منصف المرزوقي: حركة النهضة جزء من خراب تونس

تونس - هاجم الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي حركة النهضة، معتبرا أنها جزء من خراب تونس وهي سبب فشل الثورة التونسية.
وقال المرزوقي في كلمة ألقاها السبت أمام منتدى للشباب إنه تفاجأ في وقت سابق عندما استمع إلى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، و"هو يدعو إلى التصويت لصالح زعيم الثورة المضادة (الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي)، ثم تحالف في ما بعد مع الأحزاب الفاسدة، ورموز الفساد".
وشدّد على أنه اليوم يعتبر حركة النهضة جزءا من المنظومة الحاكمة وجزءا من خراب البلاد، "هذه قناعتي".
وأكد المرزوقي أن بقايا النظام القديم، والإعلام الفاسد، والأيادي الخارجية التي تمول من أجل تدمير التجربة الديمقراطية، هم من يتحكمون في تونس منذ سنة 2014، أي بعد صياغة الدستور الجديد.
وفي ما يتعلّق بالوضع الراهن في مواجهة الجائحة، رأى المرزوقي أن الحكومة التونسية كانت ضعيفة في اتخاذ القرارات لمجابهة الوضع الوبائي، مضيفا أنها لم تتحمل المسؤولية في إدارة أزمة كورونا ويجب أن تخضع للمحاسبة.
وكان المرزوقي حليفا طوال سنوات لحركة النهضة الإسلامية وتقلّد منصب رئيس للجمهورية ليس بالانتخاب الشعبي المباشر وإنما بتوافقات حصلت مع الحركة في فترة حكم الترويكا، وكان توجهه السياسي والدبلوماسي واضحا وهو دعم المشروع القطري – التركي في تونس ودول أخرى كثيرة.
وكانت حركة النهضة تحالفت مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أسسه المرزوقي وحزب التكتل الديمقراطي، وقادت الائتلاف الحكومي بعد الثورة ضمن ما سمي بالترويكا بين 2011 و2013.
وواجه المرزوقي انتقادات عديدة خلال فترة توليه الحكم، بسبب تحالفه مع حركة النهضة وعلاقته المتينة مع قطر وتيارات الإسلام السياسي.
وانسحب المرزوقي في العام 2019 من الحياة السياسية، وهو ما عزاه مراقبون إلى نهاية أحلامه بالعودة إلى قصر قرطاج وفشل رهانه على جماعة الإخوان المسلمين بدعم مباشر من قطر، إضافة إلى ابتعاد حزبه بشكل كبير عن عمقه الوسطي وبدا تابعا لحركة النهضة وواقعا تحت سيطرتها، رغم محاولات إظهاره عكس ذلك.
ورغم انسحابه من الحياة السياسية، لكنه ظلّ يطلق من حين إلى آخر تصريحات وانتقادات حادة تجاه الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لتونس ولدول الجوار، وهو متمسّك بدعمه للتيارات الإسلامية في الداخل والخارج، وهذه المرة الأولى التي يوجه فيها سهام انتقاداته المباشرة إلى حركة النهضة.
وفي فبراير الماضي تبرأت حركة النهضة من تصريحات لحليفها المرزوقي، اتهم فيها الجزائر بالتدخل في الشأن الوطني خلال ثورة تونس عام 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بهدف إجهاضها، ووصفتها بأنها "مسيئة للجزائر".
ووجه المرزوقي في أبريل الماضي انتقادات حادة للرئيس التونسي قيس سعيّد على خلفية زيارته لمصر التي لطالما هاجمها في السنوات الأخيرة، في موقف مهادن لقطر وتركيا وتنظيم الإخوان المسلمين.
وكان طوال الأشهر الماضية، أحد الداعين إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في تونس، من أجل حلحلة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.