الجيش الأميركي يرد على قصف قواته في دير الزور شرقي سوريا

واشنطن - أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أن القوات الأميركية في سوريا قصفت المواقع التي انطلق منها الهجوم بقذائف صاروخية على قاعدة أميركية في دير الزور.
وقال الكولونيل واين ماروتو المتحدث باسم عملية "العزم الصلب" للتحالف الدولي ضد داعش، في تغريدة نشرها مساء الاثنين، "القوات المسلحة للولايات المتحدة في سوريا، خلال تعرضها لقصف صاروخي، ودفاعا عن النفس، أطلقت نيرانا مدفعية مضادة على المواقع التي انطلقت منها الصواريخ".
وسبق أن أكد ماروتو أن القوات الأميركية في سوريا تعرضت لهجوم بعدة صواريخ دون وقوع إصابات أو أضرار، وفقا لتقارير أولية، فيما لم يذكر أي تفاصيل أخرى عن الحادث.
وقبل ذلك أفادت وسائل إعلام سورية رسمية ومعارضة بتعرض قاعدة أميركية في منطقة حقل العمر بمحافظة دير الزور شرق سوريا، لهجوم بقذائف صاروخية وسط أنباء عن تنفيذه على يد جماعات مسلحة مدعومة إيرانيا.
إلى ذلك قالت وسائل إعلام سورية إن طيران التحالف الدولي استهدف "بالمدفعية الثقيلة" مقرات لميليشيات إيرانية في الميادين في دير الزور.
وأكدت وسائل الإعلام أن الميليشيات الإيرانية انسحبت من منطقة المزارع جنوبي الميادين بعد القصف نحو الأحياء السكنية، فيما أكدت وسائل إعلام أخرى أن طائرات مسيرة استهدفت مواقع للحرس الثوري في المنطقة.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات على استهداف القوات الأميركية لمواقع تابعة لـ"الحشد الشعبي" العراقي المرتبط بإيران على الحدود بين العراق وسوريا.
وتسلط نيران الصواريخ الضوء على خطر التصعيد وحدود قوة النيران الأميركية اللازمة لكبح جماح فصائل متحالفة مع إيران، تحملها واشنطن المسؤولية عن سلسلة ضربات تزداد تطورا بطائرات مسيّرة على عسكريين ومنشآت أميركية في العراق.
ودافع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والبيت الأبيض قبل ساعات عن الضربات الأميركية في العراق وسوريا الأحد، باعتبارها سبيلا للقضاء على خطر الصراع.
وقال بلينكن للصحافيين في روما "اتخذنا إجراء ضروريا ومناسبا ومدروسا يهدف إلى الحد من مخاطر التصعيد، وكذلك لتوجيه رسالة ردع واضحة لا لبس فيها".
وذكرت قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران في بيان أسماء أربعة أعضاء في كتائب سيد الشهداء، قالت إنهم قُتلوا في الهجوم على الحدود السورية - العراقية، وتعهدت بالانتقام.
واستنكرت الحكومة العراقية الضربات الأميركية على أراضيها، وقالت إنها تدرس "اللجوء إلى كل الخيارات القانونية المتاحة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تنتهك أجواء العراق وأراضيه". ووصفت سوريا الضربات بأنها "انتهاك فاضح لحرمة الأراضي السورية والعراقية".
وندد الجيش العراقي بالضربات الأميركية. وينسق الجيشان العراقي والأميركي عن كثب بشأن معركة منفصلة في العراق لقتال فلول تنظيم داعش.
وكانت هذه المرة الثانية التي يأمر فيها الرئيس جو بايدن بتوجيه ضربات انتقامية للفصائل المدعومة من إيران منذ توليه الرئاسة قبل خمسة أشهر. فقد أمر في فبراير بشن ضربات جوية محدودة على سوريا ردا على هجمات صاروخية في العراق.
وقال مسؤولان أميركيان، اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمسة هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت تستخدمها عناصر من الولايات المتحدة والتحالف في العراق منذ أبريل.
وبينما تتطلع إدارة بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، فإن هذه الهجمات تبرز كيف يهدف بايدن إلى توجيه ضربات دفاعية من هذا القبيل بالتزامن مع مشاركة بلاده في جهود دبلوماسية مع طهران.
وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين ساكي إن إيران طرف سيء في المنطقة يدعم "سلوكا يثير المشاكل إلى أقصى حد"، لكنها دافعت عن انتهاج الدبلوماسية باعتبارها وسيلة لحرمان طهران من الأسلحة النووية.
ويقول منتقدون لبايدن إنه لا يمكن الوثوق بإيران، ويشيرون إلى الهجمات بالطائرات المسيّرة باعتبارها دليلا آخر على أن طهران ووكلاءها لن يقبلوا أبدا بوجود أميركي في العراق أو سوريا.
ودعت إيران الولايات المتحدة إلى عدم "إثارة أزمة" في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الاثنين، "من المؤكد أن ما تفعله الولايات المتحدة هو زعزعة الأمن في المنطقة، وستكون الولايات المتحدة من ضحايا هذه الاضطرابات".