استئصال الورم قبل العلاج الكيميائي يمنع عودة سرطان المبيض

 70 في المئة من الأورام الخبيثة سببها سرطان المبيض الذي لديه أسوأ بقاء على قيد الحياة.
الخميس 2021/06/17
أمل جديد للشفاء من أخطر أنواع السرطانات

نيويورك – أظهرت دراسة جديدة أن بعض المرضى الذين يعانون من شكل عدواني لسرطان المبيض لديهم فرصة أفضل للشفاء من خلال الاستئصال الجراحي للورم قبل الخضوع للعلاج الكيميائي.

وقاد الدراسة باحثون من مركز بيرلماتر للسرطان بجامعة نيويورك ومعهد دانا فاربر للسرطان، حيث استخدموا أداة رياضية لمعرفة الطريقة التي يتوجب على الأطباء توخيها في عملية تنسيق العلاجات المتاحة لسرطان المبيض المصلي عالي الدرجة (HGSC)، وهو الأكثر شيوعا.

ويعد سرطان المبيض ثامن أكثر أنواع السرطانات شيوعًا وسببًا رئيسيًا لوفاة النساء بالسرطان في جميع أنحاء العالم، ويشكل حوالي 70 في المئة من الأورام الخبيثة في المبيض ولديه أسوأ تشخيص.

وسرطان المبيض هو مرض سرطاني يتكون في المبايض. ولا يعرف ما هو المسبب الرئيسي للمرض حتى الآن ولكن توجد عوامل تؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة به مثل التاريخ العائلي للمرض والتعرض للإشعاعات.

وتحدث معظم الإصابات لنساء تتراوح أعمارهن بين 55 و74 عاما. وفي أغلب الحالات لا تظهر أي أعراض على المريضة، وأحيانا تظهر بعض الأعراض مثل النزيف من المهبل وآلام في منطقة الظهر واضطرابات في الدورة الشهرية. ويتم علاج المرض عادة عن طريق الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة. ويبدأ هذا النوع من السرطانات من المبيض ويشكل خلايا غير طبيعيّة لديها القدرة على الانتشار أو غزو أجزاء أخرى من الجسم.

وعادة ما تخضع المريضات المصابات بهذه الحالة للجراحة والعلاج الكيميائي بعد ذلك، ولكن كان هناك جدل طويل الأمد بشأن أنجع الطرق في معالجة هذا النوع من السرطانات.

ونُشرت نتائج الدراسة الجديدة في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” في الولايات المتحدة. وترجح الدراسة أن المريضات اللواتي يخضعن لجراحة استئصال ورم المبيض، مع إضافة العلاج الكيميائي بعد ذلك، تكون نتائجهن الصحية أفضل من اللاتي يتم منحهن بضع دورات من العلاج الكيميائي لتقليص الورم قبل جراحة استئصال الورم.

وقال شينجكينغ جو، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في معهد دانا فاربر للسرطان، “أثارت المسألة جدلا واسعا بشأن ما إذا كان يجب استئصال الورم جراحيا قبل الخضوع للعلاج الكيميائي أو العكس (الخضوع للعلاج ثم استئصال الورم)”.

وأضاف “السبب الرئيسي لهذا الجدل يكمن في خصائص المرضى المختلفة في الدراسات السريرية المتنوعة التي أجريت على مريضات سرطان المبيض، لذلك قمنا ببناء نموذج رياضي لمحاكاة الدورة السريرية للنساء المصابات بسرطان المبيض المصلي عالي الدرجة، مما يسمح لنا بمقارنة نتائج العلاج في نفس المصابات وفحص أي مجموعة من المريضات اللواتي قد يستجبن بشكل مختلف لنظام استئصال الورم جراحيا قبل الخضوع للعلاج الكيمائي”.

وقال بنجامين جي نيل، الباحث المشارك في الدراسة ومدير مركز بيرلماتر للسرطان، “النموذج الذي اعتمدناه جنبًا إلى جنب مع البيانات السريرية للمريضات يشير إلى أنه بالنسبة إلى المريضات اللواتي يمكنهن الخضوع لعملية استئصال كامل للورم تقدم الجراحة أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل”. وأضاف “يوفر نموذجنا أيضًا بعض الأفكار حول الفترات المثلى للاكتشاف المبكر والعلاج قبل فوات الأوان”.

Thumbnail

واستخدم الباحثون في دراستهم البيانات السريرية لما يقرب من 300 مريضة في دراسات سابقة تتعلق باستجابات المرضى لطرق العلاج المختلفة، من مركز الأميرة مارغريت للسرطان في تورنتو ومجموعة تجارب السرطان الكندية، فوجدو أن المريضات اللواتي يتمتعن بصحة جيدة تشجّع على إجراء الجراحة يوفر لهن الاستئصال نتائج أفضل؛ لأنه يساعد بشكل فعال على إزالة الخلايا السرطانية المقاومة للعلاج الكيميائي. لكن بالنسبة إلى المريضات اللواتي يعانين من مرض مزمن ولا يسمح لهن بإجراء الجراحة تقترح الدراسة أن تكون فترة العلاج الكيميائي الأولي أقصر، بدلاً من الفترة الموصى بها حاليًا، لأن ذلك قد يوفر نتائج علاجية أفضل.

ويقول مؤلفو الدراسة إن التحليلات الحالية تشير إلى العديد من الأسئلة التي يجب أخذها في عين الاعتبار عند إجراء التجارب السريرية العشوائية المستقبلية. ويتضمن ذلك مدى تأثير الفجوة الزمنية بين الجراحة والعلاج الكيميائي الذي يأتي لاحقا بعد نتائج العلاج، وما إذا كان هناك ارتباط بين عدد دورات العلاج الكيميائي الأولية وبين النتائج، وما إذا كانت الجراحة الثانوية الكاملة التي تُجرى على الورم المنكس تُحسّن التشخيص أم لا تحسنه.

وقال الدكتور نيل “يُظهر نموذجنا أن جزءًا بسيطًا من المريضات يمكنهن البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل أو حتى الشفاء، ولكن فقط عندما يخضعن لعملية استئصال كاملة متبوعة بالعلاجات المتاحة حاليًا”.

وأضاف “هناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة لتوفير خيارات علاجية أفضل للمريضات اللواتي لا تسمح حالاتهن بالخضوع إلى التخدير الكامل وأيضا لمن لديهن خلايا سرطانية مقاومة للعلاج”.

17