رسائل أميركية متضاربة بشأن الجولان السوري تربك إسرائيل

وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يؤكد أن مرتفعات الجولان السورية ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية حتى لو تم سحب الاعتراف الأميركي.
السبت 2021/06/26
هوية معلقة

دمشق – عادت قضية مرتفعات الجولان السوري المحتل إلى الواجهة، بعد أنباء عن توجه الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن إلى سحب الاعتراف الأميركي بإسرائيليتها.

ومنذ تسلم مهامها في يناير الماضي اتسم تعاطي الإدارة الأميركية الحالية مع هذا الملف بالضبابية وعدم الوضوح، حيث يتجنب المسؤولون الأميركيون إبداء أي موقف حاسم حيالها مقتصرين على ترديد عبارة أن هذه المرتفعات مهمة في الوقت الحالي لأمن إسرائيل.

وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف الجمعة إن مرتفعات الجولان السورية ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية حتى لو تم سحب الاعتراف الأميركي.

مايك بومبيو: إعادة هذه الأراضي إلى سوريا تتعارض مع أمن إسرائيل
مايك بومبيو: إعادة هذه الأراضي إلى سوريا تتعارض مع أمن إسرائيل

وأوضح بارليف لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية “هضبة الجولان لن تكون أقل إسرائيلية إذا تم سحب الاعتراف الأميركي بها”.

وفي ذات السياق، نقلت القناة الإسرائيلية “13” عن مسؤول سياسي إسرائيلي، لم تكشف عن اسمه قوله “القضية لم تطرح بالحوار مع الأميركيين، وسيبقى الجولان تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد”.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد اعترف في مارس من العام 2019 بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في خطوة رفضها المجتمع الدولي.

واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان في العام 1967، قبل أن تعلن ضمها في العام 1981 في خطوة قوبلت برفض المجتمع الدولي.

وجاء موقف بارليف ردا على تقرير نشره موقع “واشنطن فري بيكون” الإخباري الأميركي الخميس، قال إن إدارة الرئيس الأميركي بايدن تدرس سحب هذا الاعتراف الأميركي.

وأوضح التقرير “تتراجع إدارة بايدن عن اعتراف الولايات المتحدة التاريخي بالسيادة الإسرائيلية على منطقة مرتفعات الجولان المتنازع عليها على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، وهي ضربة كبيرة للدولة اليهودية”.

وأضاف “أثار وزير الخارجية أنتوني بلينكن أسئلة حول وجهة نظر إدارة بايدن بشأن هذه المسألة في فبراير عندما لم يقل ما إذا كانت وزارة الخارجية ستستمر في الالتزام بقرار الإدارة السابقة، ففي ذلك الوقت، كان بلينكن يقول فقط إن مرتفعات الجولان (لا تزال ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل)، لكن وضعها الرسمي لا يزال غير واضح”.

وتابع الموقع الأميركي “بعد أن ألحّ ‘واشنطن فري بيكون’ على هذه القضية، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن المنطقة لا تنتمي لأحد وأن السيطرة يمكن أن تتغير بالاعتماد على ديناميكيات المنطقة المتغيرة باستمرار”.

Thumbnail

ونقل الموقع عن المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الذي لم تنشر اسمه قوله “لقد كان الوزير بلينكن واضحا، من الناحية العملية، فإن الجولان مهم جدا لأمن إسرائيل”.

وأضاف “طالما بقي بشار الأسد في السلطة في سوريا، وطالما أن إيران موجودة في سوريا، فإن الجماعات المسلحة المدعومة من إيران ونظام الأسد، تشكل تهديدا أمنيا كبيرا لإسرائيل، ومن الناحية العملية تظل السيطرة على الجولان ذات أهمية حقيقية لأمن إسرائيل”.

وردا على ذلك قال وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، الذي لعب دورا محوريا في صياغة قرار إدارة ترامب بشأن مرتفعات الجولان والدفع باتجاه تفعيله، للموقع الأميركي “الإدارة الحالية تعرض أمن إسرائيل للخطر في وقت يواصل فيه المسلحون المدعومون من إيران التخطيط لهجمات على مدن شمال البلاد”.

وأضاف بومبيو “مرتفعات الجولان ليست محتلة من قبل إسرائيل، فهي جزء منها، للإسرائيليين الحق فيها كأرض ذات سيادة”. وتابع الوزير السابق “إن اقتراح إعادة هذه الأراضي إلى سوريا، حتى لو كان مشروطا بتغييرات في النظام السوري، يتعارض مع الأمن الإسرائيلي والقانون الدولي”.

وسبق أن قام بومبيو بزيارة إلى المنطقة هي الأولى لمسؤول أميركي بعد أشهر من خطوة الاعتراف الأميركي بها كأرض إسرائيلية.

2