الأردن يبحث عن متنفس لدى كردستان العراق المأزوم

الملك عبدالله الثاني طالب "بضرورة تضافر الجهود في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
الجمعة 2021/06/25
زيارة تحمل أكثر من دلالة من حيث توقيتها

عمان - تقول أوساط سياسية أردنية إن زيارة رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى الأردن تندرج في سياق العلاقات القوية والتاريخية بين الجانبين، فضلا عن القواسم المشتركة بينهما حيث أن كليهما يعاني ظروفا صعبة جراء الأزمات المحيطة التي انعكست بشكل كبير على وضعهما الداخلي.

وتضيف الأوساط أن الأردن يتطلع من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين والذي لا يرتقي حتى الآن إلى مستوى العلاقات الثنائية، لكن الأوضاع العامة لا تبدو أنها تصب في صالح هذه التطلعات لاسيما وأن الإقليم نفسه يعاني من أزمة اقتصادية خانقة في غياب التوافق مع الحكومة المركزية رغم الحديث عن انفراجة على ضوء إقرار الموازنة العامة.

وتشير هذه الأوساط إلى أنه لا يمكن قراءة توقيت الزيارة بمعزل أيضا عن زيارة مرتقبة مطلع الشهر المقبل، للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن حيث من المنتظر أن يعقد لقاء قمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

ويراهن الأردن على هذه القمة لاستعادة نسق دبلوماسيته في المنطقة التي تضررت كثيرا في السنوات الأخيرة بفعل المتغيرات الإقليمية، إلى جانب فتور علاقته بساكن البيت الأبيض السابق الرئيس دونالد ترامب.

فلاح مصطفى: زيارة رئيس إقليم كردستان إلى الأردن مهمة من حيث توقيتها

ووصف مستشار رئيس إقليم كردستان، فلاح مصطفى، زيارة بارزاني بالمهمة، لأن للمملكة مكانة قوية في المنطقة بالنسبة إلى الولايات المتحدة التي سيزورها العاهل الأردني قريباً.

ويقوم بارزاني منذ الأربعاء بزيارة غير محددة المدة إلى عمان التقى خلالها بالملك عبدالله الثاني، حيث “استعرض الجانبان العلاقات الثنائية، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات”.

وتناول الطرفان، وفق بيان للديوان الملكي، آخر المستجدات على الساحة العراقية وفي المنطقة، وطالب الملك عبدالله الثاني، “بضرورة تضافر الجهود في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

وجرى خلال اللقاء بحث تداعيات جائحة كورونا، خصوصا الاقتصادية منها. من جهته، أعرب بارزاني عن تقديره لدور الأردن في دعمه المستمر للإقليم. وأكد، وفق البيان الملكي الأردني، استعداده، لتطوير وتوسيع آفاق التعاون مع الأردن في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.

ويرتبط إقليم كردستان بعلاقة وثيقة مع الأردن الذي كان أول من افتتح قنصلية له في كردستان العراق، وكان شريكا في إسناد الإقليم ودعمه في الحرب على تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وتعود العلاقات بين قادة الإقليم إلى عهد الملك الراحل الحسين بن طلال وقد شهدت تطورا خلال عهد الملك عبدالله الثاني الذي كان استقبل الرئيس السابق لكردستان العراق مسعود بارزاني ست مرات.

ويرى محللون أن زيارة نيجيرفان بارزاني قد تشكل دفعة جديدة للعلاقات الثنائية لاسيما على المستوى الاقتصادي، حيث أن الطرفين أعربا عن وجود إرادة لتحقيق هذا الهدف، وإن كانت هناك عوائق كثيرة تحول دون ذلك.

ويعاني إقليم كردستان من وضع اقتصادي صعب نتيجة الفساد والترهل الإداري وغياب التوافق مع الحكومة المركزية في بغداد، وفاقم تفشي وباء كورونا من الوضع الذي انعكس غضبا في الشارع من خلال الاحتجاجات التي شهدتها عدة مناطق كردية.

والوضع ذاته ينسحب على الأردن حيث تواجه المملكة منذ سنوات صعوبات اقتصادية نتيجة عيوب هيكلية، وأخرى في علاقة بتراجع أولويات الدول الداعمة، وازداد الوضع تعقيدا مع جائحة كورونا، والتي أدت إلى شلل في اقتصاد المملكة وأحالت مئات الآلاف على البطالة، وهو ما أثر على تماسك النسيج المجتمعي الأردني، وأزاح حاجز الخوف حيث رفعت شعارات غير معهودة مؤخرا تطال الملك عبدالله نفسه.

2