المغرب يشجع على إثراء الموسوعات الرقمية الثقافية

السلطات المغربية تحدث جائزة وطنية سنوية لأفضل المنشورات الثقافية.
الجمعة 2021/06/18
الموسوعات عوالم معرفية تواكب العصر

الرباط - تم الإعلان أخيرا في الرباط عن إحداث جائزة وطنية سنوية لأفضل المنشورات الثقافية المغربية على الموسوعات الرقمية التشاركية، مخصصة للنصوص والصور والملفات الصوتية والفيديو.

 جاء ذلك ضمن اتفاقية إطار للشراكة تم توقيعها بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة وأكاديمية المملكة المغربية، وتروم تثمين الأعمال الفكرية المغربية، وذلك وعيا بغنى التراث المغربي وتعدد أصنافه وروافده، ومن أجل تعزيز العرض الثقافي الوطني وتطوير أساليب تقديمه وإتاحته.

 ويندرج توقيع الاتفاقية في إطار الدور المنوط بالوزارة والأكاديمية لا سيما في تجسيد توجهات هيكلة الأكاديمية التي تعززت بمهام جديدة.

وتتوخى الاتفاقية تشجيع طلاب الجامعات وموظفي الوزارة والمؤسسات التابعة لها وأكاديمية المملكة على الاستئناس بأفضل أساليب الاستخدام، والمساهمة الفعالة في الموسوعات الرقمية التشاركية ومواكبة ظهور ممارسات ثقافية ورقمية جديدة، وتشجيع دمقرطة الثقافة، وتعزيز الغنى الثقافي والرمزي الوطني بلغات مختلفة.

وتفعيلا لأهداف هذا التعاون الوثيق بين المؤسستين تم وضع عدة آليات ومراجع أساسية منها وثيقة مؤطرة تحدد الرؤية الإستراتيجية، وإعداد خطة عمل تبرز المعالم الرئيسية للمشروع والإطار الأكاديمي له وقانون الجائزة، بالإضافة إلى فريق من المتخصصين ولجنة تحكيم تضم خبراء أكاديميين.

الموسوعات الرقمية التشاركية لها مساهمة فعالة في مواكبة ظهور ممارسات ثقافية ورقمية جديدة ودمقرطة الثقافة

 وفي كلمة بالمناسبة أبرز عبدالجليل الحجمري أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة أن هذه المبادرة تروم توطيد الشراكة الثقافية وتثمين جسور التعاون الفكرية بين الأكاديمية والوازرة، مشيرا إلى أن المشروع سيركز في مرحلة أولى على الجوانب الثقافية وكل مكونات التراث المغربي على الخصوص بغية إبراز محطاته المضيئة وحماية وتطوير وتنقيح محتوياته وتحديثها نصا وصورة وأشرطة بما يحقق طموح المغاربة الذين يعتبرون “تراثنا جهاز مناعة لأجيالنا وجسرا متينا للعبور بذاتيتنا الثقافية وهويتنا الحضارية إلى غد مغربي متوهج يواكب بوعي تحديات الثورة الرقمية في عالمنا المعاصر”.

وسجل الحجمري أن الكثير مما بات متداولا اليوم في المنصات والشبكات الاجتماعية من محتويات متنوعة وافتراءات تطال تاريخ وثقافة المغرب “لا يستند إلى أي مناهج أو مقاربات علمية، ناهيك عن غياب المرجعيات التي من المفروض أن تضمن لها حدا أدنى من الموضوعية والنزاهة الفكرية”.

 وأكد أنه لهذا السبب اختارت الوزارة والأكاديمية الانكباب في مرحلة أولى من هذا المشروع على محتويات الموسوعات الرقمية العالمية المتعلقة بالتراث المغربي بمختلف أنماطه التعبيرية وخصوصا ما يحتويه من معلومات ومعطيات تاريخية وتراثية بكل أنواعها.

بدوره وصف عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة حفل التوقيع بـ”اللحظة المتميزة والمهمة جدا”، مضيفا أن فيها مساهمة كبرى في دمقرطة الثقافة المغربية. كما يسجل أن فيها تنزيلا لتوصيات مؤسسات مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي أوصى بإدماج الشباب بالوسائل الرقمية في هذا المجال.

ويجسد المشروع، وفق الوزير الوصي على قطاع الثقافة، الطموح الكبير للأكاديمية لتوسيع دائرة الثقافة والتراث المغربي المادي واللامادي وتملك المغاربة خاصة الشباب منهم لهذا التراث ولهذه الهوية في وقت تشكل فيه الوسائل الرقمية وسيلة إيصال الطابع الكوني لهذا التراث.

وتحدث الفردوس عن برنامج تكوين موظفي وزارة الثقافة والمؤسسات المرتبطة بها، مثل المركز السينمائي المغربي والمكتبة الوطنية للمملكة ومدرسة الفنون الجميلة بتطوان ومسرح محمد الخامس، واصفا هذا الأمر بكونه “سيعطي طابعا عمليا لهذا المشروع”.

هناك الكثير من الموسوعات وقواعد البيانات على الإنترنت في مجالات متعددة ومفيدة جدًا، ولها قدر لا بأس به من الزوار والمتابعين المتخصصين
هناك الكثير من الموسوعات وقواعد البيانات على الإنترنت في مجالات متعددة ومفيدة جدًا، ولها قدر لا بأس به من الزوار والمتابعين المتخصصين

كما عبر المسؤول الحكومي في الكلمة ذاتها عن عزم الوزارة الوصية وأكاديمية المملكة المغربية على إدماج الموسوعات الرقمية التشاركية بالأمازيغية عندما تنشأ.

 من جهته أكد عبدالإله عفيفي الكاتب العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة في تصريح له عقب التوقيع على الاتفاقية أن هذه الأخيرة تعد أداة لإبراز الموروث الثقافي الوطني على الصعيد الدولي، وتثمين الثقافة المغربية، فضلا عن تشجيع الطلبة والباحثين والمهتمين على استخدام مختلف الوسائل الحديثة وأفضل السبل للولوج إلى الموساعات الرقيمة التشاركية والمساهمة فيها.

وأضاف أن الاتفاقية تتوخى أيضا ضمان تدفق بيانات ومعطيات بخصوص المغرب في هذه الموسوعات الرقمية وتجويد محتواها.

 يشار إلى أنه من ضمن أهداف الاتفاقية أيضا إغناء وتطوير المحتوى المتعلق بالثقافة المغربية المنشور على الموسوعات الرقمية التشاركية من خلال التعاون المشترك والمستمر بين الأكاديمية والوزارة الوصية والمؤسسات التابعة لها، بهدف الرقي بالمضامين الثقافية لهذه الموسوعات التي تشكل فضاء مفتوحا لتبادل المعرفة.

ويذكر أن هناك الكثير من الموسوعات وقواعد البيانات على الإنترنت في مجالات متعددة ومفيدة جدًا، ولها قدر لا بأس به من الزوار والمتابعين المتخصصين إلى حد كبير، ويعتبر المجال الثقافي أكثر المجالات التي تركز مختلف الدول على تخصيص موسوعات رقمية لها.

ويأتي التشجيع على فتح الموسوعات الرقمية في المغرب في وقت تعاني فيه الموسوعات ودوائر المعارف العربية أزمة كبيرة، سواء في وجودها من الأصل أو في حداثتها وعصريتها وتغطيتها لأوجه المعارف والحضارة قديمها وحديثها، وهو ما يدعو القائمين على المشروع المغربي إلى تلافيه خاصة من خلال تشريك الشباب والذي ستكون هذه الجائزة فرصة له للانخراط في التدوين والإنتاج الثقافي البناء.

15