غسان مسعود يواصل انتقامه في الجزء الثاني من "مقابلة مع السيد آدم"

المسلسل يسرد قصة الطبيب الشرعي آدم عبدالحق الذي يتعرّض لمظلمة تحوّله من ضحية إلى قاتل.
الجمعة 2021/06/25
جزء ثان يعد بالمزيد من التشويق والإثارة

دمشق - دارت عدسة المخرج فادي سليم أخيرا لاستكمال تصوير أحداث الموسم الثاني من المسلسل السوري "مقابلة مع السيد آدم"، وهو العمل الذي ألفه بالشراكة مع فادي كيوان وأنتجته شركة "فونيكس غروب".

وكان المخرج قد توقّف عن تصوير العمل قبل شهر رمضان الماضي، وكان من المقرّر أن يتم عرض العمل آنذاك، لكن سليم أوضح أن سببا إنسانيا منعه من استكمال التصوير في ذلك الوقت.

وعرض الجزء الأول من المسلسل البوليسي المشوّق في موسم رمضان 2020 على قناة أبوظبي، وهو من بطولة غسان مسعود ومحمد الأحمد ولجين إسماعيل ورنا شميس وجيانا عيد وكارمن لبس وضحى الدبس ويارا قاسم والممثلة المصرية منة فضالي.

في حين يأتي الموسم الثاني من بطولة كل من الفنانين غسان مسعود ومحمد الأحمد ورنا شميس وعبدالمنعم عمايري الذي سيؤدّي في المسلسل دور شخصية جديدة تظهر مع تطوّر أحداث الجزء الجديد، فيما سيحلّ الفنان يزن خليل بديلا عن لجين إسماعيل وترف التقي بديلة عن يارا قاسم وفاديا خطاب بديلة عن ضحى الدبس، وستكون قصة هذا الجزء استمرارا للأحداث التي عرضت في الجزء السابق.

ودارت أحداث الجزء الأول من المسلسل حول خبير في الطب الجنائي يتعرّض لظروف قاسية تجعله يتحوّل من ضحية إلى قاتل انتقاما لابنته التي توفيت بعدما خطفتها عصابة، لتبدأ بعدها رحلة الانتقام ضمن إطار بوليسي مشوّق.

وجسّد الفنان غسان مسعود شخصية “الدكتور آدم”، وهو أحد الأطباء الشرعيين، ويعمل أستاذا ومحاضرا في إحدى الجامعات، ويعتبر إنسانا مبدئيا ومثاليا، وذا كاريزما فريدة من نوعها. يُطلق هذا الطبيب صرخة مفاجأة بعد الحدث المفصلي الذي أصاب حياته وقلبها رأسا على عقب وأدّى إلى تغيّر جذري في شكل شخصيته وطباعها.

وهذا الحدث هو مقتل ابنته حياة، وهي طفلة مصابة بمتلازمة داون، وذلك بعد أن اختُطفت على يد عصابة كان هدفها ابتزازه وإجباره على تزوير أحد تقارير الطب الشرعي التي أوردها إلى جهات التحقيق في قضية مقتل فتاة مصرية، إذ أنّ تقرير الدكتور آدم كان كفيلا بكشف تورّط العصابة في قضية القتل تلك.

وبعد أن رضخ الدكتور آدم لطلب الخاطفين وسكت على مسألة طلب العصابة استبدال التقرير وتزويره تقريرا آخر، وبعد أن أعاد إليه الخاطفون ابنته، استيقظ صباحا فوجدها جثّة هامدة، واكتشف أن عملية الاختطاف كانت هي السبب الرئيسي في موتها. وذلك بسبب أخطاء ارتكبها الخاطفون في كيفية إعطائها الأدوية التي كانت تتناولها جرّاء إصابتها بمتلازمة داون.

ومن هناك قرّر السكوت على خبر موتها خوفا من أن تعرف العصابة فيُصيبها الخوف من ردّة فعله، فتُلْحِق الأذى بعائلته، ثمّ رتّب مراسم دفنها، ودفنها بيديه في مكان مخفيّ عن عيون الجميع.

وفي ظل انتفاء الأدلّة التي تربط بين مقتلها وقضية التقرير، وفقدانه الثقة بقدرة القانون على إنصافه وجلب حقّه قرّر الانتقام لابنته، فبدأ في تتبّع الآثار التي تقوده إلى العصابة الخاطفة، وارتكب بعدها سلسلة من الجرائم المنظّمة مستعينا بخبرته كطبيب شرعي، إذ أنه بعد كلّ جريمة قتل يرتكبها في حقّ فرد من أفراد العصابة كان يرسل تفاصيل الجريمة إلى جهات التحقيق، معرّفا نفسه بـ”فاوست” أو الرجل الذي يعاقب المجرمين الذين باعوا أرواحهم للشيطان.

وفاوست اسم مأخوذ من حكاية شعبية ألمانية، وقد جاء هذا الاسم ليرمز إلى التحوّل العميق والجذري الذي أصاب آدم وجعله ينتقل من إنسان مثالي إلى إنسان يتعاقد مع الشيطان، فيرتكب جرائم متسلسلة من أجل الانتقام ممّن قتلوا ابنته البريئة، فيكون الجزاء من جنس العمل.

وحفلت أسماء الشخصيات في العمل بالترميزات الحاملة لمعانٍ ودلالات واضحة، فـ”آدم عبدالحق”، وهو اسم الشخصية الرئيسية، جاء ليرمز إلى ابن آدم الساعي إلى استرداد حقّ ابنته كلفه ذلك ما كلّفه.

في حين جاء اسم “حياة”، وهو اسم ابنة آدم التي قتلتها العصابة، معبّرا عن الحياة المغتصبة لصبية بريئة وعليلة، وفي إشارة أيضا إلى حياة آدم نفسه التي تعرّضت للقتل أكثر من مرّة؛ فمن قتلوا ابنته قتلوا فيه حياته مرّتين، مرّة عندما قتلوا ضميره الأخلاقي وأجبروه على السكوت على مسألة تزوير التقرير لينقذ حياتها، ومرّة أخرى عندما وجد أن التضحية بضميره الأخلاقي لم تنقذها، وكان شاهدا على موتها بين يديه.

هكذا وجد الطبيب الشرعي نفسه متورّطا في التدخّل دون إرادة منه في أعمال عصابة تريد إخفاء جريمة قتل، وينتج عن هذا التدخل أن يفقد ابنته الصغيرة، ليقوم بتوظيف كل خبرته لملاحقة الفاعلين وكشفهم ومن ثمة قتلهم بدم بارد، في حين يعيقه تدخل المحقّق الشاب “ورد” (محمد الأحمد) الذي يسعى لكشف ملابسات الجريمة الأساسية، وتتشابك خطوط الصراع في إطار درامي مشوّق.

ومن هناك تمكن العمل من تقديم حبكة معقدة غير بسيطة تتفرّع إلى مسارات تبتعد في بداية المسلسل وتعود لتقترب، الأمر الذي يجعل المشاهد ينتظر مع نهاية كل حلقة من حلقاته الثلاث والثلاثين إجابة عن العشرات من علامات الاستفهام التي أثارتها الأحداث، وعلى رأسها من قتل الفتاة المصرية “نور”؟

وانتهى الموسم الأول من المسلسل دون أن يُجيب عن هذه الأسئلة، الأمر الذي سرّع بإنجاز جزء ثان منه من المزمع عرضه في الموسم الشتوي القادم، بعد عدم تمكّن مخرجه من إنهاء تصويره ليكون جاهزا للعرض في الموسم الرمضاني الماضي.

وحقّق “مقابلة مع السيد آدم” في موسمه الأول نجاحات كبيرة ونسب مشاهدة عالية، لكونه يدخل عالم الطب الشرعي والغموض في آن واحد، ممّا جعله محط أنظار الجمهور العربي.

16