقص توفر الكهرباء.
ورصدت السلطات العراقية مكافأة مالية مجزية للمتعاونين على إخبار القوات المنتشرة في قواطع العمليات من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والشرطة المحلية وشرطة الطاقة، عن أي حالة استهداف للأبراج الكهربائية.
ويعاني العراق أزمة نقص الكهرباء منذ عقود، جراء الحروب المتعاقبة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، فضلا عن استشراء الفساد.
وتعاني شبكة الكهرباء الرئيسية في العراق من انقطاعات تستمر لساعات يوميا على مدار العام، لكن الأمر يتفاقم خلال أشهر الصيف عندما تسجل درجة الحرارة عادة 50 مئوية ويزيد استخدام مكيفات الهواء.
وكثيرا ما مثّلت أزمة الكهرباء المزمنة في البلاد وعجز حكوماتها المتعاقبة منذ أكثر من عقد ونصف العقد عن تجاوزها رغم أنّ البلد من كبار منتجي ومصدّري النفط في العالم، نموذجا عن الفشل في إدارة موارد الدولة وتجييرها لخدمة المجتمع وتلبية حاجاته الأساسية، وانعكاسا لمدى تغلغل الفساد في مؤسسات الدولة.
وينتج العراق ما بين 19 و21 ألف ميغاوات من الطاقة الكهربائية، بينما الاحتياج الفعلي يتجاوز 30 ألف ميغاوات، وفقا لمسؤولين في قطاع الكهرباء.
وأواخر العام الماضي، توصلت لجنة تحقيق شكلها البرلمان العراقي، إلى إنفاق 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء منذ عام 2005، من دون تحسن يذكر في الخدمة.