مترجمون أفغان سابقون عملوا مع قوات غربية يخشون انتقام طالبان

المترجمون يخشون على حياتهم عند انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
الأحد 2021/06/06
انسحب الغربيون وتركوا شركاءهم في مواجهة طالبان

كابول - كسر مترجمون أفغان سابقون لقوات غربية، تعتبرهم حركة طالبان خونة، حاجز الصمت ليعربوا عن مخاوفهم من مصيرهم عندما ستنهي الجيوش الأجنبية انسحابها الكامل من البلاد بحلول سبتمبر.

ويوضح عدد كبير منهم أن الحصول على تأشيرات لهم ولعائلاتهم بات أمراً ضرورياً.

ويسأل أوميد محمودي الذي عمل مترجماً للجيش الأميركي بين 2018 و2020 “إذا لم يكن إمام في مسجد بأمان ولا فتاة صغيرة تبلغ عشر سنوات في مدرستها، كيف سنكون نحن بأمان؟”. وبعد أن أُنهي عقده بسبب فشله في اختبار روتيني للكشف عن الكذب، رُفض طلبه للحصول على تأشيرة.

ويؤكد أوميد أن المتمردين الإسلاميين “يتتبّعوننا. سيجدوننا وسيقطعون رؤوسنا. متمرّدو طالبان لن يسامحونا أبداً”.

18

ألف طلب للحصول على تأشيرات والهجرة إلى الولايات المتحدة لأفغان عملوا مع الأميركيين

وبعدما طُردت طالبان من الحكم إثر تدخل أميركي عام 2001 تسيطر الحركة حالياً على مساحات شاسعة من الأراضي الأفغانية وتطوّق معظم المدن الكبرى وكذلك تكثّف هجماتها محددة الأهداف ضد مسؤولين سياسيين وناشطين من المجتمع المدني وصحافيين.

وسبق أن أُرغم عمر على الفرار من طالبان. فقد نقل عائلته من مدينة مزار شريف الشمالية الكبيرة إلى كابول حيث كان يعمل، بعد أن تعرّض أقرباؤه للتهديد بالقتل.

لكنه يخشى حالياً من عدم تمكنه من الهروب من طالبان لوقت طويل في حال لم يغادر البلاد، إذ كان يعمل لحساب السفارة الأميركية على مدى عشر سنوات، إلا أن عقده أُنهي بعد فشله في اختبار لكشف الكذب.

ويقول عمر الذي طلب عدم استخدام اسمه الكامل “أنا نادم لأنني عملت لصالح الولايات المتحدة في أفغانستان. كان ذلك أسوأ خطأ في حياتي”.

وسبق أن قتلت طالبان العشرات من المترجمين وكذلك موظفين آخرين في سفارات أو لدى جيوش غربية.

لكن المقاتلين الإسلاميين ليسوا وحدهم من يعتبر هؤلاء الأشخاص خونة أو جواسيس لقوى أجنبية.

ويشير عمر الذي لا يزال طلب حصوله على تأشيرة أميركية قيد الدرس إلى أن “عمّي وأقربائي يقولون إنني عميل للولايات المتحدة”.

وحصل أكثر من 18 ألف أفغاني و45 ألف فرد من عائلاتهم المقرّبة على تأشيرات وهاجروا إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج من أجل المترجمين والأعضاء المشاركين في عمليات خاصة وأولئك الذين جازفوا بالعمل مع الأميركيين حتى في مجال التعاون المدني.

لكن هناك 18 ألف طلب إضافي لا تزال قيد الدراسة.

وليس الأميركيون وحدهم الذين يوظفون مترجمين رغم أنهم القوة الأجنبية الأكبر في البلاد.

4

فأثناء تجمّع الأسبوع الماضي في كابول لثلاثين موظفاً سابقاً في الجيش الفرنسي، شرح وحيدالله حنيفي البالغ 32 عاماً أن باريس رفضت منحه اللجوء إذ أنها اعتبرت أن حياته غير معرّضة للخطر.

وقال هذا الأب لولدين الذي كان موظفاً لدى الجيش الفرنسي بين 2010 و2012 “كنّا صوت الجنود الفرنسيين في أفغانستان والآن يتركوننا لمصيرنا مع طالبان” مضيفا “إذا بقيت هنا، ليست لديّ فرصة للبقاء على قيد الحياة. الجيش الفرنسي خاننا”.

وحتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار من أفغانستان، غالباً ما تبقى هناك معركة جديدة يتعيّن خوضها وهي انضمام عائلاتهم إليهم.

وأُصيب جمال البالغ 29 عاماً وهو مترجم سابق للجيش البريطاني مرتين خلال عمليات. وتمكن من الاستقرار في كوفنتري في وسط إنجلترا عام 2015.

لكن زوجته لم تتمكن سوى مؤخراً، أي بعد ستة أعوام، من الحصول على إذن من وزارة الدفاع البريطانية للانضمام إليه.

في المقابل لا يزال والده الذي كان عامل صيانة في قاعدة للجيش البريطاني يعيش في لشقر جاه في ولاية هلمند (جنوب) التي يسيطر عليها متمردو طالبان ولطالما شهدت معارك كثيفة مع الجيش الأفغاني.

ويؤكد جمال “عندما تعملون لصالح الجيش البريطاني، وتقفون إلى جانب هؤلاء الجنود، تتوقعون منهم معاملة أخرى”.

3