نهائي مبكر بين الترجي والأهلي في أبطال أفريقيا

تتصاعد آمال الكرة العربية وطموحاتها للاحتفاظ بلقب دوري الأبطال للموسم الخامس على التوالي خصوصا بعد تأهل ثلاثة من ممثليها للمربع الذهبي للمسابقة القارية. ويلتقي الترجي التونسي مع ضيفه الأهلي المصري في ديربي عربي من العيار الثقيل، فيما يواجه الوداد البيضاوي المغربي ضيفه كايزر تشيفز الجنوب أفريقي في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال السبت.
تونس – يشهد الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا السبت مواجهة أشبه بالنهائي بين الأهلي المصري حامل اللقب ومضيفه ذهابا الترجي التونسي البطل السابق في “كلاسيكو” شمال القارة على ملعب “حمادي العقربي” برادس، في حين يأمل الوداد البيضاوي المغربي في تكرار التفوق على ضيفه كايزر تشيفز الجنوب أفريقي قبل الإياب بينهما الأسبوع المقبل في جوهانسبرغ.
وتعد مواجهة الترجي والأهلي بمثابة نهائي مبكر للبطولة، لاسيما وأن الفريقين سبق أن التقيا في الدور النهائي في نسختي المسابقة عامي 2012 و2018، حيث حسم الفريق المصري النهائي الأول لصالحه، قبل أن يفوز نظيره التونسي بالنهائي الآخر.
ويعول الترجي على عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتيجة إيجابية في لقاء الذهاب، وذلك بعد موافقة السلطات التونسية على حضور خمسة آلاف متفرج للمباراة التي تجرى على ملعب رادس.
سجل جيد
يمتلك الترجي الملقب بـ”شيخ الأندية التونسية” والذي توج باللقب 4 مرات، سجلا جيدا في مبارياته الخمس التي خاضها على ملعبه طوال مشواره بالنسخة الحالية للبطولة، بعدما حقق أربعة انتصارات وتعادلا وحيدا، ويأمل محبوه في مواصلة الانتصارات أمام الأهلي.
وبعد فوزه بركلات الترجيح على شباب بلوزداد الجزائري في دور الثمانية، انتعشت آمال الترجي في استعادة اللقب الأفريقي الذي غاب عن خزائنه في العام الماضي، غير أن مهمته لن تكون سهلة أمام الأهلي (حامل اللقب).
وسيكون الأهلي هو المنافس المصري الثاني الذي يواجه الترجي في النسخة الحالية للمسابقة بعد الزمالك، الذي تمكن الفريق التونسي من الفوز عليه في مباراتي الفريقين بتونس والقاهرة في مرحلة المجموعات.
ويفتقد الترجي خدمات نجمه طه ياسين الخنيسي، الذي عاقبه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بالإيقاف لمدة عام لثبوت تناوله مواد محظورة خلال لقاء الفريق مع مولودية الجزائر في دور المجموعات بالبطولة، وهو ما يشكل ضربة قوية لهجوم الفريق.
وفي المقابل، يتطلع الأهلي إلى مواصلة نتائجه المرضية خارج ملعبه في البطولة، ففي لقاءاته الخمسة التي خاضها بعيدا عن قواعده حقق الفريق الأحمر فوزين وتعادلين وتلقى خسارة وحيدة.
ولن يكون ملعب رادس بالغريب على الأهلي، الذي خاض على أرضه العديد من المواجهات أمام الأندية التونسية في مختلف البطولات القارية، من بينها ثمانية لقاءات مع الترجي، وشهدت فوزه في 4 مباريات، كان آخرها في مرحلة المجموعات عام 2018، وخسارته في مثلها.
كما سبق لـ”نادي القرن في أفريقيا” أن توج على ملعب رادس بدوري الأبطال عامي 2006 و2012 على حساب الصفاقسي والترجي على الترتيب.
ويخوض الأهلي المباراة منتشيا بتتويجه بكأس السوبر الأفريقي عقب فوزه 2-0 على نهضة بركان المغربي بالعاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، وهو ما منحه دفعة قوية لمواصلة حملة دفاعه عن لقب دوري الأبطال وتعزيز رقمه القياسي كأكثر الفرق تتويجا بالبطولة برصيد تسعة ألقاب.
وأنعش الأهلي حظوظه في الاحتفاظ باللقب بعدما أطاح بفريق ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، أحد أقوى المرشحين للفوز بالبطولة، في دور الثمانية للنسخة الثانية على التوالي، بعدما تغلب عليه 2-0 ذهابا والتعادل معه 1-1 في الإياب، ليواصل الثأر من خسارته 1-5 أمام نفس المنافس بالدور ذاته عام 2019.
وبصفة عامة، التقى الأهلي مع الترجي في 20 مباراة بمختلف المسابقات الأفريقية، كانت الغلبة فيها للفريق المصري الذي حقق 8 انتصارات مقابل فوز الترجي في 4 مباريات، فيما خيم التعادل على 8 لقاءات.
مواجهة صعبة

يخوض الوداد البيضاوي مواجهة ليست بالسهلة مع كايزر تشيفز في لقاء مكرر بينهما، بعدما سبق أن التقيا في مرحلة المجموعات بالنسخة الحالية للمسابقة.
وحقق الوداد انتصارا كبيرا 4-0 على كايزر تشيفز في المباراة الأولى، لكن الفريق الجنوب أفريقي فاز 1-0 في اللقاء الآخر، الذي جرى بمدينة جوهانسبرغ قبل أن يتأهلا معا للأدوار الإقصائية في المسابقة، بعد تصدر الوداد ترتيب المجموعة الثالثة، فيما حل كايزر وصيفا.
وأثار الوداد، الذي يقوده المدرب التونسي المخضرم فوزي البنزرتي، قلق جماهيره بعدما تعادل سلبيا في آخر مبارياته بدوري المحترفين المغربي مع ضيفه نهضة الزمامرة (متذيل الترتيب) الأربعاء، في البروفة الأخيرة له قبل مواجهته القارية المرتقبة.
ورغم ذلك، تشعر الجماهير المغربية بقدر لا بأس به من التفاؤل في قدرة الوداد على عبور عقبة كايزر تشيفز، خاصة في ظل مشوار الفريق المميز بالبطولة هذا الموسم.
ويعول البنزرتي على كثافة هجومية بوجود محمد أوناجم والهداف أيوب الكعبي والجناح الليبي مؤيد اللافي والتنزاني سيمون مسوفا من أجل تحقيق نتيجة مريحة قبل لقاء العودة حيث سيخوض رحلة شاقة إلى جوهانسبرغ تستغرق حوالي 19 ساعة عن طريق العاصمة القطرية الدوحة.
المدرب فوزي البنزرتي يعول على كثافة هجومية بوجود محمد أوناجم والهداف أيوب الكعبي والجناح الليبي مؤيد اللافي
وبدا البنزرتي غاضبا إثر تعادل الوداد مع نهضة زمامرة، إذ وجه انتقادات لاذعة إلى لجنة المسابقات في الاتحاد المغربي قائلا “نحن في ضغط المباريات منذ شهرين ونصف”.
ولم يعرف الوداد، الذي فاز بالبطولة عامي 1992 و2017، سوى طعم الانتصار في جميع المباريات التي خاضها على ملعبه بدوري الأبطال في الموسم الحالي، والتي كان آخرها فوزه 1-0 على مولودية الجزائر في إياب دور الثمانية، بل إن شباكه لم تهتز في أي منها.
ويخشى الوداد مفاجآت كايز تشيفز، الذي بلغ الدور قبل النهائي للبطولة للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه 4-3 على سيمبا التنزاني في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بدور الثمانية.
وعقب فوزه ببطولة كأس الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس عام 2001، قبل إلغائها، يحلم كايزر تشيفز بأن يكون الفريق الثالث من جنوب أفريقيا، الذي ينال لقب دوري الأبطال بعد فريقي أورلاندو بايريتس وصن داونز اللذين فازا به عامي 1995 و2016 على الترتيب.