تعامل الوالدين مع صعوبات النوم بهدوء يساعد الأطفال على الشعور بالراحة

برلين – يؤكد خبراء التربية أنه كلما تعامل الوالدان مع صعوبات النوم بهدوء، تمكّنا من مساعدة طفلهما على الشعور بالهدوء والراحة، ومن ثم الخلود إلى النوم، ما يتيح للوالدين إمكانية أن ينعما بقسط من الراحة.
وتُعد صعوبات النوم من الظواهر الشائعة لدى الأطفال في مراحلهم العمرية المختلفة. وتتنوع أسباب هذه الصعوبات بين العضوية والنفسية، مثل مشكلات الهضم والخلافات الأسرية. ويمكن للوالدين مواجهة هذه الصعوبات من خلال اتخاذ بعض التدابير، التي من شأنها مساعدة الطفل على الخلود إلى النوم، ومن ثم يمكنهما هما أيضا أخذ نصيبهما من الهدوء والراحة.
وقالت خبيرة التربية الألمانية دانا أوربان، إنه في الغالب لا يكون لدى الوالدين فكرة واضحة عن عدد ساعات النوم، التي يحتاج إليها طفلهما، موضحة أن الاحتياج اليومي من النوم يتعلق بعمر الطفل؛ إذ يحتاج حديثو الولادة إلى 16 – 18 ساعة نوم.
وأوضحت أوربان، أن القيام ببعض الطقوس اليومية قبل الخلود إلى النوم تساعد أيضا الكثير من الأطفال على الهدوء والتغلب على صعوبات النوم ليلا، مثل تنظيف الأسنان أو قراءة قصة أو الغناء أو احتضان الطفل قبل النوم؛ حيث تُهيّئ هذه الطقوس الطفل للخلود إلى النوم بشكل إيجابي.
صعوبات النوم لدى الأطفال الأكبر سنا قد ترجع إلى أسباب نفسية أيضا؛ منها البسيط كتغيير المدرسة مثلا، ومنها الخطر كالتوتر النفسي بسبب الخلافات الأسرية أو الضغط الدراسي
بينما يحتاج الأطفال، الذين يبلغون سنة واحدة من العمر، 12 – 15 ساعة نوم. وحتى بلوغ الرابعة من العمر يحتاج الأطفال إلى نحو 12 ساعة نوم. ولا تعدو هذه المعدلات كونها مجرد قيم تقريبية؛ إذ يختلف عدد ساعات النوم من طفل إلى آخر.
وأشارت الخبيرة التربوية إلى أن أسباب صعوبات النوم قد تكون نفسية لدى الأطفال الأصغر أيضا، مثل الشجار مع الوالدين. وهنا ينبغي على الوالدين مصالحة الطفل قبل الذهاب إلى الفراش ليلا. وإذا استيقظ الطفل من النوم ليلا بسبب الكوابيس، فينبغي على الوالدين أخذ مخاوف الطفل على محمل الجدّ، ومحاولة تهدئته من خلال النزول إلى مستوى تفكيره، على سبيل المثال من خلال محاولة طرد الشبح الكامن أسفل السرير مثلا، الذي يُخيفه ويسلب النوم من عينه.
وبشكل عام، يمكن للوالدين محاربة صعوبات النوم لدى طفلهما من خلال بعض التغييرات البسيطة في الحياة اليومية؛ فينبغي مثلا أن يمارس الطفل بعض الأنشطة لاستنفاد قواه على مدار اليوم، مع الحفاظ على الهدوء ليلا. كما ينبغي أيضا مراعاة انتظام إيقاع النوم والاستيقاظ؛ فمن الأفضل أن يخلد الطفل إلى النوم في الوقت نفسه كل ليلة.
وأكد هولغر زيمونتسينت اختصاصي علم نفس الأطفال الألماني، أن صعوبات النوم لدى الأطفال الأكبر سنا قد ترجع إلى أسباب نفسية أيضا؛ منها البسيط كتغيير المدرسة مثلا، ومنها الخطر كالتوتر النفسي بسبب الخلافات الأسرية أو الضغط الدراسي أو مرض أحد الوالدين مثلا، وفي هذه الحالة ينبغي على الوالدين استشارة اختصاصي نفسي.
من جانبه، أفاد طبيب الأطفال الألماني تورستن شبرانغر، بأن صعوبات النوم لدى الرضّع تعد طبيعية؛ إذ لم يتعلم حديثو الولادة بعد تهدئة أنفسهم والنعاس بأنفسهم عند الاستيقاظ ليلا. ولكن ينبغي استشارة طبيب الأطفال في حال حدوث متاعب أخرى، مثل تنفس الطفل بصوت عال، والذي قد ينذر بإصابته بأحد أمراض المسالك التنفسية، كما قد ترجع صعوبات النوم لدى الأطفال إلى مشكلات الهضم.
وأضاف شبرانغر عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين، أن صعوبات النوم لدى الأطفال تستمر في الكثير من الأحيان حتى سن رياض الأطفال أو المدرسة، وهنا ينبغي استبعاد الأسباب العضوية.