الرئيس التونسي يطالب القيادات الأمنية والعسكرية بتصور جديد لمواجهة كورونا

قيس سعيّد: لا يمكن اللجوء إلى حجر صحي شامل فهناك أشخاص بؤساء وفقراء إذا لم يعملوا لا يأكلون.
الأحد 2021/07/04
قيس سعيّد: بلادنا في حالة "حرب" تستدعي تضافر كل الجهود

 تونس - طالب الرئيس التونسي قيس سعيّد القيادات الأمنية والعسكرية بوضع تصور جديد لمواجهة جائحة كورونا، في ظل استبعاد اللجوء إلى الحجر الصحي الشامل لكسر سلسلة العدوى.

جاء ذلك خلال اجتماع طارئ مع قيادات عسكرية وأمنية بالعاصمة تونس، لبحث الوضع الصحي الحالي في ظل موجة تفش واسعة للفايروس، تشهدها البلاد.

وناقش المجتمعون عددا من المقترحات منها ترتيب المناطق الموبوءة ترتيبا تنازليا، والتركيز على المناطق الأكثر تضررا لوضع حد لنسق تفشي العدوى، وذلك وفق المقترحات التي يتقدم بها المختصون في هذا المجال.

وشدد سعيّد على ألا تراعي المقترحات المقدمة الجوانب العلمية فقط، ولكن أيضا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا أن التدابير المعمول بها حاليا لم تؤد إلى تحسن الأوضاع بل زادتها تفاقما.

واستبعد سعيّد اللجوء إلى الحجر الصحي الشامل، عازيا ذلك إلى وجود قطاعات هشة من شأنها أن تتضرر، قائلا "لا يمكن اللجوء إلى حجر صحي شامل، فهناك أشخاص بؤساء وفقراء إذا لم يعملوا لا يأكلون".

ووصف سعيّد التعامل مع الوباء في تونس بأنه حالة حرب، قائلا "بلادنا في حالة حرب وهو ما يستدعي تضافر كل الجهود وتشريك أصحاب النوايا الصادقة".

وأكد الرئيس التونسي أن اجتماعه بالقيادات الأمنية والعسكرية لمناقشة أزمة الوباء "لا ينافس أي جهة أخرى، بل اقتضته المسؤولية الوطنية التي يجب أن تعلو على كافة الاعتبارات السياسية أو الحزبية الضيقة"، في إشارة إلى صراع الصلاحيات بينه وبين رئيس الحكومة هشام المشيشي.

ومساء الخميس الماضي اجتمع سعيّد في مقر وزارة الداخلية مع عدد من المديرين العامين وإطارات الوزارة، وذلك لمتابعة تطور الوضع الأمني في البلاد، في ظل الارتفاع المتواصل والسريع في أعداد المصابين بفايروس كورونا.

 وأسدى تعليماته بضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، لاسيّما في المناطق التي تسجل معدلات مرتفعة للإصابات بهذا الفايروس، مع الحرص على الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.

ودخلت الأوضاع في تونس في الأسابيع الأخيرة منعطفا أشد خطورة، حيث أعلنت وزارة الصحة وجود سلالة "دلتا" المعروفة بالسلالة الهندية، مؤكدة أنها سبب الانتشار السريع بين فئات كثيرة من ضمنها الشباب.

وفاقم ظهور السلالة الهندية نسبة تفشي الوباء في مناطق كثيرة من تونس، خاصة ولاية القيروان، حيث أمر الرئيس التونسي بتجهيز مستشفى ميداني للمدينة لمواجهة الضغط على القطاع الصحي بها.

وأشاد مراقبون بالدور الجوهري للمؤسسة العسكرية زمن المحن والأزمات، حيث تعتبر من أبرز المؤسسات التي تحظى بثقة التونسيين في وقت تراجع فيه منسوب الثقة في الطبقة السياسية.

وتواجه البلاد موجة رابعة، كما تواجه الحكومة انتقادات واسعة النطاق لبطء وتيرة حملة التطعيم وامتلاء وحدات الرعاية الفائقة بالمستشفيات عن آخرها، في ظل رفض المشيشي فرض الحجر الشامل مرة أخرى، قائلا إن البلاد لن تتحمله.

وفي ظل الوتيرة السريعة لتفشي كورونا، باتت البلاد تسجل إصابات يومية تفوق الـ6 آلاف، فيما أعلنت السلطات التونسية أن "الوضع في البلاد خطير".

ووفق آخر حصيلة رسمية، سجلت تونس 6184 إصابة، ليبلغ العدد الجملي 438 ألفا و945، منها 15 ألفا و261 وفاة، و360 ألفا و645 حالة تعاف، فيما وصل عدد المطعمين ضد الفايروس إلى مليون و912 ألفا و160، بينهم 569 ألفا و992 تلقوا الجرعة الثانية، من أصل 11 مليونا و700 ألف نسمة، وفق معطيات وزارة الصحة.

ومددت تونس ساعات حظر التجوال الليلي بدءا من الساعة الثامنة ليلا، وفرضت قيودا على حركة التنقل بين الجهات الموبوءة وفي العاصمة وما جاورها، في مسعى لكسر حلقات العدوى.

وأصبحت الحفلات العامة والخاصة والتظاهرات الرياضية والثقافية وصلاة الجماعة محظورة حتى 14 يوليو في ولايات العاصمة الأربع (تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس) وولايتي سوسة والمنستير الساحليتين.