نشطاء تونسيون ينفسون عن البحر بسعف النخيل

الشعاب المرجانية تواجه خطر الانقراض بحلول عام 2100، ولهذا يبحث العلماء عن سبل مبتكرة لإعادة إحيائها.
الخميس 2021/06/10
حماية التنوع البيولوجي في البحر

المنستير (تونس) – يحاول نشطاء بيئيون تونسيون تركيب شعاب مرجانية اصطناعية بسعف النخيل والخرسانة في قاع البحر بجزيرة قوريا الواقعة قبالة سواحل محافظة المنستير لإنقاذ حياته وإعادته إلى سالف عهده في مناطق لحق بها الدمار.

وأنشأت مجموعة من الغواصين التونسيين جمعية “أزرقنا الكبير” في 2012 بهدف استعادة البيئة البحرية المستدامة والحفاظ عليها.

وقال أمجد خيرالدين وهو منسق مشاريع في الجمعية “بسبب التلوث والتغيرات المناخية والعديد من العوامل الأخرى التي يتسبب بها الإنسان وجدنا أن أماكن في بحرنا أصبحت قاحلة وبدون حياة، لهذا قررنا القيام بهذه المبادرة المتمثلة في صناعة شعاب اصطناعية من النخيل لإرجاع الحياة للأماكن القاحلة”.

والشعاب المرجانية الصناعية عبارة عن تكوينات تحت الماء من صنع الإنسان، وعادة ما يتم بناؤها لتعزيز الحياة البحرية في مناطق جرداء في قاع البحر.

وتشير الدراسات إلى أن الشعاب المرجانية تواجه خطر الانقراض بحلول عام 2100، ولهذا يبحث العلماء عن سبل مبتكرة لإعادة إحيائها.

وأضاف خيرالدين “هذه الشعاب مصنوعة أساسا من خرسانة بها العديد من الفجوات لنستطيع إدخال أغصان النخيل بها ثم نقوم بربطها بخيط مصنوع من نبتة الحلفاء التي تتمثل في منتوج طبيعي وذلك للحفاظ على البيئة على المدى البعيد”.

وتسلط منال بن إسماعيل مديرة الجمعية الضوء على دور الإنسان في البر والبحر وتأثير نشاطاته في موجات التلوث، مضيفة أن الجمعية لديها إرادة في أن تصبح جزءا من الحل.

وتقول “نحن هنا الآن بمنطقة تعرضت للتصحر بسبب الأنشطة التي يقوم بها الإنسان في البر أو في البحر والتي بدورها سببت التلوث. ولذلك نحن أردنا أن نكون جزءا من الحل وذلك بإعادة تدوير أغصان النخيل التي تم إنزالها مع الحجارة. هذه الطريقة تمت تجربتها في مدينة غنوش وأردنا تجربتها هنا ونحن نأمل أن تعود الحياة بعودة الأسماك”.

وأشار أحمد سوكي رئيس الجمعية إلى أن الطريقة التي يستخدمونها في تخليق موائل صناعية للحياة البحرية طريقة قديمة.

وأوضح “هذه الطريقة قديمة جدا. لقد كان أسلافنا بعد موسم جني التمور يلقون بأغصان النخيل في البحر لأنها تشكل مخبأ لتفقيس الأسماك وخصوصا الحبار رغم وفرة الإنتاج في ذلك الوقت. لكنهم كانوا يفكرون في الاستدامة والمستقبل”.

وتابع “نحن الآن نتعرض للعديد من المشاكل خصوصا التلوث البحري لذلك نحن نريد إرجاع هذه التقنية القديمة التي استعملها أجدادنا ونبحث عن الأماكن التي تضررت بسبب التلوث ونحاول تعويضها بهذه الأعشاب الاصطناعية التي تمثل مخبأ بيئيا لحماية التنوع البيولوجي في بحرنا”.

Thumbnail
24