فلسطينيون يواجهون الحياة في رف الكتب

جاءت رواية “قبعة الزهايمر” للكاتبة الأردنية سوزان دروزة بلغة سلسة شائقة، محاولة سبر أغوار العوالم النفسية وقراءة الأبعاد الإنسانية للشخصيات التي تحاول ملاحقة مصائرها، لنمضي في الرواية مع الشخصيات ونكتشف خارطة الهم الفلسطيني، فتحضر الأمكنة وتتجلى في مناخ الشخصيات، سواء من حيث الأحداث أو تناول التراث.
مسارات إنسانية متعددة ومتشظية تفردها لنا الكاتبة دروزة لترسم لنا من خلالها خارطة الحياة الفلسطينية التي كتب على إنسانها أن يحيا حيوات كثيرة غير مكتملة، حيوات مصادرة على أكثر من مستوى، رغم محاولة هذه الشخصيات وإصرارها على الدفاع عن حقها الإنساني في الحياة في كل اللحظات المتاحة.
ووظفت الكاتبة في روايتها، الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، لغة سهلة ومبنى سرديا متمكنا وسلسا في آن، يشدك لتبحر في مجاهل النص، فلا تعود قادرا على التملص منه في لعبة سردية أبطالها فلسطينيون يواجهون الحياة الصعبة بشجاعة.
ما نفع الرصاص

في روايته بعنوان “57” يفتح الكاتب العراقي المغترب زيد عمران جراحات بدأت قبل ثلاثين عاما، وذلك عبر نافذة تمتد جذورها من ظلال الموت المتجذرة منذ الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، وحتى اليوم.
يرسم عمران صورة معبّرة لمحاولات الحب التي أجهضتها الحرب، مع صور لجنود عادوا من الجبهات بأذرع وأقدام منقوصة، وقلوب تشظّت من الفراق.
تحمل الرواية أسلوب الرمزية الذي اشتهر به الكاتب، وهي تطرح الكثير من الأسئلة وأبرزها إن كان هناك نفع في صوت الرصاص القادم من الخارج.
واتسمت الرواية بتنقلات سردية بين الماضي والحاضر، وبترشيق التيار الزماني فيها، وعلى عكس بقية الروائيين العراقيين الذين يخيرون العودة إلى ماضي البلاد لتفكيكه من خلال نقد صريح وواضح للصراعات والدكتاتورية والحروب والغزو الأميركي وغيرها مما عاشه العراقيون، يخير الكاتب في روايته، الصادرة حديثا عن دار الحلاج للنشر والتوزيع، أن يحكي بشكل غير مباشر من خلال شخصياته.