الاتحاد الأوروبي لأردوغان: نرفض حل إقامة دولتين في قبرص

رئيسة المفوضية الأوروبية: سنراقب عن كثب زيارته لقبرص في 20 يوليو.
الجمعة 2021/06/25
حلّ الدولتين تكريس لمطامع تركيا

بروكسل – حذر الاتحاد الأوروبي الجمعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنه يرفض أي حل قائم على إقامة دولتين في قبرص.

ويأتي التحذير الأوروبي قبل زيارة مرتقبة لأردوغان في 20 يوليو القادم لشمال جزيرة قبرص، بمناسبة التدخل التركي العسكري في 1974.

ولا يروق وضع الجزيرة الحالي للرئيس التركي الذي يدعو إلى التفاوض من أجل حل الأزمة القبرصية على أساس دولتين، فيما يتمسك القبارصة اليونانيون بالحل على أساس نظام الفيدرالية.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بعد قمة أوروبية في بروكسل، "لن نوافق مطلقا على حل الدولتين. لقد قلت هذا للرئيس أردوغان خلال آخر محادثة هاتفية أجريناها، وسنراقب عن كثب زيارته لقبرص".

وسبق أن عبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن الموقف نفسه.

وقالت فون دير لاين "لقد تحسنت العلاقة مع تركيا. لقد شهدنا فترة تهدئة، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في قبرص، وهذا أمر مخيب للآمال".

ودعا القادة الأوروبيون الرئيس التركي إلى إزالة آخر العقبات أمام عودة العلاقات إلى ما كانت عليه بعد عام من التوترات الشديدة.

وقالوا في النتائج التي تم تبنيها مساء الخميس في قمتهم الأخيرة قبل عطلة الصيف، إن "سيادة القانون والحقوق الأساسية في تركيا لا تزال مصدر قلق كبير".

وأصروا على تمسكهم "بتسوية شاملة لمشكلة قبرص على أساس فيدرالية بين المجموعتين مع حقوق سياسية متساوية، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

وأعادت القوات التركية فتح منطقة فاروشا جزئيا في 8 أكتوبر الماضي، ما أثار انتقادات دولية. وفاروشا التي كانت توصف بأنها "جوهرة المتوسط"، ظلت مقفرة ومحاطة بأسلاك شائكة منذ غزو تركيا شمالي جزيرة قبرص عام 1974.

ويُنظر إلى فاروشا باعتبارها ورقة مساومة في المواجهة المستمرة منذ عقود بين الشمال الخاضع للسيطرة التركية والجنوب الذي تسيطر عليه اليونان، حيث طالب الأخير بعودته إلى سكانه الأصليين، القبارصة اليونانيين.

وزار أردوغان "جمهورية" شمال قبرص غير المعترف بها دوليا  نوفمبر الماضي، وهو ما أثار غضب القبارصة واستياءهم، لما يجدون فيه من تكريس لحالة الانقسام في الجزيرة، ومساهمة من تركيا في زيادة الشرخ بين القبارصة الأتراك واليونانيين.

ويصر أردوغان، الذي يرى في قبرص قطعة مهمة ضمن استراتيجيته لتوسيع حدوده البحرية، على مواصلة دور الوصاية على مدينة فاروشا التي تشكل رمزا لتقسيم الجزيرة المتوسطية.

وقُسمت الجزيرة المتوسطية إثر غزو تركيا الثلث الشمالي منها واحتلاله في عام 1974، كرد فعل على انقلاب قام به قوميون من القبارصة اليونانيين أرادوا إلحاقها باليونان. وتوقفت المفاوضات بشأن إعادة توحيد الجزيرة منذ عام 2017.

وعبّرت أنقرة الجمعة عن خيبة أملها إزاء القمة الأوروبية. وأكدت وزارة الخارجية التركية في بيان أن "نتائجها المتعلقة بتركيا بعيدة كل البعد عن الإجراءات المتوقعة والضرورية".

وتدهورت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشكل حاد منذ عام 2016، ولاسيما بسبب القمع القاسي الذي شنه أردوغان على أي شكل من أشكال الاحتجاج بعد محاولة الانقلاب في تركيا.

وأدت مهام التنقيب عن الغاز التي نفذتها أنقرة في المياه اليونانية والقبرصية بشرق البحر المتوسط ووجود الجنود الأتراك في ليبيا والتقارب بين تركيا وروسيا، إلى تفاقم هذه التوترات.

وترى تركيا في جارتها قبرص قطعة مهمة ضمن استراتيجيتها لتوسيع حدودها البحرية، وتبدو عين تركيا مصوّبة دوما نحو ثروات الجزيرة الطبيعية، فيما يعتقد خبراء بوجود احتياطيات من الغاز الطبيعي قبالة قبرص تقدر بنحو227 مليار متر مكعب.