المستوطنون يرقصون بالأعلام في القدس الشرقية على وقع توتر مع الفلسطينيين

إصابة 27 فلسطينيا بالرصاص المطاطي والقنابل اليدوية والضرب خلال تفريق الشرطة للمحتجين.
الثلاثاء 2021/06/15
المستوطنون يرقصون في باب العامود

القدس - تجمع الثلاثاء أكثر من ألف متظاهر من اليمين المتطرف يحملون الأعلام الإسرائيلية عند باب العامود خارج البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، بعد انطلاق مسيرة خاصة بيوم "توحيد القدس"، وذلك بعد يومين فقط من منح الحكومة الجديدة الثقة.

وتُعرف المسيرة باسم مسيرة الأعلام احتفالا بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحدة لها إثر احتلالها وضمها عام 1967، ويشارك فيها عادة عشرات الآلاف وتصل إلى القدس الشرقية المحتلة وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وفي السوق الرئيسي وفي الحي الإسلامي، ويتخللها استفزاز لسكانها مما يثير غضب الفلسطينيين.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها دفعت بأكثر من ألفي عنصر لتعزيز الأمن في محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.

وبدأ المتظاهرون، ومعظمهم من الفتية يرافقهم إيتمار بن غفير عضو الكنيست اليميني المتطرف الذي يترأس حزب "القوة اليهودية" المعادي للعرب وبتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية، بالرقص بالأعلام الإسرائيلية عند باب العامود.

وحمل المتظاهرون بن غفير وسموتريتش على الأكتاف.

وقال بن غفير في بيان إن رئيس الوزراء الجديد نفتالي "بينيت يسير مع حكومة اليسار بدلا من المشاركة في المسيرة".

وحمل أحد المتظاهرين ملصقا خط عليه "بينيت كاذب" باللونين الأبيض والأحمر.

وهاجمت الشرطة الإسرائيلية شابا وامرأة فلسطينيين ممن تمكنوا من البقاء عند باب العامود، بعد رفعهما العلم الفلسطيني.

وتعتبر إسرائيل رفع العلم الفلسطيني مظهرا من مظاهر سيادة السلطة الفلسطينية في القدس، وهو أمر ترفضه جملة وتفصيلا.

ووضعت الشرطة الإسرائيلية داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة وداخل باب العامود حواجز، ومنعت السكان والمتسوقين من المغادرة نحو الخارج.

وأغلق تجار المدينة القديمة، التي بدت شوارعها خالية تقريبا، محالهم بسبب عدم سماح الشرطة الإسرائيلية بالدخول أو الخروج.

وتساءل أحد التجار "هل ستحمينا الشرطة إذا مرت مسيرة المستوطنين من هنا؟".

احتجاجات فلسطينية على مسيرة الأعلام
احتجاجات فلسطينية على مسيرة الأعلام

وخارج البلدة القديمة، فرقت الشرطة الإسرائيلية نحو 150 محتجا فلسطينيا يعارضون تنظيم المسيرة ومرورها في شوارع المدينة، بالضرب بالعصي وباستخدام شرطة الخيالة ورش المياه العادمة.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 6 شبان فلسطينيين في القدس المحتلة بتهمة الإخلال بالنظام، وأشار شهود عيان إلى أن الشرطة أغلقت أيضا باب الساهرة القريب.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 27 إصابة بالرصاص المطاطي والقنابل اليدوية، واعتداء بالضرب على فلسطينيين خلال تفريق الشرطة للمحتجين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي سيزيد من نشر بطاريات القبة الحديدية، خشية تجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، على خلفية المسيرة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتغيير مسار إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون، تزامنا مع مسيرة الأعلام في القدس.

وكان من المقرر أن تجري المسيرة في 10 مايو في ظل توتر شديد مع تنظيم تظاهرات في حي الشيخ جرّاح، حيث تواجه عائلات فلسطينية خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، وصدامات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى.

لكن تم إلغاؤها مع إطلاق حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة دفعة من الصواريخ يومها على الأراضي الإسرائيلية، تضامنا مع الفلسطينيين في القدس الشرقية.

وتم تحديد مسار المسيرة بعد مفاوضات بين المنظمين والشرطة الإسرائيلية على أمل تجنّب وقوع صدامات مع فلسطينيين، على ما أفادت السلطات.

وحذرت حماس من ردّ انتقامي إذا ما اقتربت مسيرة المستوطنين من "القدس والمسجد الأقصى".

وقال الناطق باسمها في مدينة القدس محمد حماد الثلاثاء، "الوسطاء طلبوا من فصائل المقاومة عدم التصعيد بسبب مسيرة الأعلام"، مضيفا "نؤكد أن كل الخيارات مفتوحة أمامنا".

ودعت فصائل "المقاومة" الفلسطينية ومن بينها حماس إلى "يوم غضب" للدفاع عن القدس.

وفي قطاع غزة المحاصر أطلقت بالونات حارقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية على الحدود بين الجانبين.

وأبلغت خدمة الإطفاء والإنقاذ في جنوب إسرائيل عن عشرين حريقا اندلعت على الحدود مع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "نحو 30 متظاهرا ومشاغبا تجمعوا على طول السياج الحدودي جنوب قطاع غزة في موقعين".

اعتقالات في صفوف الفلسطينين
اعتقالات في صفوف الفلسطينيين

وأضاف في بيان مقتضب "اقترب عدد من المتظاهرين من السياج الأمني وحاولوا قطعه"، مشيرا إلى "استعداد قواتنا في المنطقة وتستخدم وسائل تفريق أعمال الشغب" دون تحديدها.

وطوت إسرائيل في هذه الأثناء صفحة نتنياهو الذي استمر 12 عاما في الحكم، مع منح الكنيست الثقة لائتلاف من ثمانية أحزاب بقيادة القومي اليميني نفتالي بينيت وشريكه الوسطي يائير لابيد.

وقرّر الوزير الجديد للأمن الداخلي عومر بارليف مساء الاثنين السماح بتنظيم المسيرة في موعدها، رغم دعوات نواب عرب وقادة فلسطينيين إلى إلغائها.

وأعلنت أجهزة الوزير في بيان بررت فيه قرار الإبقاء على المسيرة، أن "الحق في التظاهر مكفول للجميع في بلد ديمقراطي ... الشرطة جاهزة وسنبذل كلّ ما بوسعنا لحماية نسيج التعايش الدقيق".

وأكد عضو الكنيست ورئيس الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي أن "هذه المسيرة مرفوضة".

وقال "بينيت تبنى قرار نتنياهو نفسه، الرقص بالأعلام هنا مرفوض... العلم الشرعي والوحيد في باب العامود والقدس الشريف هو علم فلسطين، والعلم الإسرائيلي رمز للاحتلال"، مضيفا "واضح أنه لا يوجد أي تغيير في حكومة التغيير".

واعتبر زعيم حزب القائمة العربية الموحدة منصور عباس الذي يعتبر حزبه جزءا من الائتلاف الحكومي الجديد، أن مسيرة الأعلام تمثل "استفزازا مبنيا على الكراهية والتحريض على العنف ومحاولة إشعال المنطقة لأهداف سياسية".

ودعا عباس الشرطة إلى إلغاء المسيرة و"الاستثمار في الجهود السياسية"، فيما حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية من "تداعيات خطيرة قد تنجم عن المسيرة".