السارد والمؤلف فاتح عبدالسلام.. كتاب في التجربة الروائية

حوارات ودراسات في فترات متفاوتة من التجربة الإبداعية للكاتب العراقي فاتح عبدالسلام.
الأحد 2021/07/04
علامة مميزة في السرد العراقي الحديث

عمّان - "السارد والمؤلف فاتح عبدالسلام" عنوان كتاب جديد في النقد الأدبي والسرديات والدراسات الثقافية، حرّره وكتب مقدمته الناقد العراقي الدكتور محمد صابر عبيد، واشترك في تأليفه أربعون ناقدا وأكاديميا، عالجوا في دراساتهم المنجز السردي والمنظار الرؤيوي في الرواية والقصة القصيرة للكاتب العراقي فاتح عبدالسلام، في خلال أربعة عقود بوصفه علامة مميزة في تاريخ السرد العراقي الحديث.

وتوافر الكتاب الذي صدر مؤخرا في 380 صفحة من القطع الكبير عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في العاصمة الأردنية عمّان، على حوارات أجريت مع الروائي عبدالسلام في فترات متفاوتة من تجربته الإبداعية، وأضاءت جانبا من تشابك العلاقات السردية وتكوين المبدع. وجرى توزيع الكتاب للمرة الأولى الجمعة في معرض القاهرة الدولي للكتاب. 

الكتاب جرى توزيعه للمرة الأولى في معرض القاهرة
الكتاب جرى توزيعه للمرة الأولى في معرض القاهرة

وشارك في الكتاب عبدالرحمن مجيد الربيعي وزهرة الزيراوي وحسام الدين محمد وكرم نعمة وعبدالستار ناصر وعماد عبديحيى وعمر الطالب وفرج الحطاب ومحمد شاكر السبع وماري القصيفي وعيسى حسن الياسري وهيا صالح وسيّار الجميل وفيصل عبدالحسن وعذاب الركابي ونورالدين محقق ويوخنا ميرزا وحكمت الحاج وفائق مصطفى وعدنان حسين أحمد وباسم عبدالحميد حمودي وغالية الخوجة وعدنان الظاهر وآخرون. 

وعرض محرر الكتاب محمد صابر عبيد صفحات من حياة البدايات عن الروائي وعلاقته الأولى بالقصة القصيرة، وأيام الزمالة في دراسة الأدب العربي في الجامعة للتحضير لشهادة الماجستير في مطلع الثمانينات من القرن الماضي. وعرج عبيد على العلاقة بين مفهومي السارد الذي يروي الأحداث ويحكم البناء الداخلي بحركته وحواره، والمؤلف الذي هو العامل الخارجي الذي تمثله ثقافة فاتح عبدالسلام ورؤيته المنفتحة المتجددة، لاسيما في العقدين الأخيرين، إذ أنتجت غربته تلاقحا ثقافيا ثرّا أثّر جليا في سعة تكوينه الإبداعي، ودفعه إلى أمام بقوة متجاوزا مرحلة العقدين اللذين سبقهما بكثير. 

عنيت أبحاث الفصل الأول برواية "عندما يسخن ظهر الحوت" التي ظهرت أول مرة العام 1994 ببغداد ثم بطبعة ثانية ببيروت 1998، وترجمت إلى الإنجليزية والإسبانية في العام 2003 و2004. ورأى فيها أستاذ النقد الأدبي الراحل الدكتور عمر الطالب مرحلة متقدمة من المزاوجة بين أدب الخيال العلمي والواقع المرير للإنسان، بما لم تعتد عليه الرواية العراقية حتى ذلك التاريخ. وتناول الباحثون الآخرون الجوانب البنائية للسرد والحوار. 

وانصب اهتمام الدارسين في الفصل الثاني على رواية "اكتشاف زقوة"، التي استلهمت تاريخ العراق القديم في توظيف يستنطق زمنا كان فيه العراقيون تحت حصار خانق، بعد خروجهم من حربين شرستين. 

وكان للقصة القصيرة نصيب في دراسات الفصل الثالث الذي عني بالتجريب في مجموعة "حليب الثيران" في العام 2000 والطاقة الترميزية المشتقة من الواقع الخشن، فيما كانت الأبحاث الأخرى تعاين مجموعة "عين لندن" العام 2011 التي تجلّى اهتمام القاص فيها بحياة المغتربين والمهاجرين، رافضي التهميش والذين تسكنهم أحلام ثقيلة لها ارتباط وثيق بالأرض التي أنجبتهم. 

أمّا الجانب المتبقي من الكتاب فضمّ حوارات أدبية أجراها مع الروائي فاتح عبدالسلام كلّ من كرم نعمة ومنير مطاوع وحكمت الحاج ونورالدين محقق والمحرر الأدبي لمجلة الوطن العربي بباريس.