تعاون أميركي - روسي مرتقب لفتح ممرات إنسانية في سوريا

واشنطن - أكد البيت الأبيض الخميس وجود إمكانية لتعاون أميركي - روسي لفتح ممرات إنسانية في سوريا، مشددا على أن اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم ينته قبل أوانه، وأنه تم بحث الكثير من القضايا.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية الخميس للصحافيين، إن الرئيس بايدن أكد إمكانية التعاون مع روسيا بشأن فتح ممرات إنسانية في سوريا، في مسعى إلى تخفيف الأزمة التي تعانيها.
وأشار إلى أنه لا يوجد التزام بشأن الممرات، إلا أن الولايات المتحدة أوضحت أن لهذا الأمر أهمية كبيرة بالنسبة لها.
وجاء ذلك ردا على تصريحات مسؤول أميركي كبير بأن الرئيس بايدن لم يحصل على التزام من نظيره الروسي الأربعاء بالموافقة على تجديد عملية دولية لتقديم مساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وذلك قبل مواجهة متوقعة بشأن القضية في مجلس الأمن الشهر القادم.
ووصف المسؤول التجديد القادم بأنه اختبار لإمكانية تعاون الولايات المتحدة وروسيا معا.
وكان مجلس الأمن الدولي أجاز لأول مرة عملية للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية لنقل مساعدات عبر الحدود إلى سوريا في 2014 عبر أربع نقاط.
وفي العام الماضي قلص المجلس ذلك إلى نقطة عبور واحدة من تركيا، بسبب معارضة روسيا والصين لتمديد العمل عبر النقاط الأربع كلها.
وينقضي أجل العملية في العاشر من يوليو، ويحتاج صدور قرار في المجلس بالتمديد تأييد تسعة أصوات دونما اعتراض من أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، وهم روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وقالت ليندا توماس جرينفيلد السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة أمام مشرعين أميركيين في وقت سابق الأربعاء، "هذا تصويت حياة أو موت بالنسبة لعدد لا يحصى من السوريين".
وحذرت منظمات دولية من تعرض الملايين من السوريين للجوع في حال لم تتمكن المساعدات الإنسانية الدولية من الوصول إليهم بعد يوليو، لكن يبدو أن روسيا التي تدعم قوات النظام لديها رأي آخر في هذا الجانب.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة أن المساعدات عبر الحدود تمثّل ما يصل إلى 50 في المئة من جميع عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، فيما يحتاج 4.2 مليون شخص في شمال غرب سوريا، أي أكثر من 75 في المئة من السكان، إلى المساعدات الإنسانية.
وتعاني سوريا أزمة اقتصادية قاسية، بعد تهاوي سعر صرف الليرة أمام الدولار، كما ساهم فايروس كورونا إلى حد كبير في تدهور كبير في الأمن الغذائي في البلاد، وبات أكثر من 80 في المئة من السكان يعيشون في فقر.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد 16 قرارا مرتبطا بسوريا منذ عام 2011 حين شن الرئيس السوري بشار الأسد حملة صارمة على المحتجين، مما أسفر عن نشوب الحرب الأهلية. وأيدت الصين الحكومة الروسية في الاعتراض على الكثير من هذه القرارات داخل المجلس.
ودعمت روسيا النظام السوري منذ سبتمبر 2015، وهو ما مكن القوات الحكومية من استعادة الكثير من المناطق على حساب المعارضة المسلحة.