الحشد الشعبي يستعرض قوته بأسلحة إيرانية بحضور الكاظمي

بغداد - نظمت ميليشيات "الحشد الشعبي" العراقية السبت استعراضا عسكريا بأسلحة إيرانية بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ووزير الدفاع جمعة عناد.
وأثار حضور الكاظمي استعراض الحشد والفصائل، تساؤلات عن طبيعة العلاقة بين الطرفين، وفيما إذا شهدت تحسنا أو أجريت تسوية، بعد قضية اعتقال قاسم مصلح بتهمة اغتيال الناشط في الاحتجاجات إيهاب الوزني، وما تبع ذلك من توترات.
وفي تغريدة على تويتر السبت، قال الكاظمي "حضرنا استعراض جيشنا البطل في 6 يناير الماضي وأيضا الشرطة الباسلة، واليوم (السبت) حضرنا استعراض أبنائنا في الحشد الشعبي".
وأضاف "نؤكد أن عملنا هو تحت راية العراق، وحماية أرضه وشعبه واجب علينا".
وأثار اعتقال مصلح غضب فصائل في الحشد، فحاصرت، آنذاك، مواقع في المنطقة الخضراء وسط بغداد، بينها منزل الكاظمي ومبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء. وفي الوقت الذي يستعرض الحشد قوته بأسلحة إيرانية تم إسقاط ثلاث طائرات مسيرة مفخخة بالمتفجرات في قرى شمالي مدينة أربيل على بعد عدة كيلومترات من القنصلية الأميركية في إقليم كردستان.
وشارك في العرض العسكري الذي أقيم في معسكر "أبومنتظر المحمداوي" شمال ديالى، والذي كان سابقا معسكرا لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة قبل أن يجري ترحيل أفرادها إلى خارج البلاد عام 2013، أكثر من عشرين ألفا من عناصر الحشد.
وعرضت أنواع مختلفة من الأسلحة والصواريخ والراجمات والطائرات إيرانية الصنع التي تم نقلها طوال الأسابيع الماضية عبر الحدود مع إيران.
وشهدت المدينة الواقعة شرقي العراق انتشارا أمنيا كثيفا لتأمين الاستعراض بعد تأجيله عدة مرات بسبب خلافات بين قادته حول تفاصيل تنظيمه، والأسلحة المستخدمة فيه.
وحضر الاستعراض فضلا عن الكاظمي قادة في وزارة الدفاع وقيادات أخرى في الحشد منها أبوفدك المحمداوي رئيس أركان الحشد الشعبي وفالح الفياض رئيس هيئة الحشد وهادي العامري رئيس تحالف الفتح.
وأعلنت ألوية العتبات، المقربة من المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني الجمعة رفضها المشاركة في هذا الاستعراض لوجود جهات خارجة على القوانين والدولة، مثل كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، بحسب ما رشح من معلومات. كما رفضت المشاركة فصائل سرايا السلام التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقالت هيئة الحشد الشعبي في بيان، إن "الاستعراض أقيم برعاية وحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بمناسبة ذكرى تأسيس الحشد الشعبي السنوية السابعة، وذكرى بدء عمليات التحرير الكبرى ضد تنظيم داعش".
وجاء هذا الاستعراض الأول من نوعه، عقب تصريحات وزير الدفاع العراقي في معرض تعليقه على انتشار الفصائل المسلحة في المنطقة الخضراء، على خلفية اعتقال مصلح، التي أكد فيها أن أسلحة الفصائل المسلحة لا تخيف الدولة والمؤسسة العسكرية.
وقال الوزير العراقي آنذاك، إن "القائد العام للقوات المسلحة دائما ما يشدد على ضرورة الاحتواء وعدم إراقة الدماء، لكن البعض يفسر سكوت الدولة خوفا، إلا أن تغليب مصلحة البلد هو الأَولى، كون الموضوع يصبح خطيرا في حالة حدوث قتال ما بين القوات المسلحة التابعة للدولة والحشد الشعبي التابع للدولة أيضا".
ورفض الوزير جمعة في المقابل "استخدام ثقافة لي الأذرع، لاسيما أن الفصائل المسلحة لا تستطيع إخافة دولة أو جيش".
وشكلت رغبة الحشد الشعبي باستعراض الطائرات المسيرة والصواريخ وبعض الأسلحة الأخرى، قلقا لدى إيران، بسبب انكشاف وضع أسلحة تلك الفصائل، وهو ما أجل الاستعراض لأكثر من مرة، بحسب ما ورد في تقارير إعلامية سابقة.
وتأسس الحشد الشعبي في 13 يونيو 2014، بعد فتوى للسيستاني لحمل السلاح ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي بعد تمكنه من اجتياح ثلث مساحة العراق في العام ذاته.
وحارب الحشد، المكون من فصائل شيعية في الغالب، إلى جانب القوات العراقية الأخرى ضد التنظيم لغاية استعادة العراق كامل أراضيه عام 2017.
وواجه الحشد اتهامات متكررة بالمسؤولية عن انتهاكات واسعة بحق السُنة من قبيل عمليات الإعدام الميدانية والتعذيب وسوء المعاملة. إلا أن قادته ينفون ارتكاب أي انتهاكات ممنهجة.