صيف لاهب في تونس... شح في المياه وتفشي الوباء

تونس - تواجه تونس موسما صيفيا صعبا في ظل شح المياه وسط دعوات للحكومة إلى تدخل عاجل لمعالجة هذه الأزمة، في خضم تفشي الوباء الذي ضرب معظم ولايات البلاد.
وباتت أخبار انقطاع المياه مألوفة لدى التونسيين، خاصة في فصل الصيف، في خضم تدهور الأوضاع الاقتصادية أعقاب ظهور وباء كورونا، وعجز السلطات عن معالجة هذه الأزمة التي باتت بمثابة معاناة وعبء يومي للكثير من التونسيين.
ويتوقع أن تشهد عدة ولايات تونسية هذا الصيف انقطاعات في المياه بسبب توجه الحكومة لاعتماد حلول ترقيعية، كقطع المياه ليلا على عدد من الولايات.
وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري بالنيابة في تونس محمد الفاضل كريم الاثنين، أن تونس تعاني من شح كبير مرتقب للمياه، متوقعا صيفا صعبا.
وأضاف كريم أن تقسيط المياه يعد أحد الحلول التي ستقوم بها شركة المياه، خاصة في ولايات نابل وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس.
وتتزايد الشكاوى من نقص المياه وانقطاعها في تونس في السنوات الأخيرة، في ظل عجز الحكومات المتعاقبة عن إيجاد حلول تقي سكان المناطق النائية بصفة خاصة من الجفاف والعطش وندرة المياه وانعدامها في أحيان كثيرة.
وكانت الأمم المتحدة حثت تونس والجزائر وليبيا أواخر العام الماضي على "ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإيقاف تضرر الخزان المائي الجوفي المشترك في الصحراء الحدودية للبلدان الثلاثة".
وتتوزع مياه الخزان الجوفي على 80 في المئة داخل الأراضي الجزائرية، و13 في المئة في ليبيا، و7 في المئة فقط في تونس.
يشار إلى أن الأمم المتحدة تقدر خط الفقر المائي بـ1000 متر مكعب من المياه للفرد، بينما يقدر حد الندرة المائية بـ500 متر مكعب للفرد سنويا.
وتواجه تونس إضافة إلى مشكلة شحّ المياه، تحدّيات أخرى، لاسيّما ارتفاع درجات الحرارة، إذ يُتوقّع أن ترتفع درجات الحرارة بأكثر من 3 درجات في أفق عام 2050.
ويحذر خبراء بيئة من تداعيات إهمال أزمة المياه في تونس على القطاع الصحي، في ظل مؤشرات على تسبب تلوث المياه في أمراض ظهرت في البعض من المناطق في البلاد.