تونسيون يتخوفون من تلقي لقاح سينوفارم خشية القيود الأوروبية

الاتحاد الأوروبي يستقبل فقط من تلقى اللقاحات المعتمدة من وكالة الأدوية الأوروبية وسينوفارم الصيني ليس من بينها.
الجمعة 2021/06/25
لقاح بشرط أن يكون معتمدا في أوروبا

تونس – اصطدمت جهود السلطات التونسية للتطعيم ضدّ كوفيد - 19 التي تسير ببطء شديد، بمشكلة ثانية تتمثّل في رفض تونسيين تلقي التطعيم بلقاح سينوفارم الصيني، بعد رفض آخرين لقاح أسترازينيكا البريطاني.

وقال مدير الصحة الوقائية في ولاية أريانة (شمال شرق) رضا بوهالي في تصريحات محليّة، إنّ العديد من المواطنين في مراكز التلقيح بالولاية رفضوا تلقي التطعيم بلقاح سينوفارم الصيني.

وأوضح أنّه من جملة 800 جرعة مبرمجة ليوم الخميس لم يتم استخدام سوى 380 جرعة، بسبب رفض العديد من المواطنين تلقي اللقاح على اعتبار أنّه غير معتمد في أوروبا، مما قد يعيق سفرهم إلى هناك، حسب تبريراتهم.

وأشار إلى أنّ سينوفارم لقاح أثبت فعاليته، وهو معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية، داعيا المواطنين إلى منح الأولوية لصحتهم قبل السفر أو لأي اعتبارات أخرى، لما يوفره التلقيح من حماية من الأعراض الخطيرة لفايروس كورونا في حال الإصابة به.

وفي وقت سابق، رفض الكثير من المواطنين تلقي لقاح أسترازينيكا،  لما راج من أخبار بخصوص ما قد يسبّبه من مضاعفات خطيرة.

وجاءت مخاوف التونسيين من عدم قدرتهم على السفر إلى دول أوروبا، بعد أن اعتمد الاتحاد الأوروبي لقاحات دون أخرى، وأقر اعتماد جواز سفر اللقاحات، مما يعني أنه لن يسمح للمواطنين الذين لا يستوفون الشروط الأوروبية بدخول دول الاتحاد.

ووافق البرلمان الأوروبي في العاشر من يونيو الجاري على تبني وثائق سفر خاصة بتلقي لقاح كورونا، من شأنها السماح بالسفر داخل الكتلة الأوروبية دون الخضوع للحجر الصحي، لكنه لن يستقبل إلا من تلقى اللقاحات المعتمدة من وكالة الأدوية الأوروبية، وهي لقاح "أسترازينيكا - أكسفورد" البريطاني، بالإضافة إلى اللقاحات الثلاثة المستخدمة في الولايات المتحدة وهي موديرنا وفايزر – بيونتك وجونسون آند جونسون.

وفي الوقت الحالي، لا يستطيع الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم اختيار نوعية اللقاحات التي يحصلون عليها، ما يبقي مخاوف عدم القدرة على السفر قائمة.

وتشهد تونس ارتفاعا في إصابات كورونا جراء التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، في حين تسجل نسبة إقبال ضعيفة على تلقي اللقاح.

وانطلقت في تونس يوم 13 مارس الماضي عملية التلقيح، وكشف استطلاع أجرته وزارة الصحة عن رفض 59 في المئة من التونسيين أخذ اللقاح ضد فايروس كورونا.

وبعد نجاحها العام الماضي في السيطرة على الموجة الأولى من الفايروس، تكابد تونس لمواجهة ارتفاع جديد في الإصابات، إذ سجلت البلاد عموما نحو 387 ألف إصابة بفايروس كورونا وحوالي 14233 وفاة.

وسجلت تونس إجمالا حتى مساء الخميس 395 ألفا و362 إصابة بفايروس كورونا، منها 14 ألفا و406 وفيات، و342 ألفا و598 حالة تعاف، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 11 مليون و700 ألف نسمة.

وكان عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا أمان الله المسعدي، حذر من تفاقم الوضع الوبائي في البلاد، قائلا إنه أصبح كارثيا.

ودخلت تونس الموجة الرابعة من الوباء، بعد تفشي الفايروس بولاية القيروان التي أطلقت قبل أيام نداءات استغاثة، لمطالبة الجيش بتطبيق الإجراءات الاحترازية، بعد أن أظهرت الإحصاءات أن نسبة الفحوص الإيجابية بلغت 50 في المئة.

ويحذر خبراء من أن تونس في طريقها إلى كارثة صحية، في حال استمر نسق العدوى وتلقي التطعيم على ما هو عليه.

والجمعة أعلنت وزارة الصحة التونسية عن تلقيها كميّة جديدة من لقاح فايزر- بيونتيك تقدّر بـ67848 جرعة، وكمية من لقاح سبوتنيك الروسي تقدر بـ25000 جرعة.

وجددت دعوتها لكلّ الراغبين في تلقي اللقاح المضاد لفايروس كورونا إلى التسجيل على المنظومة المخصصة للتلاقيح.