برلمان الكويت ينهي دور انعقاد متوتّرا وقليل الإنجاز

الكويت - طوى مجلس الأمّة (البرلمان) الكويتي الخميس إحدى أصعب دورات انعقاده وأقلّها إنجازا، تاركا كمًا كبيرا من الملفات الخلافية بين المعارضة البرلمانية وحكومة رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد دون حلول لتكون منطلقا لتجدّد المشاحنات خلال دور الانعقاد القادم.
وفي جلسة خاصة لم تشذّ في توتّرها عن سابقاتها من الجلسات، أعلن رئيس المجلس مرزوق الغانم فض دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السادس عشر للمجلس على أن يعود للانعقاد في شهر أكتوبر المقبل.
وشهدت الجلسة التي طلبت الحكومة تحويلها إلى سرية مناقشة الحالة المالية للدولة وهي أحد الملفات الصعبة ومثار الخلافات بسبب ما تعرّضت له الكويت من مصاعب اقتصادية ومالية نتيجة تذبذب أسعار النفط وتبعات جائحة كورونا.
وتنص المادة التاسعة والستون من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة الكويتي على أن “جلسات مجلس الأمة علنية ويجوز عقدها سرية بناء على طلب الحكومة أو رئيس المجلس أو عشرة أعضاء على الأقل، وتكون مناقشة الطلب في جلسة سرية”.
وكان رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم رفع الأربعاء جلسة برلمانية خاصة كانت مخصصة لمناقشة عدة موضوعات بينها تعديل النظام الانتخابي والدوائر الانتخابية وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والمشاريع الإسكانية ومعوقاتها، وذلك بسبب عدم حضور الحكومة.
وبررت الحكومة غيابها بعدم التنسيق المسبق معها وعدم تمكينها من تقديم رأيها لدى اللجان المختصة حول أغلب القوانين المعروضة على جلسة مجلس الأمة.
ومنذ مايو الماضي، تعطّلت عدة جلسات برلمانية بسبب عدم حضور الحكومة سواء بحجة عدم تنسيق النواب معها أو احتجاجا على جلوس بعض النواب المعارضين على المقاعد الأمامية التي تخصص عادة للوزراء ورئيس الحكومة.
ولجأ نواب عدة مرات إلى الجلوس على مقاعد الوزراء احتجاجا على عدم برمجة مناقشة المجلس لاستجوابات نيابية قدمت ضد رئيس الحكومة وعدد من وزرائه.
ومع وصول التجاذبات بين المعارضة التي تشكّل الكتلة الأكبر تحت قبّة البرلمان وحكومة الشيخ صباح الخالد حدّ تعطيل عقد الجلسات البرلمانية العادية ما حتّم اللجوء إلى الدعوة لجلسات خاصّة لـ”تمشية” الأمور المستعجلة.
ولتمرير ميزانيات الوزارات والإدارات الحكومية تمّ اللجوء الأسبوع الماضي إلى عقد جلسة برلمانية خاصة جاءت عاصفة بدورها واحتل نواب من المعارضة خلالها المقاعد المخصصة للوزراء وبلغ التوتّر فيها حدّ تشابك بعض النواب بالأيدي.
وتعليقا على حالة التعطيل التي تشهدها الكويت بسبب خلافات الحكومة والمعارضة البرلمانية قال أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح مؤخّرا إن “الكويت وأهلها خط أحمر ولن نسمح بتجاوزه بأي حال من الأحوال، ولدينا من الإجراءات والخيارات ما يضع كل من يتجاوز عند حده”.