آبي أحمد يبرر هزيمته في تيغراي باستكشاف فرص السلام

رئيس الوزراء الإثيوبي يروج لفكرة أن انسحاب قواته والقوات الإريترية من الإقليم يأتي من أجل فسح المجال لوقف إطلاق النار والدخول في حوار مع من يعتبرهم متمردين، وهو ما يتناقض مع المعطيات الميدانية.
الخميس 2021/07/01
البحث عن مخرج لحفظ ماء الوجه

أديس أبابا – برر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الأربعاء انسحاب قواته والقوات الإريترية المتحالفة معها من إقليم تيغراي باستكشاف فرص السلام وبأن الإقليم الذي استعادت جبهة تحرير تيغراي السيطرة عليه ” لم يعد محورا للصراعات”.

وكان ذلك أول تصريح علني يصدره أي مسؤول بالحكومة الاتحادية في إثيوبيا منذ سيطرة قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي هذا الأسبوع على العاصمة ميكيلي، في تحوّل كبير للأحداث بعد صراع استمر ثمانية أشهر وأودى بحياة الآلاف.

وليام دافيسون: قوات تيغراي حققت مكاسب من خلال الدعم الشعبي الشامل
وليام دافيسون: قوات تيغراي حققت مكاسب من خلال الدعم الشعبي الشامل

وأرسلت إريتريا قوات إلى تيغراي بعدما شن الجيش الإثيوبي هجوما في نوفمبر الماضي ردا على هجمات قوات الإقليم على قواعد للحكومة الاتحادية. ونفت إريتريا على مدى أشهر وجود قوات لها في تيغراي، لكنها أقرت في وقت لاحق بوجودها ونفت مسؤوليتها عن أي انتهاكات.

وفي تناقض مع تصريحات آبي أحمد قال الجنرال باشا ديبيلي، المتحدث باسم فريق العمل الحكومي الإثيوبي المعني بإقليم تيغراي، إن “بمقدور الجيش العودة إلى ميكيلي عاصمة الإقليم في غضون أسابيع إذا لزم الأمر”، مضيفا أن “القوات الإثيوبية المتحالفة مع الحكومة انسحبت من الإقليم”.

ويروّج آبي أحمد فكرة أن انسحاب قواته والقوات الإريترية المتحالفة معها من الإقليم يأتي من أجل فسح المجال لوقف إطلاق النار والدخول في حوار مع من يعتبرهم متمردين، وهو ما يتناقض مع المعطيات الميدانية.

ورغم الانتصار الذي أعلن عنه آبي أحمد بعد سقوط ميكيلي لم تتوقف المعارك بين قوات الدفاع عن تيغراي والجيش الفيدرالي الإثيوبي المدعوم من قوات إقليم أمهرة المجاور وجيش إريتريا المحاذية.

لكن الاثنين مني الجيش الإثيوبي بهزيمة أمام قوات دفاع تيغراي التي استعادت ميكيلي بعد حوالي أسبوع فقط من شن هجوم مضاد كبير. وأعقبت ذلك الثلاثاء بدخول بلدة شير على بعد حوالي 140 كيلومترا شمال غرب ميكيلي.

ودفعت الأخبار الأهالي إلى الخروج للاحتفال في الشوارع بالتزامن مع فرار الجنود الفيدراليين وحلفائهم الإريتريين وأعضاء الحكومة الإقليمية المؤقتة التي عينها آبي أحمد.

ورحّبت حكومة تيغراي السابقة في بيان نُشر ليل الاثنين – الثلاثاء بالتقدم الذي أحرزته قوات الدفاع عن تيغراي وأكدت أن ميكيلي بكاملها باتت تحت سيطرتها.

وأفادت مجموعة الأزمات الدولية الثلاثاء أن قوات الدفاع عن تيغراي تسيطر “حالياً على الجزء الأكبر من الإقليم، بما فيه المدن الرئيسية”.

وقال كبير محلليها وليام دافيسون إن هذه القوات حققت هذه المكاسب “بشكل رئيسي من خلال الدعم الشعبي الشامل والاستيلاء على الأسلحة والإمدادات من خصومها”.

5