بلينكن: القوات الروسية والتركية سترحل عن ليبيا قريبا

واشنطن - أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن القوات الأجنبية، النظامية أو غير النظامية، الموجودة في ليبيا سوف ترحل قريبا، وأن عملية الانسحاب ستستغرق بعض الوقت.
ووصف بلينكن في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية الاثنين، المؤتمر الدولي الذي عقد الأسبوع الماضي في برلين بأنه "إيجابي"، معللا ذلك بـ"الإجماع القوي" على ضرورة إجراء الانتخابات المقرر عقدها في 24 ديسمبر المقبل، وكذلك ضرورة سحب القوات الأجنبية التي لا تزال موجودة في ليبيا.
وأشار بلينكن إلى أن الإجماع الدولي على هذه الجوانب قوي للغاية، و"لا يمكن تجاهله من قبل الدول التي لديها قوات نظامية أو غير نظامية في ليبيا، بما في ذلك روسيا وتركيا".
وأكد "قلنا لهم ذلك مباشرة وأعتقد أننا سنبدأ قريبا في رؤية عملية انسحاب القوات الأجنبية. لن يكون الأمر فوريا وسيستغرق وقتا، لكنني أعتقد أنه سيحدث".
ويشكل ملف المرتزقة أحد أكبر التحديات أمام الحكومة الليبية، وكانت الأمم المتحدة أكدت سابقا أن تركيبة الجماعات المسلحة والمرتزقة في ليبيا معقدة، مشددة على أن عملية سحب المقاتلين الأجانب تحتاج إلى تنسيق دولي.
وكان وزير الخارجية الأميركي شدد الأسبوع الماضي قبيل مؤتمر برلين 2 حول ليبيا التي غرقت منذ عشر سنوات في الفوضى والاقتتال، على ضرورة انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة.
وأكد البيان الختامي لمؤتمر برلين 2 ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير، لكنه أوضح أن تركيا، إحدى الدول الموجودة عسكريا على الأراضي الليبية، عبرت عن "تحفظ" حول الموضوع، دون توضيحات أخرى.
ويهدف المؤتمر إلى إنهاء التدخل الخارجي في الصراع الليبي، والذي تمثل في توريد أسلحة ومرتزقة إلى ليبيا، إلا أن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن.
وأبدت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش تفاؤلها حول هذا الملف، مؤكدة أن القوى الدولية أحرزت تقدما خلال محادثات برلين في ما يتعلق بإخراج المقاتلين الأجانب من البلاد، على الرغم من أن البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الذي دعمته الأمم المتحدة لم يحدد أي إجراءات جديدة ملموسة في هذا الإطار.
وفي ديسمبر قدرت الأمم المتحدة بنحو 20 ألفا عدد المرتزقة والمقاتلين الأجانب في ليبيا، من روس في مجموعة فاغنر الخاصة وتشاديين وسودانيين وسوريين وغيرهم، فيما ينتشر المئات من العسكريين الأتراك بموجب اتفاق ثنائي مبرم مع حكومة الوفاق السابقة.
وأكد مصدر دبلوماسي أن "عدد المقاتلين لم ينخفض بشكل كبير، لكن لدينا وقف إطلاق نار مقبول بشكل عام ومحترم في كل أنحاء البلاد".
وأعرب دبلوماسيون في الأمم المتحدة عن خشيتهم من التهديد الذي يشكله هؤلاء الرجال المدججون بالسلاح على المنطقة عند انسحابهم. لاسيما بعد مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو في أبريل خلال هجوم شنه متمردون تشاديون انطلقوا من ليبيا.
والخميس الماضي أشار مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، إلى أن تركيا وروسيا توصلتا إلى تفاهم مبدئي للعمل على سحب 300 من المرتزقة السوريين من كل جانب.
ولا يزال أكثر من 6630 مقاتلا ومرتزقا سوريا، ممن جلبتهم تركيا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق سابقا، على الأراضي الليبية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخرا، كما توجه أصابع الاتهام لشركة روسية بنشر عدد من المقاتلين المرتزقة.