وزير الخارجية الروسي لنظيره التركي: يجب أن تمر المساعدات عبر دمشق

أنطاليا (تركيا) – شدّد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على أن موسكو تعارض مشروع قرار جديد سيتم طرحه في مجلس الأمن الدولي، بشأن فتح ممر ثان لنقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، مؤكدا أن المساعدات لا بدّ أن تمرّ عبر دمشق.
وترفض روسيا بشدة مطالبات أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثلي الدول الغربية بالمنظمة الأممية، بضرورة تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، وتعارض تمديد تفويض الآلية الحالية لإيصال المساعدات من معبر "باب الهوى" على الحدود التركية، الذي ينتهي يوم 10 يوليو المقبل، وفي المقابل، تضغط لمرور المساعدات عبر دمشق.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك الأربعاء في أنطاليا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، "إذا كنا قلقين في الواقع من المشاكل الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري، فينبغي النظر إلى مجمل الأسباب التي أسفرت عن ظهور هذه المشاكل، ابتداء من العقوبات، بما فيها قانون قيصر الخانق وغير الإنساني الذي تبنته إدارة (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب، والاستيلاء غير المشروع على الأصول السورية في المصارف الغربية بطلب من واشنطن، ما لا يمكن وصفه إلا بمجرد النهب، ورفض شركائنا ضمان تقديم المساعدات الإنسانية بوساطة المنظمات الدولية عبر دمشق وعبر خطوط التماس، إلى جميع المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة حتى الآن".
وشدد الوزير الروسي على رفض بلاده مشروع القرار الجديد الذي قدمته النرويج وإيرلندا إلى الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر حدود تركيا والعراق، معتبرا أن هذه المبادرة "تتجاهل بشكل تام الأسباب التي أسفرت عن ظهور مشكلة المساعدات".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال مندوب روسيا الأممي فاسيلي نيبيزيا إن المشاورات ما زالت جارية بين أعضاء مجلس الأمن، حول تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
ووجه لافروف انتقادات شديدة إلى "تصرفات الاتحاد الأوروبي غير المقبولة"، قائلا إن بروكسل "عندما تحاول مساعدة اللاجئين تنظم مؤتمرات وتدعو إليها الأمين العام للأمم المتحدة، وتتصرف كأن هذا الموضوع لا يخص الحكومة السورية إطلاقا".
ولفت إلى أن الأموال والموارد التي يجري تخصيصها بموجب مخرجات هذه المؤتمرات، لا تأتي إلى سوريا بهدف إنشاء بنى تحتية أساسية مطلوبة لعودة اللاجئين، بل إلى دول المنطقة التي تستضيف هؤلاء اللاجئين ومنها تركيا والأردن ولبنان، مرجحا أن هذا السلوك يهدف إلى تثبيت هذا الوضع كي يستمر وجود اللاجئين السوريين في أراضي هذه الدول.
وقال إن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يشكل أولوية حددها مجلس الأمن الدولي، معربا عن أسف روسيا إزاء "رؤية محاولات زرع نزعات انفصالية في شرق الفرات بدعم مالي ومادي من الخارج".
ووصف وزير الخارجية الروسي هذه المحاولات بأنها غير مقبولة إطلاقا، مؤكدا التزام موسكو الثابت بالمبادئ الأساسية لـ"صيغة أستانا" الخاصة بالتسوية السورية.
وتطرق لافروف إلى مهمة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى سوريا غير بيدرسن بشأن تسوية النزاع، قائلا "تكمن هذه المهمة في تشجيع الأطراف على الحوار، وبيدرسن يعدّ شخصية مساعدة في هذه العملية، ويجب أن تجري تصرفاته وفريقه في هذا السياق، دون أن يفرض رؤيته على الأطراف".
وفي مارس 2011 اندلعت احتجاجات شعبية تطالب بإنهاء العشرات من السنين من حكم أسرة الأسد، وبدء تداول سلمي للسلطة، لكن رئيس النظام بشار الأسد، الذي يخلف والده في الحكم منذ عام 2000، اعتمد الخيار العسكري لقمع المحتجين، ما قاد البلاد إلى حرب مدمرة ودفع الآلاف من السوريين إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية للعيش.
ووفقا للأمم المتحدة، يحتاج 13.4 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف سكان البلاد قبل الحرب، إلى المساعدة، وهو عدد ازداد بنسبة 20 في المئة عن العام الماضي.
ويعيش تسعة من كل عشرة أشخاص تحت خط الفقر. وفي شمال غرب سوريا يعاني ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان البالغ عددهم 4.3 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي.
وفي يوليو 2020 اعتمد مجلس الأمن مشروع قرار قدمته ألمانيا وبلجيكا، تم بموجبه تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر "باب الهوى".
ويعاني 60 في المئة من السوريين من انعدام الأمن الغذائي، وتقول الأمم المتحدة إن باب الهوى هو خط الحياة الأخير الذي يمنع حصول كارثة إنسانية بحق الملايين في سوريا.